استفادت ولاية بومرداس من برنامج استعجالي لإنجاز وتهيئة 66 بئرا ارتوازيا منها 28 بئرا جديدة لمواجهة ظاهرة شح الأمطار لهذه السنة، بسبب تراجع منسوب بعض السدود الرئيسية إلى حدود 25 بالمائة، وتدهور سد قدارة الذي يزود عدد من ولايات الوسط. كشف والي ولاية بومرداس يحيى يحياتن خلال عرضه لواقع مشاريع الموارد المائية والتدابير المتخذة لمواجهة أزمة العطش وتحدي توفير مياه الشرب خلال فصل الصيف، «أنّ الولاية سطّرت برنامجا استعجاليا بديلا لضمان التموين العادي بهذه المادة الحيوية لفائدة المواطنين، وهو تسجيل عملية لانجاز وتهيئة 66 بئرا ارتوازيا سيتم إنجازها قبل فصل الصيف لتعويض المصادر التقليدية والتحويلات التي تأتي من السدود المعروفة، بعدما شهدت تراجعا محسوسا هذه السنة نتيجة تذبذب سقوط الأمطار وتدهور وضعية سد قدارة». وكشف جملة من الإجراءات الأخرى تصب كلها في محاولة إيجاد مصادر تموين مكملة لمواجهة الظرف الصعب مع تزايد نسبة الطلب خلال الأشهر القادمة المتزامنة مع فصل الصيف وموسم الاصطياف، ذكر منها مشروع تهيئة 18 محطة ضخ بالبلديات والمحطة الرئيسية لبلدية بودواو المستغلة مناصفة مع العاصمة، إضافة إلى مشروع تهيئة 72 منبعا مائيا، وتكثيف عملية الرقابة على شبكة التوزيع وقنوات التوصيل لمواجهة ظاهرة الأعطاب والربط العشوائي. وأشار في هذا الصدد «عن معالجة 2200 نقطة سوداء و216 عملية ربط غير قانوني خلال الثلاثي الأول من السنة»، مع إطلاق حملة لمحاربة ظاهرة التسربات والربط العشوائي، وكلها تدابير تدخل في إطار التحكم في شبكة التوزيع وترشيد الاستهلاك تماشيا مع الظرف الحالي. وأمام هذه الظروف المناخية الإستثنائية التي أثرت سلبا على نسبة امتلاء سدود الولاية، يواجه قطاع الموارد المائية صعوبات أيضا في إتمام المشاريع المبرمجة لتزويد عدد من البلديات بمياه الشرب أبرزها مشروع ربط بلديات أقصى جنوب الولاية انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات ويشمل بلديات برج منايل، يسر، تيمزريت وأجزاء من بلدية الناصرية، حيث ينتظر أن يدخل قريبا حيز الخدمة قريبا حسب تصريحات والي الولاية لوضع حد لمعاناة السكان التي استمرت طويلا. كما يشمل برنامج المشاريع المبرمجة للتسليم كذلك، مشروع لربط 25 قرية ببلديتي تيجلابين وبني عمران، إعادة تهيئة وتجديد شبكة التوزيع وقناة الجر لبلدية قدارة و3 خزانات ماء، تجهيز واستكمال مشروع ربط بلدية اعفير الجبلية انطلاقا من نظام سد تاقصبت بولاية تيزي وزو، ومشاريع أخرى لربط قرى بلديات خميس الخشنة، أولاد موسى، بودواو وغيرها من المناطق التي تعرف أزمة حقيقية في مجال التزود بمياه الشرب. تبقى ولاية بومرداس تعتمد بصفة كبيرة من حيث المصادر على المياه السطحية التي تأتي عبر التحويلات من سد تاقصبت وسد كدية اسردون بنسبة 60 بالمائة، فيما شهد سد قدارة تراجعا كبيرا ولم يعد يعتمد عليه بصفة كلية في تزويد البلديات الغربية من الولاية، إضافة الى مصدر محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات التي تقوم بضح 50 ألف متر مكعب يوميا بدلا من 100 ألف حسب طاقتها القانونية.