تعالت الأصوات وتسارع الزمن خلال هذا الأسبوع لتوفير الأوكسجين بالمستشفيات، فالصور التي لا طالما ارتسمت بدول الجوار منذ زمن قصير والدول الأوروبية خلال الموجة الأولى، عادت لترسم على المستشفيات الجزائرية بعد تشبّع مصالح كوفيد19 بالمرضى ونقص الأكسجين ببعضها، ما أدى الى حالة من الذعر، قابلها التفاف الشعب حول الأزمة من اجل احتوائها فرسم أجمل الصور في التضامن والتآزر كعادته خلال كل محنة تمر بالبلد. سارع المتعاملون الاقتصاديون بمنطقة أقبو الى التكفّل بإنشاء محطة لإنتاج الاكسجين بمستشفى اقبو، بولاية بجاية، وذلك من اجل مواجهة اثار تفشي فيروس كورونا على مستوى اقليم وادي الصومام، والتخفيض من الضغط على طلب المرضى من هذه المادة «الحيوية»، حسب جمعية «صومام تضامن» بآقبو المبادرة لهذا المشروع. وأوضح ذات المصدر، أن هذه الوحدة قد تمّ توفيرها بفضل هبة تضامنية محلية وممولة من قبل متعاملين اقتصاديين محليين، سيما أولئك المتواجدين بالمنطقة الصناعية «تحراشت» التي تعد الأكثر ازدهارا في البلاد. وانطلقت بإنتاج الأوكسجين منتصف هذا الاسبوع ما سمح بتزويد مستشفى اقبو بكميات الأكسجين التي يحتاجها، سيما في هذه المرحلة الحساسة التي تعرف تفشي لفيروس كورونا، ونقص في مادة الاكسجين على مستوى الهياكل الاستشفائية بالولاية. وأدى الضغط الناجم عن «الزيادة المفاجئة» في عدد حاملي فيروس كوفيد-19، إلى حملة تضامنية بادرت بها الحركة الجمعوية التي تسعى إلى المساهمة قدر الامكان في توفير الوسائل والتجهيزات التي يحتاجها المرضى. في هذا الصدد تمكنت جمعية «تعاون على البر والتقوى» في ظرف أيام من توزيع حصة تتكون من 54 جهازا لتوليد الاكسجين وتنوي مواصلة مجهودها بدون توقّف، أما المشكل الذي تعاني منه فيتمثل في غياب ممونين لهذه الاجهزة مما يعيق هبتها التضامنية في حين لا يتوان المحسنون عن ابداء رغبتهم في تقديم مساهماتهم، حسب تأكيدات اعضائها. وبتبسة تمكن شباب إحدى حاضنات المؤسسات الناشئة من إعادة تشغيل مولد الأوكسجين بعد أن كان خارج عن الخدمة لمدة تفوق السنة، وبفضل هؤلاء الشباب تم القضاء على مشكلة نفاد الأكسجين بمستشفى بكارية. وأبلى شباب حاضنة المؤسسات الناشئة Innoest Company طيلة يومين من العمل المتواصل البلاء الحسن، وقام فريق الحاضنة وبامكانياتهم الخاصة، وبمبادرة تطوعية رفقة مهندس في الطيران بابتكار لوحة تحكم جديدة لتشغيل مولد الأكسيجين بمستشفى بوقرة بولعراس ببكارية بعد خروجه عن الخدمة لمدة تزيد عن سنة. وكشف نائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مراد شابونية، في تصريحات لوسائل الاعلام عن التحضير لاستيراد 6 آلاف مولّد للأكسجين من الخارج، يرتقب أن تكون متوفرة بالصيدليات خلال 15 يوما، في حين أكد أن سعرها سيعادل 10 ملايين سنتيم، حيث لن يستفيد الصيادلة من هامش الربح تضامنا مع المواطنين في هذه المرحلة الحساسة. وقال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، في وقت سابق أن الجزائر ستقوم باستيراد مولدات الأوكسجين قريبا من الصين، تركيا وفرنسا، لتوفير الكميات اللازمة ولمواجهة الأزمة كاشفا عن إنشاء خلايا في مديريات الصحة لتسيير مشكل الأوكسجين في المستشفيات.