لقاح كورونا «يضمن المناعة لأزيد من سنتين» اعتبر المختص في المناعة، بجامعة باجي مختار، بعنابة الدكتور طه خالدي قرار العودة إلى الحجر الصحي، بدءا من الساعة الثامنة مساء إلى السادسة صباحا صائبا، خاصة وأنه أثبت فعاليته في تخفيض عدد الإصابات في الموجة الأولى، مشيرا إلى أن فرض الصرامة بالأماكن العمومية والفضاءات التجارية بات ضروريا، لأن نسبة الإلتزام لم تتجاوز 20 بالمائة. أوضح طه خالدي حول عودة الحجر الصّحي بسبب التزايد الأخير في معدلات الإصابة بفيروس كورونا، أنه جاء لأسباب كثيرة أوّلها كسر سلسلة العدوى مثلما حدث في الموجة الأولى، وكذا الاستجابة لمطالب الأطباء الذين تخوفوا من فقدان السيطرة على الوضع الوبائي، خاصة وأن المستشفيات تعيش حالة تشبع بالمصابين بالفيروس المعدي. وأكد الدكتور، أن تكييف الحجر الصحي بالولايات الأكثر تضررا سيقلل من عدد الإصابات، خاصة وأن الكثير منها تعيش حالة طوارئ بسبب الأعداد المرتفعة المسجلة بها وتشبع مصالح الإنعاش بمستشفياتها التي بلغت المائة بالمائة، مؤيدا في ذات السياق قرار تشديد الإجراءات الوقائية في الفضاءات التجارية والأماكن العمومية لكبح انتشار الوباء. وأمام هذا الوضع، يرى الطبيب طه خالدي أن العودة إلى الحجر الصحي ضروري، خاصة وأننا لم نبلغ ذروة الوباء التي تزيد فيها سرعة انتشار العدوى بشكل يجعل الحجر الصحي الحل لوقف زحف الفيروسات، مشيرا أن القرار جاء بالتزامن مع تقدم عملية التلقيح التي تضاعفت أربع مرات في هذه الفترة. وأبرز ان نظام الحجر في الجزائر يمتاز بالليونة، حيث ترك مساحة من الحرية للمواطنين من أجل الخروج لقضاء حاجياتهم اليومية أو العمل، غير ان المواطن ملزم بالتقيد بالتدابير الوقائية والتوجه إلى التلقيح لكسر سلسلة العدوى، خاصة وأننا نعيش موجة ثالثة من الفيروسات المتحوّرة المتمثلة في»دلتا» الهندي الذي ينتقل بنسبة 60 بالمائة أكثر من نسخة» ألفا» البريطانية، والتي تنقل العدوى إلى 8 أشخاص في نفس الوقت، ولهذا فالحجر ضروري قبل بلوغ الذروة التي يمكن أن تكون بداية شهر أوت أو منتصفه، بحسبه. وشدّد المتحدث على أهمية التوعية والتحسيس حول عملية التلقيح التي يجب أن تكون قوية لمواجهة الفيروس، خاصة وأن التجارب الأخيرة أثبتت أن اللقاح يمنع زحف الفيروسات وانتشارها، ويمنع الإصابة بالفيروس بنسبة 65 بالمائة، ويقلل من حالات الاستشفاء ب 80 بالمائة، وكذا المضاعفات الخطيرة ب 90 بالمائة. وعن تردد المواطنين حول أخذ اللقاح، أوضح الدكتور طه خالدي أن هذا الأخير يضمن مناعة أطول من الطبيعية المكتسبة عن طريق المرض، على اعتبار أن مدة بقاء الأجسام المضادة في الجسم بعد الإصابة بالعدوى لمدة 6 أشهر وباختلاف الجهاز المناعي للشخص. ويمكن بعد هذه المدة- يضيف الدكتور - الإصابة مرتين وثلاث، وهذا فرق بين المناعة الطبيعية ومناعة اللقاح عن طريق جرعتين التي تحفز الجهاز المناعي في صنع أعداد كبيرة من الأجسام المضادة، وتبقى في الجسم أزيد من سنتين. شدّد الدكتور في ذات السياق، على ضرورة القيام بتحليل الأجسام المضادة في الجسم للكشف عن مدى الإصابة بالوباء قبل القيام بالتلقيح، لضمان الحماية من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن الضغط الموجود على الجهاز المناعي الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، موضحا أن دخول الفيروس الحقيقي والفيروس الميت الموجود عن طريق اللقاح يتعب الجهاز المناعي ويؤدي إلى أعراض خطيرة. بخصوص تسيير الأزمة الصّحية، قال إن القرارات التي جاء بها مجلس الوزراء بخصوص تسيير وتحسين مخزون الأوكسجين في محلها، خاصة وأن مستشفياتنا اليوم تشتكي من نقص في هذه المادة مقابل طلب كبير عليها، مشيرا بخصوص وقف عمل مصالح الجراحات المستعجلة، أنه في غير محله ويجب تعويضه بالمستشفيات الميدانية للتكفل بحالات كوفيد وبقاء عمل هذه المصالح لفائدة مرضى الجراحة. أكد أن بعض الدراسات التي بحثت في فاعلية الحجر الصّحي في التصدي لكوفيد 19، أظهرت أنه يؤدي دورا فعالا في التحكم في انتشار الوباء، مقارنة بأي تدابير وقائية أخرى، حيث أدى إلى انخفاض معدل العدوى بنسبة معتبرة في بداية الجائحة، داعيا المواطنين إلى التقيد بالتدابير الوقائية والالتزام بالتباعد الاجتماعي لضمان الحماية الجماعية