فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عُطل الجزائريين..مستنقعات قاتلة للغلابى ومنتجعات آمنة "للمزهورين"
بين تصدير وإستيراد السيّاح..خدمات ومرافق تحرّض على الفرار الجماعي


مُكرهون إخوانك لا أبطال
* غابات فوضوية، حمامات بلا زوار بسبب الحرارة وضربة قاضية للسياحة الصحراوية صيفا
أين يقضي الجزائريون عطلهم؟، وقبل هذا: هل للجزائريين عطلة؟، هل من حقهم الإستمتاع بعطلة كغيرهم من المجتمعات؟، هل العطلة في الجزائر نعمة أم نقمة؟
*
*
ماهو الموجود: عُطل أم هبل؟، هل هناك سياحة ومرافق تستحق الزيارة من أجل النزهة والإستجمام؟، أم أن تكسار الراس والإصابة بأمراض القلب والنرفزة والكوليرا، هو العنوان الوحيد للعطل؟، هل هناك قانون يحكم تعريفة وأسعار تنظيم العطل الصيفية، أم أن الفوضى والعشوائية وشعار "دعه ينصب إتركه ينهب" هي المتحكمة في واقع الإصطياف؟، لماذا يهرب جزائريون من الجزائر بإتجاه بلدان جارة أو يقطع ألاف الكيلومترات برا وجوا وبحرا بحثا عن الراحة والإستجمام؟، من يتحمل مسؤولية التراجع والتقهقر الذي تعرفه مرافق الإستقبال والإقامة والفندقة والخدمات السياحية؟، هلى الوزارة الوصية هي المسؤول الوحيد؟، ما هو محل البلديات والولايات من إعراب التخييم والإصطياف و"كراء وشراء" المنتجعات والشواطئ؟، وما هو دور "الكرّايين" ممّن أمموا ما فوق وتحت الشواطئ، فنصبوا "دولتهم" وفرضوا "قانونهم" وأسعارهم على المواطنين؟، لماذا يطير المحظوظون من الأثرياء ورجال المال والأعمال وبعض المسؤولين إلى مواقع سياحية عالمية تحكي عليها الكتب والأساطير؟، ولماذا يتزاحم المتعوسين والمنحوسين من الغلابى والزوالية على البرك والمستنقعات حيث تكون المخاطر والأمراض لهم بالمرصاد؟، لماذا تختزل شرائح واسعة من الجزائريين عطلهم في مصاريف الأعراس والدخول المدرسي والإجتماعي وتدشين بعض الأعمال المنزلية الشاقة، بدل الراحة وتنفس الصعداء؟، هل للقدرة الشرائية وشبكة الأجور علاقة بهذا الخيار الإضطراري؟، لماذا تلاشت تدريجيا ثقافة "الكولوني" والعطل الجماعية الشبيهة بنظام "التويزة"؟، ماهي أسباب التنافس على كراء الشقق بالمدن الساحلية والسياحية خلال مواسم العطل؟، هل للوضع الأمني علاقة بذلك، أم أن غلاء المعيشة وإنهيار قيمة الدينار وبروز أولويات في الحياة اليومية للجزائريين، حرّضتهم على مراجعة حساباتهم وإخضاع كل فلس من الراتب الشهري إلى حكمة: "القرش الأبيض لليوم الأسود"؟، ما هو الفرق بين العطلة لدى الجزائريين والعطلة عند مجتمعات أخرى أقلّ شأنا أو أرقى معيشة؟، لماذا يفضل بعض الموظفين تلقي أجرة مضاعفة مقابل التنازل عن حقه في العطلة؟، ولماذا لا يحسن أغلبية الجزائريين تدبير وتسيير شؤونهم عندما يتعلق الأمر بأيام معدودات ل "التحواس والتشماس"؟، أين يقضي الرئيس وكبار المسؤولين والوزراء والنواب والولاة ورؤساء الدوائر والأميار ومدراء المؤسسات والشركات، عطلهم؟، هل الجزائر وجهتهم أم أنهم يفرّون هم أيضا بإتجاه أقطاب دولية أكثر أمنا وإحتراما وخدماتية؟، هل أصبح المصطاف والسائح الجزائري مضطر للإستجمام عبر شواطئنا وفق المثل القائل: "عوم وعسّ حوايجك" وأحيانا: "عوم بحوايجك"؟، إلى أيّ مدى أصبح الجزائريون متأثرون بوقائع "عطلة المفتش الطاهر"؟.
*
*
الأزمة المالية، المسلسلات الرومانسية وانفلونزا الخنازير تحدد وجهة الجزائريين
*
هجرة جماعية لتركيا بحثا عن "مهند" وشرم الشيخ لقضاء شهر العسل
*
تشير أرقام رسمية الى أن تركيا تحولت الى وجهة الجزائريين خلال موسم الاصطياف بعد أن كان يقصدها "البزناسية"، خاصة تجار الملابس النسوية، ويرجع متتبعون لحركة تنقل الجزائريين ذلك الى تأثير المسلسلات التركية التي أدت حسب دراسة تركية الى انتعاش النشاط السياحي بهذه الدولة، كما سجل ميل الجزائريين الى السياحة بدبي، حيث أدت الأزمة المالية العالمية الى انخفاض لافت في أسعار الإقامة بالفنادق بنسبة بلغت 50 بالمائة، وأشارت معلومات متوفرة لدى "الشروق" من الوكالات السياحية التي تنظم رحلات لهذه الدولة، الا ان تكلفة أسبوع واحد بأفخم فنادق دبي لايتجاوز 59 ألف دج.
*
وتبقى تونس تتصدر الدول التي تعرف توافد آلاف الجزائريين عليها خلال موسم الإصطياف، خاصة بجزيرة "جربة" التي أصبحت محل فضول العديد من الجزائريين حسب تقارير رسمية تونسية، وتطرح هذه السنة مخاوف من تراجع العدد نظرا لتزامن موسم الصيف مع شهر رمضان الكريم، وتم وضع برنامج خاص "لإغراء" السياح الأجانب والعرب خاصة الجزائريين.
*
ويشير تقرير أعدته مديرية شرطة الحدود التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، الى أن حوالي 80 ألف جزائري تنقلوا للسياحة بتونس خلال شهر جويلية الماضي مقابل حوالي 45 ألف آخر كانوا قد اتجهوا الى تونس في شهر جوان من نفس السنة ويفضل الجزائريون السفر الى تونس للسياحة برا حسب ما تكشفه إحصائيات مصالح شرطة الحدود ال15 المنتشرة عبر ولايات شرق وجنوب البلاد أبرزها العيون بالطارف، الحدادة بسوق أهراس، المريج، بوشبكة، بطيطة، رأس العيون بولاية تبسة، إضافة الى مراكز المراقبة الحدودية ببرج باجي مختار وتين زاواتين وتيمياوين وعين قزام بتمنراست وكذلك مركز طالب العربي بورقلة.
*
وكان حوالي 257894 جزائري قد تنقلوا الى تونس خلال السداسي الأول من العام الماضي أي ما يعادل حوالي 3 ملايين جزائري سائح غير مقيم في 6 أشهر لتأتي تونس في الترتيب الأول من، حيث وجهة الجزائريين الى الخارج لقضاء فترة الصيف والاستجمام.
*
وبلغة الأرقام، كان حوالي 18 ألف جزائري قد تنقلوا الى تركيا خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي الى جوان 2008، أغلبهم سافروا خلال أشهر أفريل، ماي، جوان تحت "تأثير" المسلسلات التركية خاصة "سنوات الضياع"، حيث اكتشف الجزائريون (الجزائريات خاصة) مهند الوسيم الذي كان وراء انتعاش النشاط السياحي في تركيا التي أصبحت تستقطب العديد من السياح بفضل ذلك بحسب دراسة تركية حديثة، وتتمثل وجهة الجزائريين في اسطنبول، بودروم، أنتاليا لاكتشاف المعالم السياحية والفيلا التي تم فيها تصوير مسلسل "سنوات الضياع" الذي كان بطله"مهند" وهي اليوم عبارة عن متحف مفتوح للزوار، وأغلب المسافرين الى تركيا هم من "تجار الشنطة" و"البزناسية" المختصين في تجارة الملابس النسوية.
*
*
دبي من وجهة "البزناسية" الى مرتع للسياح
*
وتشير الأرقام المتوفرة من مديرية شرطة الحدود حول حركة تنقل الأشخاص الى أن الآثار الفرعونية أصبحت تغري الجزائريين، خاصة الأزواج الجدد الذين سجل تزايد توافدهم على مصر لقضاء شهر العسل، خاصة منتجع شرم الشيخ بفضل أسعاره المتاحة، حيث تشير معلومات متوفرة من الوكالات السياحية أن 4 أيام بشرم الشيخ في فندق 4 نجوم و3 أيام بالقاهرة يكلف 37 ألف دج.
*
وكان أكثر من 10 آلاف جزائري قد قصدوا مصر خلال 6 أشهر للسياحة، وتتصدر الإمارات العربية المتحدة دول الخليج التي يتوافد عليها الجزائريون، خاصة إمارة دبي بعد تخفيض تكاليف الإقامة في أفخم الفنادق والمنتجعات بسبب الأزمة العالمية المالية، وكان 7955 جزائري تنقلوا الى الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر الستة من العام الماضي أغلبهم للسياحة والاستجمام بعد أن كانت وجهة "البزناسية" أيضا.
*
ولاتزال مدينة مراكش المغربية تستهوي العديد من الجزائريين الذين يتنقلون إليها جوا، خاصة بعد فتح 4 خطوط جوية تربط الدار البيضاء ووهران، ويتنقل إليها، خاصة الأزواج الجدد والشباب الذين يتنقلون إليها في إطار رحلات منظمة، وتفيد الإحصائيات أن 17 ألف جزائري سافروا الى المملكة المغربية خلال 6 أشهر، وتبقى الدول العربية مثل سوريا، لبنان والأردن تستقطب الجزائريين، ويتوقع خبراء في السياحة تزايد الإقبال عليها، خاصة خلال الفترة الممتدة من منتصف جوان الى منتصف أوت الذي يتزامن مع موسم الاصطياف وتراجع الوافدين الى دول أوروبا بسبب مخاوف من انتشار داء أنفلونزا الخنازير، خاصة باتجاه إسبانيا (بالما)، حيث تجاوز عدد الجزائريين الذين سافروا الى اسبانيا لغرض السياحة 28 ألف شخص.
*
*
بعد أن تحولت الى "معسكر تدريب الانتحاريين" ومخبأ "الحراڤة"
*
منع التخييم في المناطق الغابية والمعزولة وحراسة مشددة بالشواطئ
*
تقرر هذه السنة أيضا منع التخييم غير المرخص في المناطق الغابية والمعزولة وفي الشواطئ غير المحروسة مع تجنيد دوريات مراقبة للتجمعات الشبانية وذلك على خلفية التحقيقات الأمنية التي توصلت الى أنه تم استغلال هذه المخيمات لتجنيد شباب في صفوف التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وتجنيدهم كانتحاريين أبرزهم بلرزق الهواري الانتحاري بحزام ناسف الذي استهدف موكب رئيس الجمهورية أثناء زيارته الى ولاية باتنة، وكانت "الشروق" قد انفردت بنشر تفاصيلها، حيث كان قد تدرب في مخيم صيفي ببني صاف بعين تموشنت، كما استغلت شبكات التجنيد هذه المخيمات لإقناع الشباب بالانضمام إليها بعد إخضاعهم لحملات غسيل مخ ودروس وخطب.
*
وفي موضوع ذي صلة، كان العديد من المرشحين للهجرة السرية بحرا قد استغلوا التخييم للإبحار بعد رصد تحركات أفراد الأمن وحرس السواحل في ظل تشديد الرقابة عليهم، وتشن مصالح الأمن من شرطة ودرك حملات أمنية واسعة في إطار مخطط "دلفين" الخاص بمصالح الدرك، والمخطط الأزرق الخاص بمصالح الشرطة الذي يتضمن إجراءات خاصة بتأمين موسم الإصطياف بتكثيف الرقابة، خاصة بالشواطئ غير المحروسة والمعزولة لرصد تحركات مشبوهة على خلفية محاولة التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" التشويش على سير الموسم بتنفيذ اعتداءات باستخدام متفجرات قد تستهدف مصطافين.
*
*
الوكالات السياحية تقلص نشاطها هذا الموسم
*
جزائريون ألغوا عطلهم بسبب مصاريف الأعراس، رمضان والدخول المدرسي
*
قلصت المصاريف التي يتطلبها الدخول الاجتماعي المقبل وكذا شهر رمضان من عدد الجزائريين الذين تعودوا كل موسم صيف على الاتصال بالوكالات السياحية لتنظيم رحلة نحو الخارج للاستمتاع بالعطلة السنوية، فقد اقتصر معظم زبائن الوكالات هذا العام على التجار والإطارات، في ظل تراجع ملحوظ للأسر العادية، التي لجأ الكثير منها إلى الدفع بالتقسيط.
*
وبشهادة النائب الأول لرئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية مناصر شريف فإن معظم الأشخاص الذين أقبلوا منذ مطلع الشهر الحالي على تلك الوكالات ينشطون في مجال التجارة، حيث تمكنهم أوضاعهم المالية المريحة من اختيار أجمل وأهدأ مكان في العالم للاستجمام والتمتع بجمال الطبيعة، في حين يفضل الكثير من الإطارات أن يقدموا لأطفالهم هدية ثمينة بعد سنة كاملة من الكد والجد في الدراسة، من خلال تمكينهم من قضاء عطلة في أي مكان يقع عليه اختيارهم، وعادة ما تنطلق الرحلة مباشرة ما بعد الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا.
*
وبحسب المصدر ذاته فإن الوكالات السياحية شهدت هذا العام بعض التراجع في نشاطها مقارنة بمواسم سابقة، حيث كانت الأسر البسيطة تدخر لعام كامل من أجل الظفر ولو بأسبوع واحد فقط خارج الوطن، مع اختيار الاتجاهات الأقل تكلفة، وتأتي في مقدمتها تونس والمغرب وتركيا ومصر، غير أن الأسر ذاتها اضطر معظمها إلى ادخار "تحويشة" السنة لتغطية مصاريف رمضان، الذي سيقبل علينا هذه السنة مع نهاية شهر أوت، ويليه مصاريف الدخول الاجتماعي وما يتبعها من تكاليف الكتب والألبسة والأدوات المدرسية، ومصاريف التسجيل.
*
وتعاني الوكالات السياحية خلافا لمواسم سابقة ضغطا كبيرا من قبل زبائنها المعتادين، بسبب تزامن عطلة الصيف مع شهر رمضان، مما جعل الكثير من الأسر تفضل أن تنطلق رحلتها نحو الخارج مبكرا، فقد أصرت معظمها على أن تحتجز لنفسها مكانا في [1]أحد الفنادق في الفترة الممتدة ما بين 1 جويلية و15 أوت المقبلين.
*
في حين أن المحظوظين ممن لديهم تأشيرة "شنغن" فسيقصدون جزر بالارما بإسبانيا أو أحد البلدان الأوروبية المعروفة بطابعها السياحي، وفي تقدير المصدر ذاته فإن مدة إقامة السياح الجزائريين في الخارج تقلصت بشكل مثير للانتباه، وقد تراجعت من 15 يوما إلى أسبوع واحد فقط بالنسبة للكثيرين، علما أن تكاليف شخص واحد فقد لإقامة مدتها أسبوع واحد بفرنسا مثلا يتطلب 20 مليون سنتيم.
*
ومن جهته يضيف رئيس فيدرالية الوكالات السياحية قداش حسان، بأن الاتجاهات التي تختارها الأسر مرهونة بحجم إمكاناتها المادية، وتعد تونس الأقل تكلفة إلى جانب إمكانية السفر إليها برا دون الحاجة لامتطاء الطائرة، تليها المغرب وسوريا ودبي وتركيا ومصر، مؤكدا بأن هذه الدول تحبذ كثيرا السائح الجزائري لأنه يدفع كثيرا مقارنة بالأجانب.
*
*
تحرشات بالسياح، اعتداءات، أسعار جنونية وخدمات متدنية
*
"عوم وعسّ حوايجك".. ثقافة الجزائريين لقضاء العطلة
* إذا ما فكر الجزائريون في الذهاب إلى شاطئ البحر فإنه يكون مضطرا أن يتقيد بالمثل الشعبي الذي يقول "عوم وعس حوايجك"، وأمام ملاحقة شبح فاتورة الوجبات الغذائية يكون الجزائري مضطرا لأن يصطحب معه "كسكروطه" وإذا ما فكر المخلوق في وجهة سياحية غير الشواطئ فيوجد أمامه خياران إما الغابات التي تفتقد لأدنى المرافق وإما الحمامات المفتوحة على الهواء الطلق وعرضة لكل الإنحرافات.
*
بعض البلدان المجاورة الشقيقة نجحت في استقطاب السياح بفعل بناء وتكريس ثقافة سياحية، لجذب السياح أما عندنا في الجزائر، فالمواطن البسيط إذا ما قصد مكانا لقضاء عطلته فإن هذه الأخيرة تشكل بالنسبة له مشكلا ومأزقا حقيقيا، فالذهاب إلى شاطئ البحر يستدعي بالضرورة التفكير في تحضير وجبة إفطار مسبقة وأن يصطحب معه المضلة الشمسية وما يستدعي ذلك، وإما يكون فريسة سهلة "للمبزنسين"، فحجز مكان بالقرب من الشاطئ لم يعد بالمجان وأضحى لكل شيء ثمن، أما الحديث عن ثقافة سياحية فذلك ما لا تجده بين الجزائريين، ففي بعض الأماكن السياحية ينقل الجزائريون نرفزتهم وقلقهم متناسين أنهم جاؤوا لقضاء عطلة.
*
ففي أحد المواقف المخجلة والطريفة في نفس الوقت، ذهب أحد المصطافين إلى تكسير أكثر من سبع سيارات عندما عاد من الإستجمام ليجد أن سيارته قد أصابها خدش، فحدثت مناوشات بينه وبين صاحب الحظيرة وانتقاما منه قام بتكسير السيارات التي أمامه.
*
وفي الجزائر فقط إذا ما قصدت مكانا سياحيا فإن ثمن الأشياء التي تباع بالقرب منه تكون أسعارها مضاعفة لمرتين أو أكثر، فقارورة من المياه المعدنية قد يصل سعرها إلى 100 دينار، وحتى فنجان شاي صحراوي قد لا تستطيع شربه بسبب سعره الفاحش، وأما إن تعلق الأمر ببيع بعض الأدوات التذكارية فإن سعر شيء بسيط يباع بما يفوق 200 دينار.
*
خيارات الجزائريين لقضاء العطلة بعيدا عن الشواطئ تتمثل في وجهتين اثنين إما الحمامات وإما الغابات كمتنفس آخر للعائلات التي تتحول إلى أشبه ما يكون بالمحتشدات العائلية، حيث تحضر هذه الأخيرة كل مستلزماتها ولا عجب أن نشاهد قارورات البوتان الصغيرة، والشواءات الحديدية الصغيرة أيضا والكل يطبخ ويطهو على الهواء الطلق ، وعندما يخيم الليل يقف عمال النظافة على واقع مؤسف لما خلفه من جاؤوا لقضاء عطلتهم.
*
وبالرغم من امتلاك الجزائر لمناطق سياحية فاتنة على غرار الصحراء هذه الأخيرة التي تتحول إلى أشبه ما يكون بالمنطقة المهجورة فحتى سكانها لو أتيحت لهم الفرصة لهجروها.
*
أما عن تصرفات الجزائريين مع السياح الأجانب فتتحول إلى تصرفات انتهازية واستغلالية وذلك بفعل تحول "الكلوندستان" إلى لصوص حقيقيين فتكلفة 200 متر تتعدى 300دينار، هذا إذا لم يكتشف اللصوص الأصليون هوية هؤلاء حتى يتعرضون لهم كقطّاع الطرق.
*
*
مديرو مؤسسات عمومية أكثر "تبذيرا" على "التحواس والتشماس"
*
وزراء يعودون إلى مسقط رأسهم وآخرون يعتمرون ويحجون إلى عواصم عالمية
*
كثيرا ما كانت تشكل الدول الأوربية وجهة كبار المسؤولين في الدولة لقضاء عطلهم السنوية، غير أن عادة هؤلاء الذين تخضع عطلهم لإجراءات خاصة واستثنائية مقارنة بباقي مستخدمي القطاع العمومي والخاص تغيرت وأصبحت تأخذ وجهات أخرى غير التي اعتادوا عليها في وقت سابق، وإن كانت العديد من الأوساط تنظر إلى انتقاء هؤلاء لأماكن عطلهم بعين النقد واللوم فإن كل المعطيات المتوفرة بخصوص القطاع السياحي في الجزائر والغياب التام لمرافق الاستقبال العاجزة عن الاستثمار فيما منحته لنا الطبيعة تبرر خيارات المسؤولين الكبار وأصحاب النفوذ والمال والأعمال وتقف إلى جانبهم وتدافع عن خياراتهم.
*
ولمن لا يعلم فإن العطل السنوية للإطارات الدولة وكبار مسؤوليها لا تخضع لنفس المعايير التي يحددها قانون العمل لمستخدمي قطاع الوظيف العمومي، ذلك لأن إطارات الدولة والمسؤولين الكبار من وزراء وولاة وأمناء عامين بالدوائر الوزارية وكذا رؤساء الدواوين والمديرين المركزيين، وحتى الرؤساء المديرين العامين للمؤسسات والشركات الكبرى يخضعون الى إجراء استثنائي للانصراف إلى عطلهم يتمثل في صدور مرسوم من قبل الوزير الأول أو ما كان يعرف سابقا رئيس الحكومة يرخص فيه بانصراف هؤلاء للراحة، هذه الأخيرة لا تمتد بالضرورة لمدة شهر كامل، وإنما قد تقف عند مدة ال 10 أيام بالنسبة للوزراء، وتمتد الى مدة 20 يوما بالنسبة لباقي إطارات الدولة على اعتبار أن قانون العمل يحدد يوما ونصف اليوم عطلة عن كل شهر من العمل، وإنما عطل المسؤولين تحدد من قبل الوزير الأول، وفي مراسلة رسمية تصل لهؤلاء.
*
خصوصية مناصب هؤلاء وحجم مسؤلياتهم ومتاعبها أحيانا، اضافة الى إمكاناتهم المادية، تجعل من عطلهم أحد الملفات الهامة ضمن أجنداتهم حتى أنها تزاحم ملفاتهم القطاعية، غير أن الواقع يبين أن الوجهة التي يأخذها الرؤساء المديرون العامون للمؤسسات الكبرى، خاصة الإستراتيجية منها أكثر أهمية وإغراء من الوجهة التي يأخذها وزراء الحكومة لقضاء عطلهم، ففي الوقت الذي يفضل فيه بعض رؤساء المؤسسات العمومية تنويع البلدان التي يحط بها هؤلاء سنويا بأوربا وأمريكا، يفضل بعض الوزراء أن لا تتجاوز رحلة عطلهم دولا مجاورة استطاعت أن تؤمن بعض المرافق السياحية، ففي سنة 2006 مثلا فضل أزيد من 10 وزراء تونس الشقيقة لقضاء راحتهم، كما فضل عدد آخر البقاء على أرض الوطن مثل ما هو عليه الحال بالنسبة للممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز الذي يفضل شاطئ مرسى بن مهيدي دائما وجهة لقضاء عطلته، فيما فضل أحد الوزراء في الحكومة الحالية قضاء عطلتين متتاليتين بالبقاع المقدسة وفضل أداء العمرة بمعية عائلته كاملة عن التمتع بالمرافق السياحية للدول الأوربية، كما كان يفضل وزير آخر غادر الحكومة دائما شاطئ الأندلسيات بوهران، أما وزير الصحة السعيد بركات يفضل قضاء عطلته بمسقط رأسه ببسكرة، وإن كانت خيارات شخصية فعملية مسح بسيط اكتشفنا أن الوزراء يزهدون في عطلهم مقارنة برؤساء الشركات العمومية الكبرى.
*
*
رحلة ضياع للبحث عن مرافق سياحية نظيفة و"تحمّر الوجه"
*
استقبال المصطافين بخدمات تثير النرفزة وأطباق محشوة ب "الڤرلو"
*
يستمر قطاع السياحة خارج دائرة الاهتمامات الجادة للحكومات الجزائرية المتعاقبة، رغم كونه من المجالات الاقتصادية الحيوية للكثير من الدول سواء المتقدمة أو النامية ويلعب الفرد فيها الدور الأكبر في ذلك من خلال وعيه المستمر النابع من ثقافة سياحية مبنية أساسا على ضرورة استقطاب السياح باستمرار، كما يلعب الإرث السياحي وما تملكه الدول من إمكانيات، ومواقع سياحية العامل الأساسي في جلب عدد كبير من السياح، ولكن كل ذلك يكون عديم الفعالية في غياب سياسة واستراتيجية سياحية واضحة المعالم، وهي الحالة التي تعانيها الجزائر منذ عقود بسبب اعتمادها المطلق على النفط.
*
وعلى الرغم مما تملكه الجزائر من تنوع للإرث السياحي خلق لها موقعا مهما، غير أن غياب نظرة واضحة للقطاع لدى صناع السياسات الاقتصادية لجعل السياحة موردا هاما ومساهما في آليات التنمية المستدامة أصبح أهم عامل طرد السياح الأجانب وحتى الجزائريين الذي أصبحوا يبحثون عن فضاءات للراحة في البلدان المجاورة التي جعلت من السياحة أهم مصدر للدخل بالعملة الصعبة وثاني قطاع مشغل في المغرب وتونس التي نجحت في استقطاب حوالي مليون سائح جزائري سنويا بسبب الخدمات الرفيعة المقدمة لهم والأسعار التنافسية جدا بالمقارنة مع الأسعار المطبقة في الجزائر التي لا تتناسب مع نوعية الخدمة المقدمة.
*
وتتوقع وزارة السياحة 3 ملايين سائح من بينهم 2 مليون أجنبي في حدود 2015 مشيرة إلى أن الاستثمارات المتوقعة لا تقل عن 5 ملايير دولار لرفع طاقة الإيواء إلى 80 ألف سرير في حدود 2015، في حال رفع العراقيل والإجراءات المتعلقة بالعقار التي يعاني منها المستثمرون المحليون والأجانب، وإعادة النظر في الجهاز التشريعي الذي يأخذ في الحسبان كيفية بناء تنمية مستدامة في القطاع السياحي نظرا لأهميته الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاعتراف بالدور الإستراتيجي لقطاع السياحة والعمل على وضعه في مصاف القطاعات المساهمة في زيادة الثروة الحقيقية، وذلك من خلال وضع حد لعدم الانسجام السائد في التنمية السياحية بتبني أسلوب جديد في التسيير يضمن الاستمرارية في العمل، ويعتمد على تثمين الثروات الطبيعية والثقافية والحضارية المتاحة، وإعادة الاعتبار إلى المؤسسات الفندقية العمومية والخاصة قصد رفع قدراتها الإيوائية وتحديثها وفقا للمقاييس الدولية المعمول بها في المجال، ومنها توفير العرض السياحي وتطوير وبعث أشكال جديدة للأنشطة السياحية تلبي رغبات وأذواق السياح خاصة الأجانب في سياق ترقية الوجهة الجزائرية ضمن باقة الوجهات المقترحة لسياح البلدان التي تتوفر على فائض سياح وقدرات مالية معتبرة في أوروبا وشمال أمريكا والخليج العربي.
*
*
كراء البيوت بولايات الساحل يتحوّل إلى حرفة خلال الصيف
*
تحسن الوضع الأمني يثير شهية الجزائريين للتوافد على الشواطئ
*
يهب الجزائريون القاطنون بالمناطق الداخلية، بداية من مطلع شهر جوان من كل سنة -موعد افتتاح موسم الاصطياف- باتجاه الولايات الساحلية للبحث عن الراحة والاستجمام أمام زرقة البحر وتخفيف أعباء المتاعب اليومية المتراكمة على مدار شهور الفصول الثلاثة، وينطلق هؤلاء المواطنون على أمل الاستجمام، وهاجس المبيت يرافقهم في ظل شبه غياب المرافق السياحية الفندقية.
*
وبسبب نقص هياكل الاستقبال، فقد عمت ظاهرة كراء البيوت، حيث يلجأ العديد من سكان المناطق الساحلية إلى كراء بيوتهم أو جزء من البيت بتخصيص بعض الغرف، خصوصا وسط أصحاب الدخل المتوسط الراغبين في توفير دخل مالي إضافي، وعادت ثقافة الاتجاه نحو الشواطئ بقوة بعدما سجل تحسن في الوضع الأمني وفرض الحراسة بعدد من الشواطئ، بتخصيص فرق من أعوان الأمن والدرك الوطنيين، كما تشكلت مع ذلك ثقافة الشواطئ العائلية التي تتميز بالتناسق بين مجموعة المصطافين الممثلين في أزواج مرفوقين بأبنائهم.
*
ومن أبرز الولايات المستقطبة بالجهة الغربية للوطن نجد ولاية عين تموشنت المصنفة الأولى على المستوى الوطني، إلى جانب ولايات مستغانم ، وهران وكذا الشلف.
*
وبولايات الوسط يختطف شاطئ زموري وعدد من الشواطئ بولاية بومرداس أنظار السكان المحليين والعاصميين، وتبقى شواطئ تيزي وزو وأبرزها أزفون تستهوي المحليين وبعض القاطنين بالعاصمة كذلك.
*
أما بالجهة الشرقية فتحل عنابة في أولى ولايات الجهة الشرقية في استقطاب المصطافين نحو شواطئ سسيبوس، شطيابي وسابل دور، فيما تحتل جيجل المركز الثاني بشواطئها الممتدة على طول الكورنيش الجيجلي، وتليها بجاية، وتمتلك ولاية الطارف مجموعة قليلة من الشواطئ تضمن الراحة لبعض القادمين إليها، كما تستقبل سكيكدة المصطافين بسلسلة من الشواطئ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.