حذر الأخصائي في الأمراض المعدية الدكتور عبد الحفيظ قايدي، من قدوم موجة رابعة يتسبب فيها فيروس متحور أخطر وأسرع من سلالة «دلتا»، داعيا إلى أخذ الاحتياطات اللازمة والتحضير المسبق لمواجهة مخاطر فيروس «مو» وبذل جهود أكبر لتلقيح أكبر عدد من المواطنين، باعتبار أن اللقاح المضاد ل «كوفيد -19 «يعد الحل الوحيد لتفادي تكرار سيناريو الموجة الثالثة. قال الأخصائي في الأمراض المعدية في تصريح ل «الشعب «، إن السلالة الكولومبية «مو» تثير الكثير من القلق والمخاوف من إمكانية دخولها إلى الجزائر وانتشارها السريع الذي يتعدى المتحور «دلتا « خاصة بعد ظهورها في بعض الدول الأوربية، مشيرا إلى أن التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية مع عدم الاستجابة الواسعة لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا سيؤدي إلى حدوث انتكاسة وبائية. ويرى د.قايدي، في ذات السياق، أن استقرار الحالة الوبائية في الوقت الراهن مقارنة بالأسابيع الفارطة التي عرفت ارتفاعا في حصيلة الإصابات والوفيات لا يعني زوال الخطر نهائيا نظرا لاستمرار تسجيل حالات مؤكدة بالفيروس مبرزا بأن الحفاظ على هذا الاستقرار والارتياح يتحقق بتسريع وتيرة التلقيح والوصول إلى المناعة الجماعية التي تتطلب استفادة أزيد من 75 مواطن من الجرعتين في آجال قريبة للتمكن من التصدي لمخاطر الموجات الجديدة التي تهدد البلاد. وأوضح أن التلقيح لا يمنع انتقال الفيروس بين الأشخاص ولكن يساهم في حمايتهم من مضاعفات الإصابة ويقلل من تسجيل الحالات الخطيرة التي تستدعي الاستشفاء والحاجة إلى الأوكسجين ويساعد أيضا على كسر سلسلة انتشار الفيروس لضمان السيطرة على الوضع الصحي في البلاد، كاشفا أن أغلب الملقحين بالجرعتين لم تظهر عليهم أعراض خطيرة بعد إصابتهم بالفيروس في الموجة الثالثة، وهو ما يؤكد فعالية اللقاحات ضد السلالات المتحورة. وبخصوص الحملة الوطنية الكبرى للتلقيح ضد فيروس كورونا أشار إلى أنها مبادرة هامة ساهمت في تسريع الوتيرة من خلال دفع أكبر عدد من المواطنين نحو جميع مراكز التلقيح والفضاءات العمومية لأخذ اللقاح الذي يعد الوسيلة الوحيدة لتفادي مخاطر الإصابة بالفيروس المتحور، مؤكدا أن السلطات المعنية قامت بتسخير الإمكانيات المادية اللازمة لتسهيل العملية وخصصت حافلات مزودة بكل الوسائل تتنقل إلى الأماكن المعزولة من أجل استفادة الجميع من اللقاح. وأضاف بأن حملة التلقيح ضد فيروس كورونا مفتوحة وستستمر إلى نهاية السنة إلى غاية بلوغ الأهداف الرئيسية والمتمثلة في الوصول إلى المناعة الجماعية والأمر يتطلب -حسبه -تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية لتشجيع المواطنين على التقرب من مراكز التلقيح وطمأنتهم بأن اللقاحات آمنة وسالمة ولا توجد أية خطورة، مشيرا إلى أنه إلى حد لم يتم تسجيل أية حالات خطيرة بعد عملية التلقيح وجميع الأعراض الجانبية التي ظهرت على الملقحين خفيفة ولا تختلف عن ما تتسبب فيه اللقاحات الكلاسيكية. وحسب الأخصائي في الأمراض المعدية فإنّ سرعة انتشار الفيروس المتحور «مو»الذي بات خطرا يهدد الكثير من الدول وممكن أن يصل إلى الجزائر في أي وقت يجبرنا على بذل جهود أكبر وتسريع وتيرة التلقيح تحسبا لأي طارئ مع ضرورة تحضير المستشفيات وتخصيص مصالح طبية إضافية للتكفل بالمصابين وتفادي الانقطاع في الأدوية المخصصة لعلاج المرضى وعدم تكرار أزمة نقص مادة الأوكسجين. وأضاف في ذات السياق، أن السلطات المعنية من المفروض أن تتخذ إجراءات استباقية وتأخذ بعين الاعتبار المشاكل التي عاشتها الجزائر في الموجة الثالثة والتي كانت أخطر من الموجات السابقة خاصة بعد ما خلفته من ضحايا وإصابات كثيرة تسببت في اكتظاظ المستشفيات والحاجة المتزايد للأوكسجين وذلك لتفادي حدوث أزمة أخرى تشل المستشفيات وعدم الانتظار إلى غاية قدوم موجة رابعة عنيفة.