قام مدير الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية سكيكدة، رفقة لجنة مشكلة من ممثلي الاشغال العمومية، المياه، دائرة أولاد عطية، وبلدية وادي الزهور، بالإضافة الى مؤسستي ميناء سكيكدة وتسيير موانى الصيد، بزيارة تفقدية الى ميناء الصيد بوادي الزهور، من أجل حل مشكلة تزويد الميناء بالمياه، واختيار الموقع المناسب لجلب هذه المادة الحيوية، من أجل الاسراع في استغلال الميناء، وفتحه أمام الصيادين. كان من المفترض ان يدخل ملجأ الصيد البحري بوادي الزهور، غرب ولاية سكيكدة، حيز الخدمة رسميا، قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2019، هذا المشروع الذي تطلب حوالي 4 مليار دج، إلا ان عدم انتهاء أشغال التهيئة أخرّت وضعه حيز الخدمة، وان المنشأة تنقصها التجهيزات اللازمة لاستغلالها على أكمل وجه، كعدم توصيلها بالكهرباء، عدم توفر الانارة العمومية، المياه والجدار الأمني، الأمر الذي جعل المؤسسة المينائية لسكيكدة، تتكفل بكافة الاشغال من أجل تجهيز الميناء. الميناء الجديد للصيد البحري لوادي الزهور، أقيم بمكان الملجأ البحري القديم الذي بقي في حالته القديمة المتميزة بقلة المنشآت القادرة على احتضان سفن من الحجم المتوسط والكبير، وطاقة الميناء الجديد تصل إلى 148 قارب وسفينة، وهو ما يعطي لهذا المرفق أهمية اقتصادية كبيرة تعود بالنفع الكبير على سكان المنطقة، خاصة وأن سواحل وادي الزهور تندرج ضمن منطقة بحرية مهمة في غرب الولاية، انطلاقا من وادي بيبي إلى غاية الحدود الغربية للولاية، وتتمتع بثروة سمكية تعتبر الأهم في الولاية، منها الجمبري والسردين و الأسماك البيضاء، إلا أنها غير مستغلة بالقدر الكافي، ناهيك عن انتشار ظاهرة الصيد الفوضوي والعشوائي، إضافة إلى فك الخناق عن صيادي الجهة الغربية من سكيكدة، والجهة الشرقية من ولاية جيجل، وإنهاء معاناتهم من غياب فضاء للنشاط بإمكانه أن يغنيهم عن التنقل إلى الموانئ المجاورة، كميناء القل أو ميناء جيجل. كما من المؤكد أن ميناء وادي الزهور، قادر على تحريك عجلة السياحة بهذه المنطقة التي تشكو من نقص كبير في ما يتعلق بالمشاريع ذات الصلة بقطاع الصيد البحري، على الرغم من تصنيفها كأحد أهم الوجهات السياحية بالشرق الجزائري، ويساعد الشروع في استغلال هذا الميناء الجديد على إحداث نشاط اقتصادي مهم لبلديات دائرتي أولاد عطية بسكيكدة، والميلية بجيجل، وبعث نشاط يستوعب شريحة من الشباب الذين بدأ عدد منهم في مزاولة تكوينه البحري في المعهد العالي للتكوين البحري بالقل، إضافة إلى استحداث هيئة بحرية محلية من البحارة و وسائل الصيد المختلفة والاستغلال الجيد و الشامل للثروة السمكية المحلية، ويعد الميناء الجديد للصيد والنزهة المتنفس الوحيد بعد ما كان المشروع بمثابة الحلم الذي طال انتظاره من طرف سكان المنطقة، والذين علقوا عليه آمالهم في إحداث حركية تنموية واعدة.