من الانجازات الكبرى التي يمكن تسجيلها بأحرف من ذهب على مستوى ولاية سطيف بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال، هو التطور الكبير الذي عرفته الولاية في مجال التعليم العالي الذي شكل تطوره على مدى السنين، قفزة حقيقية تعبّر عنها الأرقام التي سجّلها منذ إنشاء أول مركز جامعي بالولاية سنة 1978 والذي انطلق ب 242 طالب. ويواجه التعليم العالي حاليا مجموعة من التحديات والرهانات كالطلب المتزايد على التعليم وتزايد أعداد الطلبة، حيث بلغت الطاقة البيداغوجية النظرية 56215 مقعد بيداغوجي، وقدّر عدد الطلبة 744 . 49 طالب أي بنسبة 49 ، 88، منهم 31732 طالبة أي ما يعادل 80 ، 63، ومنهم 215 أجنبي موزعين على مختلف الشعب والاختصاصات المبينة بالجداول أدناه. كما نلاحظ أنّ التسجيلات بالتكوين قصير المدى منعدمة وهذا راجع إلى توقيف عمليات التسجيل من هذا النوع، وتطغى عدد التسجيلات بالتكوين الطويل المدى ب 16417 طالب ثم تكوين ال أم دي ب 30884 طالب، ثم التسجيل بالماستر ب 2443 طالب، حيث يشرف على تأطير وتكوين الطلبة 1865 أستاذ، منهم 723 أستاذة أي بنسبة 77 ، 38 ٪، 158 بروفيسور و328 محاضر. أما فيما يتعلق بالطلبة المتخرجين، فنجد أنّ العدد قدر ب 11775 طالب، منهم 8292 طالبة أي بنسبة 42 ، 70 ٪. ونظرا للزيادة المستمرة التي عرفتها جامعة سطيف في عدد طلبتها ،فقد تم إنشاء قطبين جديدين بجامعة فرحات عباس بسطيف الأول. ويسمى الباز غرب مدينة سطيف وأنشئ قبل 10سنوات والثاني شرق المدينة ويسمى الهضاب، الذي افتتح عمليا في الموسم الجامعي الأخير، وتطلّب إنجازه تخصيص غلاف مالي ضخم قدر ب 660 مليار سنتيم، وشكل بذلك مع قطب الباز والجامعة المركزية أكبر جامعة على مستوى الهضاب العليا. ويتميّز القطب الجامعي الجديد بهندسة معمارية رائعة، وهو يتربّع على مساحة 80 هكتارا، ويضم العديد من المعاهد والكليات على غرار الآداب واللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية والإعلام والاتصال والالكترونيك وكذا البصريات الدقيقة. ووفّرت هذه الكليات في مرحلة أولى 10 آلاف مقعد بيداغوجي جامعي، ويشمل القطب 18 مدرج بقدرة استيعابية تقدر ب 4500 مقعد و144 قاعة للتدريس توفر 5500 مقعد، زيادة على مجموعة من قاعات المحاضرات والمخابر و5 مكتبات وحوالي 100 مكتب مخصصة لهيئة التدريس و6 هياكل ذات طابع إداري، ودعم القطب بعدة إقامات جامعية للطلبة، بلغ عددها 7 إقامات توفر 57 مجمع للإيواء و7 مطاعم جامعية تقدر الطاقة الاستيعابية لكل مطعم ب 500 مقعد، وكذا 7 قاعات للرياضة وجناح لإدارة الخدمات الاجتماعية الجامعية. ويذكر أنّ الرئيس بوتفليقة دشّن خلال زيارته الرئاسية الأخيرة لولاية سطيف في 8 ماي الماضي بمناسبة إحياء الذكرى67 لمجازر 8 ماي 1945 مجموعة من الإحياء الجامعية بهذا القطب تتسع ل 6000 سرير دخلت الخدمة، وقد أدى هذا الانجاز الضخم إلى فتح أكثر من ألف منصب شغل، ورفع من طاقة استيعاب جامعة فرحات عباس إلى أكثر من 50 ألف طالب جامعي في كل التخصصات بدل من الطاقة السابقة المقدرة ب 40 ألف خلال الموسم الجامعي 2005 2006. وسبق افتتاح هذا القطب استلام الجامعة على مستوى قطب الباز المذكور آنفا منذ سنتين كليتين كبيرتين واحدة للعلوم والأخرى للآداب والعلوم الاجتماعية، بطاقة استيعاب تعادل 8 آلاف مقعد بيداغوجي، وهما تضمّان 12 مدرجا و58 حجرة للتدريس و34 مخبرا وقاعات متعددة للنشاطات والإعلام الآلي ومكتبة وقاعة للمطالعة. وقدّر الغلاف المالي لهذا الانجاز ب 150 مليار، كما تمّ استلام قاعة للمحاضرات تتّسع ل 600 مقعد تحت اسم مولود قاسم نايت بلقاسم الوزير السابق للتعليم الأصلي ومقر للادارة الجامعية، كما استفاد هذا القطب من استلام إقامة جامعية ب 2500 سرير ومطعم بقدرة استيعاب تعادل 500 مقعد. وتتميز جامعة فرحات عباس بمجهوداته في مجال البحث العلمي، حيث تمّ ترتيبها الرابعة على المستوى الوطني في الموسم الماضي، كما تعرف الجامعة بعلاقاتها الكثيرة والمتنوعة مع الجامعات الوطنية والدولية. من جهة أخرى، عرفت سنة 2011 تسطير مشروع طموح لإنجاز فرع جامعي بمدينة العلمة شرق سطيف ب 4000 مقعد بيداغوجي وحي جامعي يضم 2000 سرير، وكذا مطعم مركزي ب 800 وجبة، ويدخل المشروع في إطار المخطط الخماسي 2010 2014، مع العلم أنّ مدينة العلمة تضم ما يقارب 200 ألف نسمة. وقد عرف مجال هيئة التدريس الجامعية تطورا كبيرا تماشيا مع ازدياد عدد الطلبة والمعاهد والكليات عبر الأقطاب الجامعية الثلاثة