تشكل الإنقطاعات المتكررة هاجسا لدى سكان غليزان في هذه الصائفة، حيث أضحت سيناريو يميز فصل الحر كلما حلّ، الأمر الذي أثّر سلبا على حياة العائلات، التي لم تجد بديلا سوى صرختها المتكررة إلى السلطات المحلية، ومنها شركة سونلغاز الموكلة مهام تسيير هذه الطاقة. لم يعد المواطن اليوم يملك صبرا أمام مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بعد اعتياده على توفرها يوميا، وغيابها يطرح عديد الاستفهامات لديه في انتظار عودتها. وخلال إستطلاع قامت به يومية «الشعب»، فإنّ المشكل مازال مطروحا في بعض البلديات، على غرار زمورة، وواد أرهيو، وحمري وأولاد سيدي ميهوب، وأعتبر المواطنون الذين جمعت الجريدة إنطباعتهم بأنّ المشكل أثر بشكل واسع على حياة الفرد، في ولاية دلالة تسميتها «الهضاب الحارة»، حيث الحرارة مرتفعة ليلا ونهارا. وأكد المواطنون بأنّ إنقطاع الكهرباء يجعل منهم في رحلة البحث عن بدائل لعلها ترفع حجم «السخونة» التي تسود البيوت، حيث إنّ إقبال العائلات على إقتناء المكيفات الهوائية في الفترة الأخيرة، جاء ليحل مشكل «الحرارة»، لكنّ مع انقطاع الكهرباء تقول تصريحات المواطنين يجعل من هذه المكيفات ديكورا، رغم أثمانها المرتفعة، بعدما وجدت السلع المعروضة إقبالا منقطع النظير. وغالبا ما تتعرض هذه الأدوات الكهرومنزلية إلى التلف، بسبب هذه الانقطاعات المتكررة، والتي كبدت العائلات خسائر معتبرة. وتكلم المعنيون من مشكل هذه الانقطاعات عن وسائل الترفية والتسلية، حيث إنّ غياب الطاقة يذهب ما تقدم الشاشة، والمكيفات، ومختلف المواد الكهرومنزلية، التي أضحى إستعمالها إجباريا في حياة المرء اليوم. ناهيك عن غياب عمل الثلاجة بحلول المشكل، حيث تفسد المواد الاستهلاكية التي يقتنيها أرباب العائلات، خاصة عند القرويين، الذين هم متعودون على إقتناء حاجيات أسبوع كامل، ما يجعل العائلة الريفية في حيرة من أمرها. وتلزم العائلات المتضررة من انقطاعات الكهرباء البحث عن أماكن تلجأ إليها للترفية عن النفس خارج المنزل، غير أنّ أغلب البلديات لا تتوفر على مساحات خضراء، تعتبر بحق متنفس لهم في هذا الفصل، وفي المقابل فقد ساد الاسمنت كلّ شبر. ويسود غليان وسط المنطاق التي تشهد الانقطاع المتكرر لهذه المادة، حيث كان سكان حي «شبيرة» ببلدية وادي أرهيو، قد خرجوا إلى الشارع بحر الأسبوع الماضي، للتنديد على غياب النور داخل البيوت لثلاثة أيام متتالية، حيث قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 04، للضغط على السلطات المحلية بالتدخل العاجل لرفع المشكل المطروح، ويعاني في نفس السياق سكان حي « شايب بوراس» ببلدية جديوية من مكشل ضعف في الطاقة وإنقطاعها المتكرر، حيث يقول من صادفتهم الشعب في انجاز هذا الاستطلاع بأنّ الشدّة المتوفرة حاليا لم تعد تقو على تشغيل محركات الثلاجة، ناهيك عن مصادفة لموسم الأفراح والاعراس، أين يسود الاستفهام لتحسين ظروف الاستقبال للأشخاص المدعوين، فلم يعد « الماء البارد » متوفر في مثل هذه المناسبات. وشهدت العديد من المدن الغليزانية في السنوات الاخيرة توسعا عمرانيا، على غرار بلدية جديوية ووادي ارهيو، ما يجعل من شركة سونلغاز مطالبة بتحسين ورفع قدرة الطاقة، بمثل هذه المناطق، التي لا يزال بها الربط العشوائي مستمرا، في ظل التأخر الحاصل لرفع مثل هذا المشكل، خاصة بالعمارات التي تم إنجازها في إطار ما يسمى بالسكن التساهمي.