تسجل الجزائر سنويا ارتفاعا في معدل الإصابات بالتوحد، الأمر الذي دق بشأنه الأطباء ناقوس الخطر وطالبوا بالسرعة في الكشف المبكر عن المرض، هذا ما جاء به اليوم التوعوي والتحسيسي حول اضطراب التوحد، الذي نظمه المركز الثقافي بسيدي موسى، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد لمصادف ل2 أفريل من كل سنة. أكدت الطبيبة الأخصائية في مجال التدخل العلاجي الأرطوفوني والنفسي والاضطرابات اللغوية والسلوكية، خديجة دراج، في تصريح ل «الشعب»، أن العيادة تستقبل 60 بالمائة من الحالات عند الأطفال يعانون اضطراب التوحد، الأمر الذي يستوجب التحلي بالوعي واليقظة للتكفل بالمرض، الذي ما تزال أسبابه مجرد فرضيات غير مؤكدة. التدخل المبكر والأسباب الافتراضية لمرض التوحد، أهم ما نوقش في اليوم التوعوي والتحسيسي حول اضطراب التوحد الذي نظم، أمس، بمشاركة أطباء وأخصائيين في مجال التدخل العلاجي الأرطوفوني والنفسي، مع جميع الاضطرابات المتعلقة بالأطفال، سواء النفسية أو الحركية، تقول المختصة الارطوفونية. واستقطب اليوم التحسيسي الذي نظم تحت شعار: «معا لنتعرف على اضطراب التوحد»، العديد من العائلات التي توافدت على المركز الثقافي ببلدية سيدي موسى، للاطلاع على شروحات الطاقم الطبي والنفساني حول مرض التوحد وتشخيصه وكيفية التكفل المبكر لتفادي المضاعفات، والتمكن من إدماج الأطفال المصابين في المجتمع مستقبلا. وأكدت الطبيبة في ذات السياق، أن التشخيص المبكر ضروري من أجل التمكن من إعطاء كل المؤهلات اللازمة للطفل حتى يعوض النقص المسجل على المستوى العقلي والنفسي الحركي، غير أن الآباء ملزمون بالتحرك السريع في حال تسجيلهم لأعراض التوحد، من خلال الرجوع إلى الأخصائيين في المجال. وتهدف المبادرة - بحسبها- إلى الإجابة على انشغالات الأولياء، سواء ممن لديهم أطفال مصابون بالتوحد أو ممن يريدون معرفة أسباب وأعراض الإصابة، إلى جانب مناقشة سبل وآليات التكفل الأنجع بالأطفال، خاصة ممن يعانون من الضغوطات النفسية والاجتماعية في أسرهم. وأبرزت المختصة خديجة دراج، الدور الجوهري الذي يقوم به الأولياء في عميلة التكفل الأولي بعد تشخيص الحالة، من أجل تجاوز الاختلال وتسهيل عملية الإدماج الاجتماعي للطفل، والتي تحتاج أحيانا تدخل جمعيات وطنية تعنى برعاية الأطفال المصابين بالتوحد ومرافقة الأولياء من أجل التكفل الأمثل بهم، خاصة وأن الجمعيات التي أسست مؤخرا، ساهمت في تنوير الرأي العام حول وضع الطفل المصاب بالتوحد. وتشير الأخصائية الارطوفونية، أن مرض التوحد مرشح للارتفاع بسبب تستر العائلات على مرض أبنائهم، وعدم المعرفة الكافية به زادت الوضع تعقيدا، داعية في ذات السياق جميع الأولياء الذين لديهم أطفال يعانون من أعراض التوحد إلى ضرورة التشخيص المبكر للأعراض التي تبدأ من سنة فما فوق، من اجل معرفة الأساليب الصحيحة للتعامل مع هذه الفئة.