أعلن ناطق باسم الحكومة التشادية عبدالرحمن كلام الله، أن نجامينا قسمت قواتها التي نشرتها في فيفري في إطار قوة مجموعة دول الساحل الخمس لمكافحة الإرهابيين في منطقة «المثلث الحدودي» بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلى قسمين. قال كلام الله: «لقد أعدنا نشر 600 عسكري من اصل 1200 إلى تشاد بالاتفاق مع قوات مجموعة دول الساحل الخمس. إنها إعادة انتشار استراتيجية للتكيف بشكل أفضل مع تنظيم الإرهابيين». ومنذ مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، شهر أفريل الماضي، والأسئلة تطرح حول مستقبل الانخراط العسكري التشادي في منطقة الساحل، إذ تنشر تشاد 1200 عسكري في إطار القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل و1400 عسكري في إطار البعثة الأممية لحفظ السلام في مالي (ميونيسما). ولكن الحكومة التشادية نفت أن يكون هذا الانسحاب يمثل تراجعا عن انخراطها في الحرب على الإرهاب، وقالت إن سحب هؤلاء الجنود هو مجرد «إعادة انتشار» يأتي ضمن «استراتيجية جديدة للتكيف بشكل أفضل مع تنظيم الإرهابيين»، وفق تعبير الوزير الناطق باسم الحكومة عبد الرحمن كولامالاه. وقال الوزير: «بدأنا في إعادة 600 عسكري إلى تشاد من قواتنا المتمركزة في المثلث الحدودي»، وأكد أن هذا الانسحاب جاء بعد «مشاورات» مع أعضاء القوة العسكرية المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس، التي تضمّ موريتانياومالي والنيجر وبوركينا فاسو. ويأتي هذا الانسحاب في ظل قيادة أركان القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الخمس من طرف الجنرال التشادي عمر بيكيمو، والذي تسلم مقاليد الأمور جوانالماضي فقط. وكانت فرنسا تراهن على الكتيبة التشادية المكونة من 1200 عسكري، لمواجهة تنظيم «داعش» الارهابي الذي يتخذ من المثلث الحدودي مركزا لأنشطته، وأصبحت فرنسا تراه عدوها الأول منذ مطلع العام الماضي. وأعلنت فرنسا مؤخرا نيتها إنهاء عملية «برخان» العسكرية، وتقليص عدد قواتها في منطقة الساحل إلى النصف، وإغلاق بعض قواعدها العسكرية في شمال مالي، وإدخال تغييرات جذرية على استراتيجيتها العسكرية، من خلال الاعتماد على قوة خاصة أوروبية (تاكوبا)، تتعاون مع الجيوش المحلية ميدانيا، وتستهدف بالأساس منطقة المثلث الحدودي. وبالرغم من أنها سحبت 600 عسكري، إلا أن تشاد احتفظت بنفس العدد على الأرض في المثلث الحدودي، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة التشادية: «أردنا تخفيف العدد الذي لم يكن متأقلما». وأضاف الوزير أنه بالنظر إلى الوضع الميداني «ثمة حاجة إلى قوة متحركة وخفيفة، من هنا (جاء) انسحاب بعض قواتنا مع الأسلحة الثقيلة». من جهة أخرى، فإن إعادة 600 عسكري ومعداتهم الثقيلة إلى تشاد، يأتي في ظل تصاعد خطر تنظيم «بوكو حرام»، الارهابي وخاصة الفصيل الموالي لداعش، والمعروف باسم «تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقية». نجح هذا الفصيل الصاعد بقوة، قبل أشهر قليلة، في تصفية أبو بكر شيكاو، زعيم فصيل «بوكو حرام» الموالي للقاعدة، وأعلن أنه عزز صفوفه بارهابيين جدد. تعيين أعضاء اللجنة المشاركة في الحوار وعلى صعيد اخر أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في التشاد، محمد إدريس ديبي، ظهر السبت، بشكل رسمي، تعيين أعضاء اللجنة الفنية المكلفة بالحوار مع الحركات السياسية العسكرية ضمن الحوار الوطني الشامل. وفي بيان نشرته الرئاسة التشادية على موقعها، أوضحت أن «ديبي عين رسميا، ظهر اليوم، 28 عضوا للجنة الفنية الخاصة المتعلقة بمشاركة السياسيين العسكريين في الحوار الوطني الشامل». وشدد ديبي على أن الحوار الوطني الذي يتعين على المجلس العسكري إجراؤه لن يكون وطنيا أو شاملا إلا بمشاركة جميع مكونات الأمة، موضحا، «ولهذا السبب فإن إخواننا السياسيين والعسكريين مدعوون إلى طاولة مفاوضات صريحة وأخوية ومباشرة».