لا يزال سكان قرية العقبية، الواقعة بأعالي بلدية السطارة، يستنجدون بالسلطات المحلية لتوفير بعض ضروريات الحياة التي جعلت من المنطقة بالرغم من قربها من مركز البلدية منطقة معزولة دفعت كثيرا منهم لمغادرتها، خاصة وأنها تتواجد في سفح جبل «انشيط». أكد المواطنون على ضرورة توفير عدة نقائص أصبحت عنوان معاناة السكان يوميا، أول إهتمامات سكان العقبية تدهور المسلك الترابي، الذي كان من المفروض تعبيده منذ زمن، نظرا لاستفادة المنطقة من مشروع لإنجاز طريق، لكنه لم يكتمل، وأنجز منه شطرا واحدا فقط، وأصبح اليوم في حالة متدهورة وسيئة، وهو الوصف الذي يناسب كامل المسلك الترابي الذي يمتد على مسافة حوالي 03 كيلومتر، خاصة أن هذا المسلك وبفضل جهود المواطنين قد ربط من الجهة الغربية للعقبية بحي خرشاشن، باعتباره أعلى منطقة في البلدية، والذي يمكنه أن يفتح آفاقا كبيرة لقرية العقبية في مجال فك العزلة، لكن واقع الطريق يبقى لغاية الآن صعبا جدا، خاصة أثناء تساقط الأمطار. ومن المطالب أيضا إنجاز شبكة للمياه الصالحة للشرب، لإيصال هذه المادة إلى سكنات المواطنين المبعثرة بين أرجاء المنطقة، لأنهم يرغمون على اقتنائها من الينابيع الطبيعية، ومن العين العمومي، الذي يستغل لعدة أغراض، كالشرب والسقي، كما يأملون في إنجاز شبكة للصرف الصّحي لتفادي خروج المياه القذرة إلى البساتين التي تمتاز بها المنطقة، وأهمها بساتين أشجار الزيتون، والرمان، وحدائق لزراعة الخضر بمختلف أنواعها، حيث يؤكدون على ضرورة جمع مياه الصرف الصحّي لصبّها قي الشعبة المتواجدة بجانب القرية. توّغلنا في المنطقة رغم صعوبة المسلك، لنصادف بساتين زيتون تحيط بنا من كل جانب، كما صادفنا هضبة صغيرة آثار جامع «لزعار»، هذا الجامع الذي كان في وقت ما منارة للعلم وتعليم القرآن الكريم، ومسجدا خلال الحقبة الإستعمارية، لكن وضعيته اليوم تدعو للتحسر لأنه تحوّل إلى أطلال ويأمل سكان القرية في إحيائه، وإعادة بنائه من جديد باعتباره إرث ثقافي هام، ما زال يحتفظ بهيبته لدى السكان، وهذا ما يؤكده هؤلاء في كل مناسبة لضرورة إعادته إلى الوجود بتخصيص مشروع لترميمه أو إعادة إنجازه. ومن الأسباب التي دفعت السكان لهجرة المنطقة، غياب النقل الذي يؤثر بشكل كبير جدا على كل نشاطاتهم، وبالأخص التأثير على أبنائهم المتمدرسين، الذين يضطرون للمشي على مسافة كيلومترات وسط الغابة بكل مخاطرها، للوصول إلى مركز البلدية والإلتحاق بمقاعد الدراسة في الأطوار الثلاثة. وبين صعوبة المسلك الترابي، وصعوبة التنقل، وغياب النقل من وإلى المنطقة، والحاجة الكبيرة لتخصيص مشروع لتهيئته، والمشاكل العالقة بالمنطقة، وكل ما يعيق الحياة اليومية لسكان القرية، فالأمل اليوم بالنسبة لهم هو العودة إلى أحضان القرية، والحلم بالإستقرار فيها لإحياء نشاطاتهم الفلاحية كزراعة الخضر والفواكه وتربية الحيوانات، كالأبقار والماعز والأغنام، ونظرا لهذه الظروف الصعبة فإنهم اليوم يطالبون بتخصيص مشاريع تنموية تعيد الحياة للعقبية، وتعيد للسكان حياتهم بإعمارها وتأهيلها من جديد.