صعدت أسعار النفط أمس، لتواصل مكاسبها من الأسبوع الماضي وتبلغ أعلى مستوياتها في عدة سنوات مع استمرار شحّ الإمدادات العالمية في ظلّ الطلب القوي على الوقود في الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى من العالم تزامنا مع انتعاش الاقتصادات من الركود الناجم عن جائحة فيروس كورونا. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.7% إلى 84.38 دولارا للبرميل بعد ارتفاعها 1.5%. ولامست في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2014 عند 84.76 دولارا. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.7% إلى 86.09 دولارا للبرميل بعد مكاسب التي بلغت 1.1%. وبلغ العقد في وقت سابق أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2018 عند 86.43 دولارا. وقال تيتسو إيموري الرئيس التنفيذي لمؤسسة «إيموري فاند مانجمنت» «مع الطلب القوي على الوقود في الولاياتالمتحدة وسط شحّ المعروض، ما زال توجه سوق النفط قويا إلى حدّ ما، مما دفع بعض المضاربين إلى التخلي عن مراكز البيع». وبعد أكثر من عام من انخفاض الطلب على الوقود، عاد استهلاك البنزين ونواتج التقطير ليتماشى مع متوسطات 5 سنوات في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم. في غضون ذلك، قلّصت شركات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي للمرة الأولى في 7 أسابيع، حتى مع ارتفاع أسعار النفط، بحسب ما قالته شركة خدمات الطاقة «بيكر هيوز». كما ارتفعت أسعار النفط نتيجة المخاوف من النقص في الفحم والغاز بالصين والهند وأوروبا، مما دفع إلى التحوّل إلى الديزل وزيت الوقود لتوليد الطاقة. ويوم الخميس من الأسبوع المقبل، يعقد تحالف «أوبك +» اجتماعا لبحث تطورات سوق الخام عالميا، واتخاذ قرار بشأن تخفيف قيود الإنتاج الحالية البالغة 4.6 ملايين برميل يوميا. وكان البنك الدولي، أعلن أن الارتفاع الكبير لأسعار النفط العالمية قد يهدّد النمو العالمي، ومن غير المرجح أن تنحسر هذه الأسعار قبل عام 2023. ووفق تقرير للبنك الدولي بشأن توقعات أسواق السلع، يرتقب أن تسجل أسعار الخام في نهاية العام 70 دولارا للبرميل، أي أعلى ب70% مقارنة بعام 2020.