بإعلانه النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، يكون المجلس الدستوري قد رسّم تركيبة المجلس الشعبي الوطني، والتي حافظ فيها حزب جبهة التحرير الوطني عن الريادة، رغم فقدانه 7 مقاعد. فيما أضافت القوائم المستقلة لرصيدها 6 مقاعد. أسقطت النتائج الرسمية النهائية عدة أسماء، وأعادت توزيع المقاعد ببعض الولايات، بسبب الضوابط القانونية المتعلقة بأخلقة الحياة السياسية أو خروقات شابت العملية الانتخابية. وبدا جليا، أن المجلس الدستوري استمر في العمل بالبنود الصارمة للمادة 200 من قانون الانتخابات، خاصة ما تعلق بالسوابق القضائية والتهرب الضريبي. فيما اعتمد فحصا دقيقا في دراسة الطعون والنتائج المؤقتة التي رفعت له من قبل السلطة المستقلة للانتخابات. وبعد إعادة توزيع المقاعد بعدة ولايات، فقد حزب جبهة التحرير الوطني 7 مقاعد كاملة، لكنه حافظ على الريادة ب98 مقعدا. وبقيت كتلة القوائم المستقلة في المرتبة الثانية مستفيدة من زيادة ب6 مقاعد لتصبح حصيلتها 84 مقعدا. حركة مجتمع السلم، استعادت مقعدا لتصبح ب65 مقعدا كثالث قوة سياسية داخل المجلس الشعبي الوطني، متبوعة بحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي تعزز رصيده هو الآخر بمقعد إضافي ليصبح ب58 مقعدا، وخلفه جبهة المستقبل ب48 مقعدا، متبوعا بحركة البناء ب39 مقعدا (فقدت مقعدا واحدا). النتائج النهائية، أكدت توقعات سابقة رأت بعجز حزب من الأحزاب عن حيازة أزيد من 100 مقعد داخل الغرفة السفلى للبرلمان. ولأول مرة في تاريخ الانتخابات البرلمانية التعددية في البلاد، يبذل المجلس الدستوري مجهودا مماثلا توج بإسقاط أسماء أعلن فوزها في النتائج المؤقتة، ويعيد ترتيب المقاعد في عدة ولايات بعد فحص وتدقيق وصل الى حد جلب صناديق الاقتراع واعادة الفرز يدويا. وأعلن رئيس المجلس الدستوري، كمال فنيش، تلقي 361 طعن، بشأن التشريعيات، قبل منها 48 طعنا مؤسسا، ما أدى إلى تغيير توزيع المقاعد بعدة ولايات، كباتنة، الجزائر، بشار، سكيكدة وسيدي بلعباس. للإشارة، بلغت نسبة المشاركة النهائية 23,03 بالمائة، فيما نال الشباب أقل من 40 سنة، 136 مقعد والمرأة 35 مقعدا. أما الجامعيون فقد حصلوا على 274 مقعد. وستكون المرحلة المقبلة من إعادة انتخاب المجلس الشعبي الوطني، عقد جلسة التنصيب، التي سيتم خلالها إثبات عضوية النواب وفق القائمة الإسمية المعدة من قبل المجلس الدستوري، وانتخاب رئيس للمجلس وكذا أعضاء مكتبه وتشكيل اللجان. واستنادا للمادة 133 من الدستور، «تبتدئ الفترة التشريعية وجوبا، في اليوم 15 الذي يلي تاريخ إعلان المحكمة الدستورية (المجلس الدستوري) النتائج». واللافت، أن انطلاق العهدة الجديدة 2021-2026 يتزامن مع الموعد القانوني لنهاية الدورة البرلمانية العادية، إذ تنص المادة 138 من الدستور، على أن «يجتمع البرلمان في دورة عادية واحدة كل سنة، مدتها 10 أشهر، وتبتدئ في ثاني يوم عمل من شهر سبتمبر وتنتهي في آخر يوم عمل من شهر يونيو (جوان)». ولا يطرح هذا التزامن إشكالات قانونية، فوفق المادة 142 من الدستور «يمكن أن يجتمع البرلمان في دورة غير عادية بمبادرة من رئيس الجمهورية». كما يمكنه أن يجتمع بناء على استدعاء من رئيس الجمهورية، بناء على طلب من الوزير الأول أو رئيس الحكومة، حسب الحالة، أو بطلب من ثلثي أعضاء المجلس الشعبي الوطني. وبالتالي ليس مستبعدا أن تقلص العطلة البرلمانية، قياسا بمدى إعداد الحكومة المقبلة لمخطط عملها من أجل عرضه للمناقشة والمصادقة، إذا استدعت الضرورة التعجيل بمباشرة الطاقم الحكومي المقبل لمهامه، بالنظر للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد. توزيع المقاعد - حزب جبهة التحرير الوطني 98 - القوائم المستقلة 84 - حركة مجتمع السلم 65 - التجمع الوطني الديمقراطي 58 - جبهة المستقبل 48 - حركة البناء الوطني 39 - حزب صوت الشعب 03 - جبهة العدالة والتنمية 02 - حزب الحرية والعدالة 02 - حزب الفجر الجديد 02 - جبهة الحكم الراشد 02 - جبهة الجزائر الجديدة 01 - حزب الكرامة 01 - الجبهة الوطنية الجزائرية 01 - حزب جيل جديد 01.