اجتهد أعضاء الإتحادية الجزائرية للملاكمة في تقديم المبررات الكافية حول المشاركة السلبية للملاكمة الجزائرية في الأولمبياد الأخير وذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدها كل من الدكتور بسالم رئيس الإتحادية و عزالدين عقون المدرب الوطني ومراد مزيان المدير الفني الوطني بالمركب الرياضي لمدينة الشراقة يوم أمس رغم اعترافهم أن الدولة وفرت لهم جميع الإمكانيات الضرورية للتحضير الجيد للإولمبياد.. و تارة اتهموا التحكيم بالتحيز .. أحيان أخرى وسائل الإعلام التي ضخمت حسبهم من موضوع الدراجات الذي اتهم فيه ظلما بعض الملاكمين وهذا ما أثر على معنوياتهم قبل خوض المنازلات « وفرنا جميع الظروف للتحضير الجيد » إتهم الدكتور بسالم رئيس الإتحادية الجزائرية للملاكمة بعض وسائل الإعلام وخص بالذكر جريدتين بأنهما «قامتا بالمستحيل للتأثير على معنويات الملاكمين قبل المشاركة في الأولمبياد من خلال التهويل الإعلامي لبعض الأمور دون العودة إلي كرئيس اتحادية للاستيضاح أو الإستفسار» مضيفا أن الملاكمين تأثروا من الناحية المعنوية خاصة فيما يخص «حادثة الدراجات» مؤكدا بأنه سيتابع قضائيا هذان الصحفيان اللذان كتبا حول هذا الموضوع بتلك الطريقة المهينة حسبه .. لكن رغم كل هذا إلا أن بسالم أكد أنه كان يثق في إمكانيات ملاكميه الذين كان بإمكانهم العودة بميدالية على الأقل «قبل الأولمبياد كنا الوحيدين الذين صرحنا بأننا نهدف للصعود فوق منصة التتويج رغم أن كل الإتحاديات صرحت وحتى اللجنة الاولمبية أن الهدف من المشاركة في الأولمبياد هو التحضير لأولمبياد البرازيل في 2016 » و الذي شجعه كذلك على هذا التصريح هو ثقته الكبيرة في الإمكانيات الفنية للمدربين والملاكمين الجزائريين «خصص لنا مبلغ مليارين و 400 مليون » أما فيما يخص الأموال التي صرفت فقد نفى السيد بسالم أن إتحادية الملاكمة صرفت 32 مليار «مثلما روجت له إحدى الفضائيات الخاصة لكن المبلغ الرسمي الذي تحصلنا عليه هو مليارين و 400 مليون » وهذا المبلغ هو مخصص حسب السيد بسالم لجميع المنتخبات الوطنية للملاكمة بداية بالأصناف الصغرى وليس فقط من أجل التحضير للأولمبياد.. لكن رغم ذلك شكر السيد بسالم الوزارة على دعمها خاصة فيما يخص التربصات التي أقيمت خارج الوطن و«هذا الأمر كان مفيدا بالنسبة لنا » عقون « مازلت مصرا على الرحيل » من جهته أكد المدرب الوطني عز الدين عقون أنه ما زال مصمما على قراره المتمثل في الرحيل عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني للملاكمة مضيفا «هذا القرار اتخذته سنة 2010 عندما تم تعييني كمدرب للمنتخب الوطني عندها صرحت في هذا المكان بالذات أني سأرحل مباشرة بعد الأولمبياد مهما كانت النتيجة التي سنحققها سواء توجنا بميدالية أو أكثر أو خرجنا بدون نتيجة» ورغم ذلك إلا أن رئيس الاتحادية أكد أن عقون «ما زال هو المدرب الوطني للملاكمة » «كان لدينا الوقت الكاف للتحضير » وعاد بعدها المدرب الوطني عز الدين عقون إلى التحليل الفني لمستوى ملاكميه في الاولمبياد ومؤكدا أنه كان يملك «الوقت الكافي من أجل التحضير الجيد للاولمبياد والذي بدأناه في سنة 2010 ،لكن هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت حسبه في خروج الملاكمة الجزائرية «خالية الوفاض» من الاولمبياد من بينها ما حدث قبل عملية القرعة وهو حادثة الدراجات وهنا تطرق عقون بالتفصيل لما حدث حيث أكد «أن الملاكمين الجزائريين كانوا يعتقدون بأن النظام الساري داخل القرية الأولمبية هو نفسه الذي كان ساريا في أولمبياد بكين.. لكن العكس حدث ففي بكين كانت الدراجات متوفرة للجميع لكن في لندن إذا كنت تريد الحصول على دراجة للتجول داخل القرية الاولمبية لابد أن تؤجرها وهذا الأمر كان ممنوعا على الإتحاديات و الجهة الوحيدة المخولة بهذا الأمر هي اللجنة الأولمبية لكنها لم تقم بهذا الإجراء.. وأؤكد لكم أن نية الملاكمين لم تكن السرقة بل قاموا بهذا الأمر بحسن نية » أما فيما يخص التربصات فقد أكد عقون « قمنا بتربص في إيطاليا و آخر في فرنسا، كان عبارة عن تربص متعدد الأطراف شاركت فيه العديد من الدول» «التحكيم كان منحازا » أما الأمر الآخر فيتمثل في التحيز التحكيمي الواضح الذي أثر على الملاكمين ،فكيف يعقل وجود حكمين أوروبيين من بين الخمسة المتواجدين معهم ولا يتواجد معهم حكم من إفريقيا في حين أن منافسك هو أوروبي فكيف تفوز بهذه الطريقة لكنه أكد أنه تقدم بشكوى إلى الجهات الدولية المختصة من أجل استرجاع الميدالية في سيناريو مشابه لما حدث للملاكم علالو أما الأمر الثالث الذي أثر حسب عقون على مستوى الملاكمين هو الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها معظمهم حيث يعاني بعضهم من البطالة ولا يملك مصدر دخل معين لدرجة أن أحد الملاكمين هدد بعدم السفر إلى لندن في حال عدم تسوية مشاكله المتمثلة أساسا في الحصول على وظيفة.. في حين أن كل الملاكمين الاخرين الذي شارك العديد منهم في الأولمبياد ولم يحققوا أي ميدالية لديهم مصدر دخل محترم من خلال حصولهم على وظائف . « الصيام أثر على الملاكمين » وفي سؤال ل« الشعب» حول تأثير الصيام على الملاكمين أكد عقون عن تزامن الأولمبياد مع شهر رمضان الكريم حيث وقعت بعض البلبلة وسط البعثة بصفة عامة لعدم قيام اللجنة الاولمبية بدورها المتمثل في تنوير الرياضيين المشاركين حول ضرورة الإفطار قبل المشاركة في المنافسات ، رئيس البعثة ورئيس اللجنة الأولمبية لم يقوما بدورهما على أكمل وجه حيث وقعنا في حرج كبير مع الرياضيين بصفة عامة وملاكمينا الذين هم جزء من البعثة خاصة في ظل تضارب الآراء حول جواز الإفطار من عدمه لدرجة أن بعض الملاكمين رفضوا الإفطار . «قوة المنافسين لم يتحدث عنها أحد » وواصل المدرب عقون الحديث بصراحته المعهودة مؤكدا أن قوة المنافسين كان لها دور كبير في خروج الملاكمين الجزائريين بدون أي ميدالية «لم يخسر ملاكمونا امام ملاكمين مغمورين بل خرجوا على حساب ملاكمين توجوا بالذهب فيما وصلوا الى النهائي وهذا الأمر لم يتحدث عنه أي أحد » . مزيان « المرتبة 21 من بين 79 دولة » أما المدير الفني الوطني مراد مزيان فقد أكد أن الملاكمة الجزائرية احتلت المرتبة 21 من بين 79 دولة مشاركة و هذا أمر ايجابي بالنسبة لنا خاصة اننا كنا في الترتيب نتقدم على حساب دول لها تقاليد في هذه الرياضة على غرار تركيا وفرنسا ، لكن بالمقابل أكد مزيان أن الأمور لن تتوقف وستستمر عجلة العمل من خلال مواصلة التحضير للإحداث الرياضة الي ستشارك فيها الجزائر في المستقبل القريب على غرار كأس العالم للآمال التي ستجري في تايلندا في أكتوبر المقبل والألعاب المتوسطية التي ستجري في 2013 اضافة إلي كأس إفريقيا. كما نوه المدير الفني الوطني بترقية الملاكمين براهيمي و عبادي إلى صنف الأكابر وشاركا في الأولمبياد و هذا ما ساعدهم على كسب الخبرة مضيفا أن المنتخب الوطني الحالي للملاكمة ما زال أمامه الكثير خاصة أن معدل الأعمار هو 23 سنة .