أجبرت حرارة الصيف الكبيرة واقتراب شهر رمضان المعظّم سكان ولاية باتنة على الإسراع في السفر إلى عديد الولايات الساحلية، لقضاء بعض الأيام على شواطئ البحر هربا من الصيف الساخن، خاصة بعد الإعلان عن النتائج الرسمية للإمتحانات. تفضّل أغلب عائلات عاصمة الأوراس باتنة، ولايات جيجل، بجاية، عنابة وسكيكدة كوجهة سياحية مفضّلة لقضاء بعض الأيام استمتاعا بزرقة مياه البحر، حيث تلجأ العائلات حسب بعض المعطيات التي استقتها “الشعب”، إلى كراء شقق فارغة بتلك الولايات الساحلية وأغلبها بأثمان باهظة، حتى تكون في جوّ غير بعيد عن الذي تركته في باتنة، حيث تفضّل تلك العائلات أخذ متعاها من أواني وأفرشة وحتى الثلاجة، والاستقرار بشكل يوحي وكأنّ العائلة ستستقر بتلك الولاية. وهناك من العائلات من تتشارك مع أخرى في كراء السكن نظرا لغلائه، في الوقت الذي تفضّل أغلب عائلات باتنة من الاستفادة من خدمات لجان الخدمات الإجتماعية بالمستشفيات والولاية وقطاع التربية وغيرها، والتي تتّخذ من المدارس أماكن مفضلة لقضاء العطلة، بسبب الأسعار المغرية والخدمات المميزة لتلك المخيمات الصيفية. فلجنة الخدمات الاجتماعية بولاية باتنة فضّلت هذه السنة أخذ عائلات موظفيها إلى شواطئ ولاية تلمسان، حيث حدّدت أسعارا مميزة لذلك، حسب ما أكده ل “الشعب” بعض العاملين المعنيين بالسفر إلى تلمسان لقضاء عطلة الصيف لموسم 2012، كما تختار بعض العائلات بولاية باتنة الوجهة الخارجية لقضاء العطلة الصيفية على غرار الشقيقة تونس، والتي رغم عدم الاستقرار الأمني بها بالشكل السابق إلاّ أنّ الجزائريين وسكان باتنة يفضّلونها كوجهة سياحية، ويسافر إليها أغلبهم على متن سياراتهم الخاصة دون المرور على الوكالات السياحية التي أرهقتهم، حسب ما أكّده لنا بعض الشباب الذين التقينا بهم بوسط المدينة قرب إحدى الوكالات السياحية. ورغم تهافت العائلات على استغلال الفترة الزمنية القصيرة نسبيا والتي تسبق شهر رمضان المعظم، إلاّ أنّ بعض العائلات الأخرى ترى في انتهاء شهر رمضان فرصة مناسبة للسفر والاستمتاع بالبحر، ولو لأيام قليلة على اعتبار أنّ الشواطئ حاليا تشهد اكتظاظا كبيرا ما سيؤثر بشكل مباشر على نوعية الخدمات المقدمة، أضف إلى ذلك الارتفاع الكبير في الأسعار عكس ما ستكون عليه الأمور بعد شهر رمضان الكريم. ورغم اختلاف وجهات نظر سكان باتنة لأماكن قضائهم للصيف، إلاّ أنّهم يتّفقون جميعا على وجوب التغيير والخروج من الولاية للاستمتاع بالبحر وزرقته حتى يتمكن الفرد من الاسترخاء بعد عام مليء بالتعب والإرهاق.