حمل تخصيص عمليات تنموية هامة لمناطق الظل بمداشر بلديتي بربوش وتاشتة، بحكم وجودها بمناطق معزولة تقع في الشريط الغابي بسلسلة جبل اللوح المحاذي لولاية المدية ومرتفعات الظهرة المرتبطة مع غابات تيبازة من الناحية الشمالية، أشياء ايجابية. فالحرص على تثبيت السكان واستقرارهم بمناطقهم الأصلية التي نزحوا منها في وقت سابق عجّل في اعتماد عمليات تنموية هامة تشرف على تنفيذها السلطات الولائية من خلال المتابعة الميدانية. حالة الفرج والارتياح التي سجلناها لدى قاطني هذه المداشر خلال معاينة عن قرب بذات البلديتين، كشفت لنا إصرار هؤلاء وتشبثهم بمناطقهم الأصلية بقوة وحميمية واعتزاز بعد الالتفاتة التي جاءت في اطار برامج النهوض بمناطق الظل التي أعادت لهم الأمل في العيش الكريم بعد سنوات من الانتظار، الذي كاد أن يقضي على أحلامهم يقول عبد الكريم وخالد والحاج الجيلالي.. هذا الأخير الذي دلنا على مصدر رزقه الأساسي من رؤوس الأغنام التي صار يهش عليها بمقبض عصاه المحدودبة في غير استقامة بإحدى الأودية القريبة من القرية. وبحسب السكان، فإن متاعب الصرف الصحي صارت تثير قلقهم خاصة في ظلّ الاعتماد على الحفر التقليدية لرمي النفايات المنزلية المهدّدة لصحة عائلاتهم وأبنائهم، ناهيك عن خطر البيئة بذات المناطق الفلاحية التي تعتمد على الزراعة الجبلية في كثير من المواقع حسب أقوال سكان أولاد نوال وسوايدية والروايضية وحذيفة، الذين تحدث بعضهم عن معضلة الماء الشروب التي قد تعرف انفراجا إذا ما انتهت الأشغال في وقتها حسب ما هو مبرمج. أما بخصوص متاعب الطريق، فقد تحدث سكان أولاد أنوال إنهاء الشطر الثاني من الأشغال بذات المسلك الذي يعد ضروريا في تنقلاتهم اليومية، يشير المتضررون. وفي ذات السياق، أوضح رئيس بلدية بربوش الطاهر بلمصطفاوي في اتصال معه أن حصة مشاريع مناطق الظل أعادت مداشر البلدية للواجهة، حيث تم التكفل بها ضمن العمليات التي تم تخصيصها ويتابعها الوالي ميدانيا ويتعلق الأمر بإزالة متاعب قنوات الصرف الصحي التي طالما اشتكى منها السكان، فالشطر الأول الذي يوشك على نهايته بكل من سوايدية وحذيفة وأولاد أنوال والروايضية في انتظار الشطر الثاني الذي إقترحه أعضاء المجلس الشعبي البلدي على السلطات الولائية والذي يخصّ ذات المناطق. وفي حالة انجاز هذه المشاريع المقترحة يقول «المير» سيتخلص السكان نهائيا من تلك المعاناة التي طالما اشتكوا منها يقول محدثنا الذي كشف عن انجاز 3 عمليات تتعلّق بالماء الشروب بكل من العطايلية وبساكرية والحساسنية في انتهاء الأشغال بدشرة روايضية يقول ذات المنتخب الذي أثنى على تفهم الوالي فيما يتعلق بأخطار قنوات الصرف الصحي التي كانت تواجه سكان هذه المداشر.. كما ذكر أن مشاريع توصيل الغاز تسير بوتيرة سريعة مما يخلص العائلات من حدة البرودة القاسية التي تجتاح المنطقة مع كل فصل شتاء يقول الطاهر بلمصطفاوي. حلم الاستقرار عاد من بعيد أما بخصوص منطقة العيون التابعة إقليميا لبلدية تاشتة الجبلية والمحاذية لبلدية بني مليك بولاية تيبازة والتي كانت في وقت سابق مهجورة، بعد نزوح سكانها نحو مركز البلدية والعبادية وعين بويحي والعطاف وعين الدفلى فقد عادت لها الروح بفضل البرنامج الهام الذي خصصته السلطات الولائية لتكون دشرة العيون بتاشتة نموذجا في التكفل بسكان مناطق الظل على مستوى الولاية. وهو ما وقفنا عليه ميدانيا رفقة السكان وأولياء التلاميذ الذين عبروا في حديث معهم، عن ارتياحهم بتهيئة المدرسة وتجهيزها بكل المرافق التي يحتاجها التلاميذ حسب معاينتنا للهيكل التربوي بهذه الدشرة النائية التي عادت لها الروح في انتظار انجاز قاعة العلاج والملعب الجواري الذي تنطلق الأشغال بهما هذا الأسبوع، حسب تصريح رئيس بلدية تاشتة لخضر مكاوي. أما فيما يتعلق بالماء الشروب، فقد تمّ وضع صهاريج من 20 ألف لتر و12ألف لتر من هذه المادة الحيوية والذي تكفلت بها مديرية الري بالولاية. تأتي هذه العمليات بعد تهيئة المدرسة الوحيدة وانجاز مطعم من 200 وجبة غذائية ساخنة مع كل التجهيزات الضرورية وهذا بعدما تمّ تركيب شبكة الغاز التي تزودت به العائلات البالغ عددها 90 عائلة مع المدرسة التي تدعمت بالتدفئة وسط هذه البرودة التي تجتاح هذه المرتفعات الغابية، يقول السكان. ومن جانب آخر، قدمت للمسؤول الولائي الذي عاين المنطقة مؤخرا احتياجات العائلات للربط بالكهرباء الريفية بعدما انهوا عملية البناء التي استفادوا منها ضمن برنامج الإعانات الريفية المخصصة لبلدية تاشتة. وعلمنا من رئيس البلدية أن القائمة قد ضبطت بخصوص 30عائلة، وستتم عملية الربط من خلال توسيع الشبكة حسب التعليمات التي أعطاها الوالي لمدير القطاع، يشير محدثنا في عين المكان. هذا التكفل بانشغالات سكان هذه المنطقة المدرجة ضمن مناطق الظل بامتياز، من شأنه أن يفتح أفاقا واسعة للسكان في تشيط الزراعة الجبلية والغابية بعدما تحصلوا على برنامج خاص بهذه العمليات كتربية النحل والأغنام والماعز والدجاج والأبقار وزراعة البقوليات الجافة والثوم وهو ما سيوفر لهم أسباب العيش الكريم حسب تصريحات أبناء المنطقة بعين المكان.