تشهد الجزائر مشاريع كبرى لاستعادة وجهها اللائق، وتخليصه من مظاهر التريف والتدهور على مستوى المنشآت، بالرغم من ان الإستراتيجية موجودة منذ الثمانينات، غير ان مشاريع التهيئة لم تنطلق كما كان مقرر لعدة أسباب... ولتخليص العاصمة من وجه الكآبة الذي لازمها لسنوات بسبب النقص الكبير المسجل في الناحية الفنية والجمالية في انجاز مشاريع السكن والعمران، وغرس المساحات الخضراء، لبعث الراحة النفسية، تم تسطير مشاريع كبرى منها مترو الجزائر، والترامواي التي شكلت متنفسا للعاصميين، بالإضافة إلى دخول مشروع تهيئة وادي الحراش حيز التنفيذ الأربعاء الفارط، لتحويله إلى حدائق ومنتزهات، بعد تخليصه من التلوث الذي حوله إلى منظر مقيت، مشوها للطبيعة، لدرجة انه أصبح خطرا يهدد السكان بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منه. وفيما يتعلق بمشروع تطهير وادي الحراش قدم أمس حسن آيت عمارة مدير التطهير وإزالة التلوث بوزارة الموارد المائية عبر الأثير من خلال القناة الثالثة تفاصيل حول كيفية ومدة الانجاز، وكذا الكلفة التي تحتاجها العملية. وقد كشف آيت عمارة بأن المشروع يتم تنفيذه من قبل المؤسسة الجزائرية «كوسيدار» والكورية «دايوو»، حيث تقدر كلفته 38 مليار دج، بينما حدد آجال انجاز في مدة لا تتعدى 42 شهرا. وأبرز المتحدث بأن لهذا المشروع خصوصية تتجاوز إزالة التلوث من مياه وادي الحراش إلى إنشاء مساحات خضراء وحدائق، وحتى مسابح، بالإضافة إلى ذلك سيتم غرس أشجار تزيينية على طول جانبي الوادي، وإنشاء مساحات لكرة القدم، واعتبر ان هذا ليس حلما وإنما حقيقة يراها المواطن الجزائري بأم عينه عندما يستكمل المشروع في حدود 2017 كأقصى تقدير. وأوضح بأن وادي الحراش الذي يمتد على مساحة 18 كيلومتر من الجزائر العاصمة ويصل جريان مياهه إلى البحر الأبيض المتوسط يواجه إشكاليتين، تتعلق الأولى بالتلوث والثانية بالفيضان الذي يحدث من حين لأخر على ضفافه بسبب زيادة حجم المياه الآتية من الأمطار، ومن الملفوضات التي تلقيها يوميا المنازل والمصانع القريبة منه. وأفاد المتحدث بأن التلوث الناجم عن النفايات المنزلية قد تم معالجته من خلال محطة التنقية المتواجدة ببراقي الذي يعود تاريخ انجازها إلى الثمانينات، والتي تم إعادة تهيئتها سنة 2009 وهي الآن عملية حيث تم الرفع من قدرة استيعابها، وبالنسبة للمياه المستعملة، ذكر آيت عمارة بأن وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، قد أطلقت محطتين لتطهير المياه الملوثة الناجمة عن النشاطات الصناعية. وفي معرض إجابته عن الأسئلة المطروحة أعلن ايت عمارة عن تخصيص ما يقل عن 250 مليار دج لتطهير المياه الملوثة بالجزائر، وإعادة استعمالها في المجال الفلاحي مؤكدا بأن كل محطات التطهير مزودة بمخبر الذي يقيس يوميا درجات التلوث، مطمئنا بأنه يعمل وفق معايير النوعية المطلوبة.