اعتبر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى الرويبة بالعاصمة البروفيسور كتفي عبد الباسط، أن الشروع المبكر في عملية التلقيح، ابتداء من شهر جانفي المقبل، أمر إيجابي على جميع المستويات ويبعث الأمل في نفوس المواطنين والأطقم الطبية، فضلا عن أهميته من حيث إنعاش الاقتصاد الوطني قال الدكتور كتفي عبد الباسط، أمس، في تصريح ل»الشعب» إن الجزائريين ينتظرون بفارغ الصبر اللقاح المضاد لفيروس كورونا لإنهاء معاناتهم مع الكوفيد، في وقت تعيش فيه بلادنا انخفاض عدد الإصابات في الموجة الثانية من الفيروس التي تعرف دائما بالتراخي في إجراءات الوقاية، مما يطرح إمكانية عودة الموجة الثالثة، غير انه مع توزيع اللقاح يمنع الفيروس انبعاثه من جديد. وافاد البروفيسور، ان الشروع المبكر في التلقيح إيجابي من حيث الجانب الصحي، إذ سنسجل تراجعا في الإصابات وإمكانية زوال الوباء. وفي الجانب الاجتماعي والنفسي يرتاح المواطنون من حالة الخوف والرعب الناجمة عن وضع صحي صعب، كما سيكون للقاح تداعيات مهمة على الاقتصاد العالمي وأنشطته المختلفة، خاصة المتعلقة بحركة الإنتاج، الطيران والمجالات التجارية، مشيرا ان الاقتصاد قبل طرح اللقاح لن يكون هو نفسه اقتصاد ما بعد الطرح وبدء التوزيع. وفي هذا الصدد صرح، ان اللقاح له فوائد عديدة من حيث منع بعث انتشار الفيروس مجددا وكذا القضاء على الوباء وزواله نهائيا ان كان مرفوقا بمعطيات أخرى تجرى اتباعا، المتعلقة بنوعية اللقاح وموعد وصوله والفئة التي تستفيد منه الممثلة في الأطقم الطبية وعمال المستشفيات المعرضين للخطر وفئة المسنين، وحتى المواطنين معنيين بالعملية. ويجب ان يرافق اللقاح -بحسب الدكتور- بمتابعة الوضعية الوبائية قبل استعماله، بالإضافة إلى توفير شروط ضمان نجاح عملية التلقيح التي ستنطلق رسميا شهر جانفي المقبل، وفق إستراتيجية وطنية استعدادا للتلقيح ضد فيروس كورونا بعد اقتنائه، والتي تحظى بمتابعة دقيقة عبر جميع المؤسسات الصحية. وأوضح البروفيسور كتفي، ان عملية التلقيح تسير حسب مخطط وطني يضمن حق التلقيح لكل المواطنين ولكن ليس إجباريا كما يروج له، مشيرا ان العملية ستضع حدا لمعاناة الكثير من الفئات، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والأشخاص المسنين الذين يعيشون على هاجس الكوفيد. وبخصوص التهويل الذي رافق أخبار ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المعدية أكثر من السلالات الأخرى، فإن هذا النوع لم ترافقه الأبحاث اللازمة لمعرفة إن كان أكثر انتشارا اولا، بالإضافة إلى أن الجزائر بعيدة عن المخاوف، لأنها كانت السباقة في اتخاذ التدابير الوقائية في بداية الجائحة شهر مارس الماضي، عندما علقت الرحلات باتجاه الخارج، ولا يخفى اليوم على لجنة متابعة الوباء اي قرار في حال ظهور فيروسات أخرى.