خلال شهر رمضان تتغير سلوكات الصائم المرتبطة بنمط معيشته، فبعد صيام مدة تتغير حسب فصول السنة، يقوم الصائمون بتناول الطعام لفترات عديدة وذلك من 2 إلى 3 وجبات إضافة إلى تناول المرطبات والمكسرات من الغروب إلى الفجر، وهو ما قد يتسبب في تفاقم مضاعفات داء السكري، باعتبار أن الحصيلة الطاقوية لوجبة الإفطار تستطيع أن تكون جد مرتفعة بالمقارنة مع الحصيلة الطاقوية اليومية العادية التي تتراوح بين 2500 إلى 2700 حريرة. مخاطر الصوم لدى مرضى السكري تحدث تغيرات لدى مرضى السكري خلال شهر رمضان على مستوى الحلقات الهرمونية والبيولوجية، حيث تصبح آليات التكيف وأجهزة التنظيم العصبية والهرمونية لا تعمل بصفة عادية. وإذا كانت نسبة السكر في الدم غير متزنة فإن الصوم قد يسبّب للمريض مخاطر عديدة، منها قصور سكري بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم إلى أقل من 6 . 0 غ/ل وإفراط سكري في حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم عن 3غ/ل واضطراب نسبة السكر في الدم، إضافة إلى فقدان الجسم لكمية كبيرة من الماء فيسبب الجفاف والذي ينتج عن اختلال السكري والتبوّل المستمر. وكذلك عند بذل جهد بدني كبير، ويحدث ذلك في الأوقات شديدة الحرارة. كما أن مفعول الأقراص المضادة لداء السكري والأنسولين يتزايد في فترة الصوم، مما قد يعرّض مرضى السكري إلى القصور السكري، ويتفاقم مخاطر ذلك في حال بذل جهد بدني. احتياطات لازمة خلال شهر رمضان ينصح المصاب بالسكري خلال شهر رمضان بقياس نسبة السكر في الدم 3 مرات في اليوم وذلك قبل الإفطار، وساعتين بعد وجبة العشاء وقبل السحور. وفي حالة التأخر في النوم يمكن القيام بقياس إضافي قبل النوم. وإذا كانت النتيجة إفراط سكري شديد أي أكبر من 3 غ/ل، يجب الإفطار وتحليل الأسيتون في البول. أما في حالة الإحساس بإرهاق شديد ينصح المريض بقياس نسبة السكر بالجهاز أو أخد 2 إلى 3 قطع من السكر حالا. إذا سمح الطبيب لمرضى السكري بالصوم هناك احتياطات لابد من العمل بمقتضاها لأنها تقلل من مخاطر المضاعفات وهي تناول إفطار ''سحور '' متوازن وغني بالسكريات ذات التفكيك البطيء على غرار الأرز والدقيق والخبز وتناول وجبة عشاء عادية تحتوي على خضروات ولحم ونشويات، قطعة من المرطبات في نهاية الوجبة، إضافة إلى تناول أكل خفيف قبل النوم كالخبز والجبن والفواكه. وينصح الإكثار في شرب الماء والشاي بدون سكر والامتناع عن تناول المشروبات الغازية ومواصلة ممارسة جهد بدني معتدل وتجنب الأكل بين الوجبات الغذائية. متى يتوقف مريض السكري عن الصوم؟ لابد من الإفطار عندما تكون نسبة السكر في الدم منخفضة عن 6 . 0 غ/ل وذلك في أي وقت، وفي حالة وصول نسبة السكر في الدم إلى 7 . 0 غ/ل في الساعات الأولى بعد بداية الصوم، كما ينصح أيضا بالكف عن الصوم في حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم عن 3 غ/ل. وإذا كان المريض يعالج بالحمية الغذائية فقط فإنه لا يمكن تغيير المقادير الطاقوية، ولكنها توزع حسب وتيرة الوجبات، أما في حالة المعالجة باستعمال الأقراص فإنه من الضروري استشارة الطبيب المعالج الذي سينصح المريض بالصوم من عدمه. أما المعالجة بالأنسولين فهي تتطلب التحكم الجيد في قياس نسبة السكر وتحديد جرعات الأنسولين وكذلك مواجهة مضاعفات خطيرة، وبالتالي الطبيب المعالج هو الذي يقرر صوم المريض أم إفطاره خلال الشهر الكريم. كما أن إحساس المريض بحالة صحية جيدة وهو غير مرخص للصيام لا يعني سلامة جسمه وإنما يبقى عرضة لمضاعفات خطيرة لا يمكن أن تقاوم.