قال، أمس، عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة أن 2012 ستكون سنة للإنتخابات والتغيير، معتبرا أن الإنتخابات التشريعية الأخيرة جاءت لتؤكد واقعا جديدا للجزائر، تكرست فيه الممارسة الديمقراطية والمنافسة الهادئة وجاءت تماما مثل الإمتحان الوطني الذي كسبت فيه الرهان، والتزم بمواصلة الجهود من أجل استكمال اصدار نصوص الإصلاحات التي شرعت فيها الجزائر خلال السنة الفارطة . أكد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة خلال كلمة ألقاها في حفل اختتام الدورة البرلمانية الربيعية ان العمل التشريعي خلال هذه الدورة المنقضية اشغالها جاء متواضعا، معتبرا أن الأداء البرلماني بدا عاديا لكنه يعتقد ان اداء البرلمانيين جاء متميزا، ولم يخف بن صالح في سياق متصل أن عدد النصوص المصادق عليها جاء محدودا، لذا الحصيلة التشريعية لم تكن ثرية. وذهب رئيس مجلس الأمة إلى تأكيد قناعته بان الفترة التشريعية المنصرمة كانت استثنائية خاصة بكل ما تعلق بالجانب السياسي أو آثارها على المجال البرلماني. واستحسن بن صالح المسؤول الأول على مستوى الغرفة البرلمانية الأولى كل ما أسفرت عنه الدورة الربيعية المختتمة من خلال رسمها معالم طريق هذه السنة وكشفت عن خصوصيتها، ويتوقع في ذات المقام أن الشعب الجزائري سيكون على موعد لإعطاء كلمته في اختيار ممثليه على المستوى المحلي إلى جانب تغيير نصف أعضاء مجلس الامة، وتوقع ان تكون سنة 2012 لتجسيد التغيير ولتنظيم المواعيد الإنتخابية . ورافع بن صالح مدافعا باستماتة عن نجاح آخر انتخابات تشريعية حيث أوضح يقول أنها جرت في ظل مناخ هادئ وشفاف وجاءت لتؤكد واقعا جديدا تكون الجزائر قد دخلته بعد ال10 ماي الفارط، ووصفه رئيس مجلس الأمة بالفضاء الذي تجسدت فيه الممارسة الديمقراطية والمنافسة الهادئة واعطى فيها الشعب الجزائري المثل والقدوة في مجال التعبير عن الموقف المسؤول والخيار العاقل، واستطرد بن صالح يقول أن هذا الخيار مكن الجزائريين من اختيار مجلس تعددي متنوع الإنتماءات الحزبية برز فيه التشبيب والعنصر النسوي بقوة. وخلال قراءته لنتائج آخر انتخابات أرجع رئيس مجلس الأمة فشل عددا من الأحزاب من دخول القبة البرلمانية الى قصر مدة تأسيس هذه الأحزاب وفي تواضع تجربتها الميدانية في مجال خوض الإنتخابات، وخلص بن صالح إلى القول في هذا المقام أننا عشنا خلال الفترة الأخيرة حراكا سياسيا واسعا استمر لعدة أشهر انتعشت فيه الساحة الوطنية بنقاش ثري متعدد الطروحات واختلاف المواقف مما أسفر حسب رئيس مجلس الأمة عن ترقية الثقافة السياسية والحس المواطني لدى الجزائري. وأثنى بن صالح على نجاح الجزائريين في تكذيب كل التكهنات الخارجية المتشائمة، التي كانت تتوقع ان يتكرر الواقع الذي عرفته بلدان عربية إلى الجزائر، ولم يخف ان ذلك التسويق السلبي قوى من الشعور الوطني والإحساس بالمسؤولية وأضفى على الإنتخابات خصوصية . واغتنم بن صالح الفرصة من أجل دعوة القوى السياسية التي اعترفت بنجاح الجزائر في الإنتخابات التشريعية الفارطة الى مواصلة الجهد والعمل في نفس النهج وترجمة الثقة الموضوعة في الميدان وان تعمل بالشكل الذي يوفر مناخ الإنسجام بين كافة التيارات داخل المجلس الشعبي الوطني من أجل تجسيد المصلحة العليا للبلاد خاصة وان البرلمان مقبل على التعاطي مع ملفات هامة وحساسة من أجل استحضار كما قال بن صالح مقتضيات بناء الدولة وتحقيق عوامل الإنسجام الوطني حول القضايا المصيرية الكبرى . والتزم بن صالح بمواصلة العمل والتنسيق والتشاور مع المجلس الشعبي الوطني لبلوغ تلك الأهداف معبرا عن استعداده للعمل مع الهيئة التنفيذية . وتوقع بن صالح أن يعزز مجيء النواب الجدد مكانة الهيئة البرلمانية ويعمق من الممارسة الديمقراطية. وعشية الإحتفاء بخمسينية الثورة وجه فيها سلسلة من الرسائل، رسائل عرفان للشهداء ولكل الوطنيين الذين احترقوا وسهروا من اجل بناء الجزائر وسلامتها وإلى الشباب الذين دعاهم ليستلهموا من تاريخ آبائهم وأجدادهم ما ينير لهم دروب المستقبل .