الفرص قائمة في هندسة المحطات الشمسية تنافسية صناعتنا يكبحها غياب سوق دائمة ورؤية ينظم مجمع الطاقة الشمسية اليوم، لقاء دراسيا حول المحتوى التكنولوجي لرصد واقع الصناعة والخدمات في مجال الطاقة الشمسية الضوئية في الجزائر ورسم معالم الدفع بوتيرة تنشيط عمليات إنجاز البرنامج الوطني المسطر. يشرح بوخالفة يايسي، المدير العام لمجمع الطاقة الشمسية، في هذا الحوار ل»الشعب»، المناخ الحالي، مبرزا الفرص المتاحة لدفع مسار التحول الطاقوي، متوقفا عند المنهجية الكفيلة بأن تقود إلى بلوغ الأهداف المتضمنة في البرنامج الوطني للطاقة الشمسية، كما يشير بدقة إلى أبرز المؤشرات المتعلقة بمصدر هذه الطاقة النظيفة غير الزائلة. - «الشعب»: في وقت الانتقال الطاقوي في الجزائر، من خلال الطاقة الشمسية، ما هي الفرص المتاحة، خاصة فيما يتعلق بالمحتوى التكنولوجي؟ بوخالفة يايسي: التحول الطاقوي في الجزائر ضرورة مطلقة إذا أردنا الخروج من الكل تقليدي والتوجه إلى الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية. هذا الانتقال الطاقوي يمثل الفرصة الوحيدة لبناء قاعدة صناعية في هذا المجال؛ ذلك أن فرصا عديدة في هذا المجال ضاعت في الماضي. بالنسبة للمُحتوى التكنولوجي، يمكن اعتبار الطاقة الشمسية الضوئية مثبتة لدينا، باعتبار منشآت في هذا المجال قد تم إطلاقها منذ بداية الثمانينيات لتزويد مواقع معزولة. ضمن برنامج الطاقات المتجددة الذي تمت المبادرة به في 2011 وتوجيهات السلطات العمومية لإقامة صناعة في هذا المجال، خاطر مستثمرون جزائريون بتركيب خطوط إنتاج الألواح الشمسية. ويمكن للبلاد اليوم الافتخار بامتلاك 5 مصانع لإنتاج الألواح الشمسية محققة إجمالي 290 ميغاواط. لكن، للأسف، هناك بطء وانسداد أدى إلى إنجاز تركيب حقيقي ل390 ميغاواط من إجمالي 22000 ميغاواط المعلن عنها في 2011، وأدى هذا الوضع إلى إضعاف الصناعيين، فتسرب هاجس الحذر إلى صناعيين محتملين جدد لديهم اهتمام بالطاقات المتجددة في الجزائر. إن ضعف استعمال القدرات الصناعية يجعل من الصعب ارتقاء سلسلة القيمة نحو أجزاء أكثر تكنولوجية مثل صناعة الخلايا الشمسية. الفرص قائمة أيضا في الجانب المتعلق بالخدمة، مثل هندسة المحطات الشمسية التي تسمح بالحصول على قدرات لتلبية الطلب المحلي، لكن أيضا المبادرة بالذهاب إلى اختبار الأسواق الدولية. غير أن تنافسية صناعتنا يكبحها غياب سوق دائمة ورؤية للأطراف المعنية، بما في ذلك الجامعة ومركز البحث. لهذا نتطلع وننتظر تفاصيل مخطط إعادة الانتشار الذي يعتزم وزير التحول الطاقوي والطاقات المتجددة البروفيسور شيتور تنفيذه، من أجل السماح لصناعتنا بخدمة البلاد وجذب مستثمرين جدد لإقامة 1000 ميغاواط في السنة إلى غاية 2035 مع توفير مناصب عمل بما يعادل 100.000 منصب عمل مباشر. - يتطلب هذا المسار انخراط عديد القطاعات، صناعة وجامعة. ما هي المنهجية العملية التي تقود، في الآجال، إلى إنجاز الأهداف المسطرة؟ لا يوجد سرّ في هذا المجال. يجب إقامة بعض الشروط وتوفيرها، يتعلق الأمر ب: 1- وضع مخطط انتشار مفصل ومخطط في وقته على فترة 5 سنوات مع تصاعد في الوتيرة. 2- الرفع بشكل منتظم الاندماج المحلي في المنتجات والخدمات. 3- إقحام البحث والتطوير من أجل الابتكار. 4- تكوين المورد البشري الذي يحتاج إليه برنامج الطاقات المتجددة. 5- وضع التمويلات الضرورية لنجاح برنامج الطاقات المتجددة. 6- مرافقة الفاعلين على الصعيد الدولي لتصدير المنتجات والخدمات. - بتنظيم يوم دراسي حول الموضوع، ماذا تنتظرون في مجال رسم مقاربة عملية، من خلال التوصيات؟ تنظّم مجموعة الطاقة الشمسية، اليوم الأربعاء، يوما دراسيا خصّص «للمحتوى المحلي»، موجّه لإظهار بشكل جلي ما يقدمه الصناعيون والمتعاملون الوطنيون كمنتوجات وخدمات يمكن أن تستغل في إطار برنامج الطاقات المتجددة. كما انه مناسبة لتحسيس السلطات العمومية من اجل ان تجسد القرارات والتوجيهات التي أصدرها رئيس الجمهورية، مؤكدا عليها بمناسبة 24 فيفري 2021 حتى تنخرط البلاد بحزم في الانتقال الطاقوي ويتحقق ذلك بأبنائها. - ما هي أبرز المؤشرات التي تتعلق بالإشكالية ذاتها، خاصة من حيث مورد الطاقة الشمسية؟ الجزائر إحدى البلدان الأكثر تمتعا بالشمس في العالم، وفي بعض مناطق البلاد يمكن استقبال إلى غاية 2200-2300 كيلواط في المتر المربع سنويا. مدة سطوع الشمس يمكن أن تصل إلى 13/14 ساعة خلال الصيف، كما هو في تمنراست. يمكن أن نلاحظ أكبر جزء من هذا المورد الطاقوي الذي لا ينضب يوجد في الجنوب الكبير، بينما الاستهلاك الطاقوي يوجد في الشمال. بالتالي إن وفرة مورد الطاقة الشمسية واستعمالها تستدعي استعمال الطاقات المتجددة من صنف لا مركزي مثل تزويد مدرسة، سكن، بئر، مصنع... إلخ، عن طريق ألواح شمسية تركّب على الأسطح أو بجوار منها. هناك مجال آخر يمكن استعمال الطاقة الشمسية بحجم أكبر يتعلق بتزويد المستثمرات الفلاحية والمحيطات الزراعية، كون حوالي 400.000 هكتار غير موصولة بشبكة سونلغاز. لدينا سانحة لتزويد آلاف من الهكتارات بألواح شمسية والسماح بتحقيق اقتصاد في الغازوال وبالأخص التوفر على طاقة نظيفة فورا وعدم انتظار توصيل افتراضي بسونلغاز ما قد يستغرق سنوات عديدة. وعليه، فإن ربح هذه السنوات من الانتظار هو تحقيق لتطور أكثر للاقتصاد ومع أكثر إنشاء للقيمة المضافة في قطاع حيوي ويكتسي طابع الأولوية. وهكذا يمكن التوفيق بين التنمية الاقتصادية، إنشاء مناصب عمل، اقتصاد الغاز والغازوال، مواد توجه للتصدير. - قدم لنا لمحة حول المجمع الشمسي الجزائري؟ تأسس المجمع (كلوستر) بمبادرة من صناعيين وهو تجمع لغاية غير تجارية، يتشكل من 36 عضوا أغلبهم من القطاع الاقتصادي، الجامعات ومراكز البحث. الهدف الذي يسعى إليه هو إحداث التآزر بين أعضائه وإقامة جسور من خلال مشاريع تعاون موجهة إلى تحفيز الابتكار من أجل إعطاء تنافسية أكثر للمتعاملين.