دخل مشروع احتراف نوادي كرة القدم مرحلة حاسمة، قبل أيام قليلة عن انطلاق ثالث مواسمه، بعدما ارتفع سقف مطالب رؤساء نوادي الرابطتين الأولى والثانية، بضرورة مرافقة الدولة لها وتقديم الدعم المالي الكافي كي تخرجها من حالة الإفلاس. وانتقلوا بذلك من المطالبة بالقطع الأرضية ومبلغ العشرة ملايير المخصصة للتكوين، إلى رفع الصبغة التجارية عن شركاتهم التي وجدت نفسها بعد عامين أمام عجز مالي ومشاكل لا تنتهي مع اللاعبين، وباتت مهددة بالمتابعة القضائية. ففي الجمعية الاستثنائية التي عقدها أعضاء منتدى رؤساء الأندية المحترفة وحضرها 23 رئيس فريق محترف، تقرر رفع المطالب إلى الوزير الأول وطرح كافة الانشغالات وهذا بعد أن صدت بوجههم أبواب الرابطة المحترفة والفاف، وكذلك الوزارة التي طلبت منهم تشكيل لجنة لمناقشة القضايا لكن لم يصلهم أي رد كما قال رئيس المنتدى عبد الكريم يحلى الذي قرأ البيان الختامي والنتائج التي خلص إليها. مشاكل مالية خانقة هذا الاجتماع الذي جاء على خلفية عزم شركة سوناطراك التكفل بأربع نوادي من الرابطة الأولى وترك بقية الفرق تعاني نفس المشاكل المالية الخانقة، وأضحت الشركات التجارية المسيرة لها مهددة بالإفلاس والمتابعة القضائية، بموجب المادة 715 من القانون التجاري التي تضعها محل المتابعة في حال تجاوز العجز المالي نسبة معينة، مطالبين بإيجاد حل لهذا الإشكال لان الشركات الرياضية ليست ذات طابع تجاري محض كونها تخدم الصالح العام والمجتمع وتربية الأجيال عبر الرياضة. ودافع هؤلاء الرؤساء عن أنفسهم أمام من يحملونهم مسؤولية الفشل، ويطالبونهم بترك المكان لآخرين وقال يحلى «بقاؤنا نابع من شجاعتنا فلا احد يريد الإقدام على استثمار خاسر، وهناك من الرؤساء من انسحب لكن مكانه ظل شاغرا ولا احد يملك الجرأة لتحمل العبئ» مضيفا «اجتماع اليوم ليس من اجل خدمة مصلحتنا الخاصة أو نوادي معينة بل من اجل مصلحة الكرة الجزائرية ككل، اخبار السلطات العمومية بالحالة التي آل إليها الاحتراف بعد عامين من انطلاقه، والحل هو عودة الشركات الوطنية للتكفل بالفرق» معطيا المثال بالإصلاح الرياضي الذي طبق في السبعينات، الذي انعكس ايجابا على مستوى كرة القدم، وفي إجابته عن سؤال ل«الشعب» عن تناقض ميكانيزمات الاحتراف الذي تريده الفيفا مع دعم الدولة للأندية، قال «الوضع في الجزائر مختلف والأرضية هشة لإنجاح الاستثمار في المجال الرياضي بسبب الحالة السوسيو اقتصادية المتردية، والاحتراف يتطلب توفر مجموعة الأسس تبدأ من مدرسة التكوين إلى سلوك المناصر في المدرجات، وبعد عامين خلصنا إلى استحالة المواصلة على هذا النحو والمتضرر الأكبر هي الرياضة. ونفى كل الرؤساء الذين حضروا الاجتماع أي اعتراض لهم على تكفل سوناطراك بالأندية الأربعة، بل هنؤوها ووصفوا الخطوة بالهامة. لكن عدم تعميم الدعم على جميع الفرق أثار التساؤل عن معايير الانتقاء لان كل الأندية تعيش الوضعية نفسها، وقال حناشي رئيس شبيبة القبائل «لو اشترت سوناطراك أسهم مولودية الجزائر فقط لكان الأمر عاديا لانها كانت ملكا لها في السابق أما أن يمتد الأمر إلى فرق أخرى في الرابطة المحترفة الأولى وترك البقية تعاني العجز المالي والإفلاس فهذا غير مقبول» وأضاف «هناك شركات وطنية قادرة على التكفل بالأندية ومرافقتها ولانريد من سوناطراك وحدها أن تدعم كامل الفرق». بو الحبيب.. الإستثناء وأبدى هؤلاء المجتمعون في فندق الماركير بالعاصمة، رضاهم عما تمخض عن اللقاء الذي صنع فيه محمد بولحبيب مدير الاستثمار لنادي شباب قسنطينة، الاستثناء لأنه الوحيد الذي حضر من الفرق التي دخلت في مفاوضات مع المجمع البترولي «سوناطراك» وأعطى توضياحاته بشأن طبيعة التعامل الذي تريده الشركة مع ناديه. وأمام الإصرار على مقابلة الوزير الأول أو مقاطعة البطولة، ستجد الهيئات المشرفة على كرة القدم نفسها امام بداية موسم ساخنة، قد تسفر عن احداث تعديلات كبيرة على بنود الاحتراف .