حقّقت برامج «البودكاست» الغربية نموّا متسارعا في كافة الاختصاصات والمجالات، فيما لا يزال هذا الشكل من الإعلام الرقمي في بدايته في العالم العربي، سواءً منتجين أو مستمعين، ومن أهم المبادرات الجزائرية، الفيديو كاست «#كاش_بوليتيك» لصاحبه الدكتور يحيى محمد لمين مستاك، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة خميس مليانة. أوضح في حوار خص به «الشعب»، أنّ «البودكاست عبارة عن تسجيلات صوتية رقمية متوفرة على الإنترنت في صيغة حوارات أو كلام أو موسيقى»، ويختلف عن الراديو في أنه يمكن سماعه في أي وقت وفي أي مكان، وليس عند البث المباشر فحسب. - الشعب: من هو الدكتور مستاك يحيى محمد لمين؟ الدكتور مستاك يحيى محمد لمين: أستاذ محاضر ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بونعامة الجيلالي خميس مليانة، عضو الاتحاد الدولي للدراسات الجيو-سياسية لمنطقة الساحل (ICGPS)، وعضو في مخبر الأمن القومي الجزائري «الرهانات والتحديات»، وفي فرقة بحث تحليل السياسات العامة الاقتصادية وأثرها على الأمن الاقتصادي في الجزائر. حصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة الجزائر 3، إضافة إلى شهادة الماجستير في التنظيم السياسي والعلاقات الدولية من جامعة تيزي وزو ودرجة الماستر في القانون الدولي من جامعة البليدة. أنا خرّيج كلية «ماكسويل» للمواطنة والشؤون العامة من جامعة «سيراكيوز» بالولايات المتحدةالأمريكية، وهي نفس الجامعة التي تخرّج منها الرئيس المنتخب للولايات المتحدةالأمريكية جو بايدن، وشاركت في الكثير من الملتقيات الوطنية والدولية، وألّفت العديد من المقالات والكتب، كان آخرها كتاب حول «الأزمة في السّاحل الإفريقي بين المشاريع الدولية والمقاربة الجزائرية». - مع النمو المتصاعد للبودكاست العربي، أطلقت فيديوكاست سياسي بالنكهة الجزائرية #كاش_بوليتيك؟ كيف تعرّفه؟ #كاش_بوليتيك؟» هو أول بودكاست / فيديو كاست جزائري من تقديمي ويبث في قناتي الخاصة باليوتيوب؛ يعنى بالشؤون السياسية المحلية والدولية، نحاول فيه رفع اللبس عن العديد من القضايا التي تهم الشأن الجزائري والعالم من خلال الاستعانة بخبراء وأكاديميين من مختلف دول العالم. - ما هو الهدف من إنشاء هذا البودكاست؟ مبدئيا، تهدف حصة #كاش_بوليتيك؟ إلى أن تكون صرحا علميا بعيدا عن الشعبوية لنشر الوعي السياسي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (السمعية - بودكاست spotify - والبصرية – اليوتيوب والفايسبوك LIVE)، نستعين بخبراء وأكاديميين كما سبق وأشرت، بغية التنشئة السياسية لدى الشباب الجزائري، كما يحاول أيضا استقطاب شباب جدد إلى الاهتمام أكثر بالشأن السياسي المحلي والدولي، إضافةً إلى محاربة العزلة السياسية التي كان يعيشها الشباب من خلال تقديم لهم فرصة التفاعل مع الخبراء والأكاديميين. - لماذا اخترت هذه الحصة؟ لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة، خاصة مرحلة الحراك اهتماما شديدا من طبقة الشباب للشؤون السياسية، بعدما كانوا في عزلة عنها، إلا أن هذا الاهتمام رافقه فجوة بين هذه الفئة وشعبوية وسائل الإعلام والاتصال في تناول هذا المجال، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، أين كان كل من هب ودب يحلل الشأن السياسي دون نبراس للعلم. وعليه ارتأينا إنشاء برنامج #كاش_بوليتيك؟ نستضيف عددا من الأساتذة والخبراء المحليين والدوليين، نحاول فيه رفع اللبس معهم عن القضايا التي تهم الشأن السياسي الوطني والدولي مع التركيز على منطقتنا ومجالنا الحيوي. - كيف كانت هذه التجربة؟ وما هي رؤيتك المستقبلية لها؟ بانتشار جائحة كورونا أصبح غالبية سكان العالم في حجر صحي، وأصبحنا نشتغل عن بعد، فاغتنمت هذه الفرصة وقررت في تلك الفترة بدء هذه الحصة التعليمية والتثقيفية، فمنذ بداية شهر ماي إلى اليوم قدمت قرابة 31 حلقة مختلفة المواضيع والضيوف. وكانت البداية مع الدكتورة الجزائرية دالية غانم المقيمة ببيروت، مرورا بالعديد من الباحثين والأكاديميين العالميين والمحليين أمثال ألكسندر دوغين، عمر أكتوف، آلان دونو، لينا بن عبد الله، بشير فريك، عبد العالي عبد القادر، جلال خشيب، نعوم تشومسكي..إلخ). وفيما يخص طموحاتي وأهدافي، أود الآن الولوج بالحصة بيوت الجزائريين، ولن يكون ذلك إلا عبر الوسائل الاتصال الكلاسيكية، خاصة التلفاز، سواء العمومي أو الخاص لكي تعم الفائدة.