شهدت ولاية قالمة، خلال يومي عيد الأضحى المبارك ارتفاعا قياسيا في درجات حرارة الجو، التي فرضت حظرا للتجوال على المواطنين، وتسببت في اندلاع سلسلة من الحرائق المهولة، والتي أتت على مساحات شاسعة من الغطاء الغابي والنباتي في مناطق متفرقة من إقليم الولاية، التي فقدت هذه الصائفة أجزاء هامة من نسيجها الغابي، خاصة بجبل بني صالح، بعدما طالت ألسنة اللهب، حتى المحمية الطبيعية بالمنطقة. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن وحداتها تدخلت منذ عشية العيد لإخماد عدد من الحرائق التي اندلعت في مناطق متفرقة من بلديات الولاية، وتسببت في إتلاف ما لا يقل عن 20 هكتارا من الغابات بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأحراش والأشجار المثمرة وخلايا النحل، في انتظار إحصاء الخسائر الإجمالية التي تسبب فيها حريق غابة جبل بني صالح بالتنسيق مع محافظة الغابات. وقد تدخل عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية، بحمام دباغ مدعومين بعناصر الوحدة الثانوية بوادي الزناتي عشية عيد الأضحى، لإخماد الحريق الذي شبّ بمشتة بني احمد ببلدية بوهمدان وأتى على ما لا يقل عن 10 هكتارات من الأحراش وأشجار الفلين بالمنطقة، قبل أن تتجدد بؤر الحريق في اليوم الموالي المتزامن مع أول أيام عيد الأضحى، بنفس المنطقة، لتلتهم النيران 8 هكتارات أخرى من أشجار الفلين، وهكتارين من الأحراش بالإضافة إلى 5 خلايا لتربية النحل، و40 شجرة زيتون مثمرة، و12 شجرة سفرجل، فيما تحدث فلاحون بالمنطقة عن نفوق عدد من رؤوس المواشي. وأمام هول ألسنة النيران المتصاعدة اضطرت مصالح الحماية المدنية إلى تدعيم فرقها بوحدتي الحماية المدنية بكل من دائرتي وادي الزناتي وعين مخلوف، تزامنا مع تجند وحدات بوشقوف، قالمة، لخزارة وحمام النبائل لإخماد النيران المشتعلة بالمنطقة الغابية بالمريحل بجبل بني صالح ببلدية مجاز الصفاء. وهو الحريق الذي لم تتمكن وحدات الحماية المدنية من التحكم فيه وإخماد لهيبه إلاّ بعد ثماني ساعات كاملة من التدخل، من دون تقديم حصيلة بشأن الخسائر التي خلفّها هذا الحريق المهول، والذي أتى على مساحات شاسعة من الغابات في انتظار الحصيلة النهائية التي تعكف مصالح الحماية المدنية على إعدادها بالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات. وكانت قالمة قد فقدت نحو 6000 هكتار من غطائها الغابي منذ مطلع شهر أوت المنقضي، بسبب الحرائق التي تسببت في إحدى أكبر الكوارث الإيكولوجية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال.