شرعت طائرتان من نوع «كنادير»، بعد ظهر أمس، في إخماد حريق جبال بني صالح ببوشقوف بقالمة وذلك بعد 5 أيام من محاولة السيطرة عليه. لوحظ تحليق الطائرتين في سماء المناطق الغابية المشتعلة وشروعهما في عملية إخماد النيران على مستوى جبال بني صالح الواقعة بنحو 50 كلم شرق ولاية قالمة. وكانت خلية الإعلام والاتصال بالحماية المدنية قد أشارت في بيان إعلامي مقتضب، صبيحة أمس، بأن المديرية العامة للحماية المدنية، قررت توجيه الوسائل الجوية للمشاركة في إخماد هذا الحريق الكبير الذي تسبب منذ يوم 9 من الشهر الجاري في إتلاف مساحات غابية واسعة، أهمها المحمية الطبيعية لجبال بني صالح الواقعة على الحدود ما بين ولايتي قالمة والطارف. ويأتي قرار توجيه وسائل الدعم الجوية للتحكم في الحريق بعد 48 ساعة فقط من إرسال الرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات التابع لولاية قسنطينة، لدعم مجهودات الفرق العاملة لإطفاء الحرائق بقالمة وخاصة حريق جبال بني صالح ببوشقوف شرق الولاية، لكن قوة الحرائق التي تزداد لهيبا بفعل الرياح والغطاء الغابي الكثيف صعبت من مهمة فرق الإطفاء. من جهتها أشارت خلية الإعلام والاتصال لولاية قالمة، إلى أن والي الولاية كمال الدين كربوش كان قد تنقل، مساء أمس الأول، للوقوف ميدانيا على مدى تقدم عملية إخماد النيران بجبال بني صالح ومعاينة الأضرار التي سببتها في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية. وذكرت الخلية نفسها، بأن الوالي وقف بعين المكان على الوسائل المادية والبشرية المجندة لمواجهة الحرائق، في مقدمتها أفراد الجيش الوطن الشعبي و130 عون من الحماية المدنية وعشرات الأعوان من محافظة الغابات، إضافة إلى عتاد الإطفاء وقرابة 20 شاحنة لإطفاء الحرائق من مختلف الأنواع والإحجام وجرافة لشق المسالك. ولقي المشاركون في إخماد الحرائق مساندة تضامنية واسعة من سكان بلديات الجهة الشرقية للولاية، على غرار بوشقوف وعين بن بيضاء ووادي فراغة ومجاز الصفاء، وصولا إلى بومهرة أحمد وبلخير وعاصمة الولاية، حيث تكفل ناشطون جمعويون بإيصال كميات كبيرة من المساعدات من الأغذية ومياه الشرب لفائدة فرق الإطفاء ليلا ونهارا، استنادا لما نشره نشطاء جمعويون على صفحاتهم على شبكات التواصل الإجتماعي فايسبوك. إتلاف أكثر من 2000 هكتار من المساحات الغابية تتواصل عمليات إخماد الحرائق لليوم الثالث على التوالي بمنطقة جبل بني صالح ببلدية بوشقوف في قالمة، التي تعتبر المنطقة الأكثر تضررا عبر تراب الولاية، مع حصيلة أولية بإتلاف أزيد من 2000 هكتار من الغطاء الغابي والحصيلة مرشحة للإرتفاع. جنّدت مصالح الحماية المدنية بقالمة، مختلف مصالحها وإمكاناتها البشرية والمادية من أجل إخماد حرائق شبّت في عدة مناطق، وسابقت الزمن منذ أيام من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وإيقاف ألسنة اللهب التي أتت على ثروة غابية هامة. وقال مدير الحماية المدنية لولاية قالمة، العقيد بن عودة في تصريح ل «الشعب» إن أعوان الحماية المدنية، بالتنسيق مع نظرائهم لمحافظة الغابات، قاموا بإخماد الحرائق على مستوى منطقة جبل بني صالح، كانت مشتعلة منذ أول أمس». وأوضح المصدر ذاته: «أن هذا الحريق أسفر في حصيلة أولية عن إتلاف أزيد من 2000 هكتار من غابة جبل بني صالح». وأضاف نفس المسؤول، أن الأعوان حاصروا أغلب الأماكن التي اشتعلت بها النيران في الوقت الذي لا تزال فيه الجهود متواصلة لإخماد حرائق بمناطق أخرى، وأن كل الوسائل اللوجيستية والبشرية اللازمة قد سخرت لإخماد الحرائق. للإشارة، دعمت المديرية العامة للحماية المدنية جهود الحماية المدنية لولاية قالمة بالرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات التابع لقسنطينة، والمتكون من 3 شاحنات للحرائق الخفيفة، وشاحنة خزان الحريق بسعة 4000 لتر، وشاحنة خزان الحريق بسعة 12000ل، و17 عونا وضابطين ورقيب. وصرّح وادي بوبكر، محافظ الغابات لولاية قالمة، أن جبال بني صالح هي المناطق الأكثر تضررا من الحرائق. وأوضح ذات المتحدث، أن الرياح ساعدت كثيرا على انتشار الحرائق بسرعة، وأشار إلى أن مختلف الحرائق التي اندلعت في منطقة جبل بني صالح انطلقت من حدود ولاية الطارف. جبال بني صالح محمية وطنية وإرث طبيعي عالمي... في خطر وأشار بوبكر وادي، إلى أن محمية بني صالح هي حظيرة وطنية ومصنفة ضمن الإرث الطبيعي العالمي، وتحتوي تنوعا نباتيا وحيوانيا كبيرا، إذ تعتبر الموطن الأخير لحيوان «الأيل البربري» المهدد بالانقراض، كما تنتج أجود أنواع الفلين في العالم، الذي يسوق محليا ودوليا. وثمن وادي بوبكر، الهبة التضامنية الكبيرة للسكان، في مد يد العون وتقديم مساعدات متمثلة في أطعمة وقارورات مياه لفرق الإطفاء التابعين للحماية المدنية المدعومين بفرق محافظة الغابات. حرائق بست بلديات وإتلاف 83 هكتارا من الأدغال والأحراش عرفت ولاية قالمة، في الأيام السابقة، اندلاع 18 حريقا، مسّت ست بلديات من إقليم الولاية، يتعلق الأمر بكل من بلديات الركنية، بوحشانة، النشماية، عين احساينية، حمام النبائل والفجوج. خلفّت الحرائق كحصيلة أولية، في انتظار حصر الخسائر الكاملة، بحسب بيان مديرية الحماية المدنية بقالمة، إتلاف ما لا يقل عن 83 هكتارا من الأدغال والأحراش وأشجار الفلين المتدهور، بالإضافة إلى عشرات الأشجار المثمرة بالبلديات التي مستها الحرائق، كما تم تسجيل تفحم ما لا يقل عن 6000 كتكوت دجاج بمشتة الكبابس ببلدية الفجوج. وأثار الدخان المتصاعد حالة خوف وهلع في أوساط المواطنين، خاصة وأن اندلاع تلك الحرائق يتزامن مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح ولاية قالمة. وعبّر مواطنون عن امتنانهم وتقديرهم لرجال الحماية المدنية وحراس الغابات وكذا الجيش الوطني على جهودهم، وتجندهم لإخماد هذه النيران، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التضاريس.