أكد وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال أن المؤسسات الوطنية قادرة على التكفل بإنجاز المشاريع الكبرى للقطاع، مشيرا إلى أنه حان الوقت لإعطاء فرصة للقطاع المحلي لإثبات جدارته خاصة بعد نجاح مجمع ''كوسيدار'' في إنجاز عدة سدود، حسب المقاييس العالمية. من جهة أخرى طمأن الوزير بتوفير طلبات السكان من مياه الشرب تحسبا لموسم الصيف وشهر رمضان المبارك بعد تسجيل أكبر نسبة لامتلاء السدود بلغت 24,75 بالمائة مؤخرا، وعليه سيكون اهتمام الوزارة منصبا على تحسين شبكات توزيع وصرف المياه مستقبلا. وقد سمحت الزيارة التفقدية التي قادت وزير قطاع الموارد المائية أمس إلى ولاية بومرداس بالوقوف على عدة مشاريع تخص إنجاز شبكات جديدة لتوزيع المياه بعدد من بلديات الولاية على غرار برج منايل، يسر، سي مصطفي، الثنية وزموري، انطلاقا من سد تاقصبت. وبعين المكان أعطى الوزير تعليمة للشروع في ربط بلدية تمزيرت عبر الخزان المائي التابع لبلدية تيزي غنيف بولاية تيزي وزو الممون من سد كدية تاسردون بغرض تموين المنطقة ب100 ألف متر مكعب يوميا، ولذات الغرض طالب ممثل الحكومة المسؤولين المحليين بإنجاز 20 كيلومترا من القنوات لحل إشكالية تموين سكان المنطقة بمياه الشرب في القريب العاجل. ومن جهة أخرى أكد ممثل الحكومة أن ولاية بومرداس تم تأمينها في مجال مياه الشرب، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك انقطاعات في التزود بالمياه ابتداء من نهاية السنة الجارية، وذلك بعد تسلم عدة مشاريع تخص خزانات مائية ومحطة لتحلية مياه البحر ببلدية كاب جنات بسعة إنتاجية تصل إلى 100 ألف متر مكعب يوميا ستدخل الخدمة نهاية شهر سبتمبر القادم، بالاضافة إلى تدعيم عملية التزود بمياه الشرب لسكان بلدية بودواو انطلاقا من سد قدارة. وعن النقائص المسجلة في مجال التطهير، أشار السيد سلال إلى التجمعات الحضرية التي أنشئت على حواف الشواطئ، إذ تقوم الولاية حاليا بإعداد دراسة عن الموضوع خاصة بعد تسجيل أكثر من 13 ألف حوض عشوائي لجمع مياه الصرف، في حين أشار ممثل الحكومة إلى ارتفاع عدد محطات التطهير عبر التراب الوطني إلى 120 لمعالجة وتطهير أكثر من مليار متر مكعب، مما سمح بفتح 14 شاطئا جديدا. وبخصوص توفير مياه الشرب خلال فصل الصيف الذي تزامن مع شهر رمضان الكريم أكد الوزير أن نسبة امتلاء السدود حاليا جد مرضية بعد تسجيل 24,75 بالمائة وهو ما لم تسجله الجزائر منذ 10 سنوات، مؤكدا أن عمليات صيانة وتوسيع شبكات توزيع المياه بعدد من المدن الكبرى ساهم في رفع نسبة الربط بالشبكة إلى 92 بالمائة، مع تحسين نوعية الخدمات من خلال توزيع مياه الشرب على مدار 24 ساعة في اليوم بعدد كبير من الولايات، ليبقي الاهتمام حاليا منصبا على طريقة ربط المناطق النائية بشبكات توزيع المياه وصيانة ووضع العدد المطلوب من العدادات المائية لعقلنة استغلال الموارد المائية. وعن إمكانية تكفل المؤسسات الوطنية بمختلف مشاريع قطاع الري خاصة السدود أكد ممثل الحكومة أنه حان الوقت لإعطاء فرصة للمؤسسات المحلية لإنجاز الهياكل المائية الكبرى، خاصة بعد نجاح التجربة مع مجمع ''كوسيدار''، حيث تم إعطاء توصيات للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى لتطبيق بنود قانون الصفقات العمومية الجديد، من خلال تفضيلهم ب25 بالمائية بالإضافة إلى المنشور الوزاري الجديد الذي ينص على تفضيل مكاتب الدراسات للمنتجات المحلية في مجال إنتاج الأنابيب.