التطعيم ضروري في فترة ازدهار الفيروسات الموسمية أكد الأخصائي في الطب الوقائي، بمستشفى تيبازة البروفيسور بوعمرة عبد الرزاق، «أننا نعيش مرحلة وبائية مريحة لم تعشها الجزائر، منذ بداية الجائحة»، «قائلا « إن الاستقرار في عدد الإصابات وفق المعلومات العلمية لا يعني زوال المرض، لأنّ احتمال حدوث موجة رابعة يبقى واردا، داعيا المواطنين إلى الإقبال الجماعي على التلقيح». قال الدكتور بوعمرة عبد الرزاق في قراءة وتحليل للوضع الوبائي في تصريح ل»الشعب»، إنّ الفيروس لم يذهب وإنما محاصر من خلال الإجراءات الوقائية المتبعة من طرف السلطات، مشيرا أنه بعد أسبوعين من الاستقرار الوبائي يبدأ منحنى الإصابات في النزول، وهو مرتبط بمدى الالتزام بعملية التلقيح لتفادي حدوث الموجة الرابعة. وصرح الأخصائي في الطب الوقائي، أن المعطيات تختلف بخصوص احتمال حدوث موجة رابعة، لكن المؤكد أنها لن تكون بنفس خطورة الموجة السابقة، لأنّ التلقيح يقلل من حالات الإصابة، بالإضافة إلى أن أرضية معطيات منظمة الصحة العالمية، وكذا أرضية معهد باستور لم تعلن عن وجود متحور آخر أكثر من متحور» دلتا» الذي ميّز الموجة الثالثة، وكان تأثيره خطيرا على جميع المواطنين، ما يؤكد أنه الأكثر انتشارا عبر العالم. وأضاف، إن المتحور الجديد الذي ظهر في أوروبا لم يسجل إلا 6 بالمائة من حالات الإصابة، في حين، تواصل «دلتا» النسخة المتحورة في الانتشار في مناطق مختلفة من العالم، ما يزيد من فرضية احتمال حدوث موجة جديدة من وباء كوفيد-19، خاصة وأن نسبة انتشاره فاقت 94 بالمائة، حيث أن الكثير من الدول الأوروبية على غرار بريطانيا تتابع عن قرب انتشار المتحور الفرعي الجديد مع ارتفاع أعداد الإصابات. واستغرب الدكتور بوعمرة التراخي في احترام التدابير الوقائية، بالرغم من أن الفيروس لا يزال متواجدا، إلى جانب الفيروسات الموسمية الأخرى، التي تنتشر في هذه الفترة من فصل الخريف، ما يستدعي الالتزام التام بإجراءات السلامة، إلى جانب الاستمرار في التلقيح لحماية أنفسهم وأسرهم. واستطرد «لاحظنا التراخي في الإلتزام بإجراءات الوقاية من الوباء، مؤخرا، وحتى تراجع كبير في التلقيح، ما يستدعي دعوة كافة المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية واليقظة للحيطة من موجة رابعة، لأن أوروبا الآن تترقب الموجة الخامسة، وبالنظر إلى المعطيات وفارق الوقت فإن حدوثها أمر متوقع، لكن غير «مؤكد». وأوضح، أن الفارق الزمني بين الوضع الوبائي في الجزائر وأوروبا يصل إلى 4 أشهر، وهذا لا يعني عدم حدوث موجة أخرى، بل يجب أن تستغل فترة الاستقرار في التحضير لها، مشيرا أن التلقيح ضروري في هذه الفترة، خاصة وأن الدراسات الأخيرة والبحوث العلمية تؤكد إمكانية توسيع اللقاح للفئة العمرية أقل من 18سنة. وختم بوعمرة، أنّ الهدف حاليا تكثيف عمليات التلقيح وتسريع وتيرتها للوصول إلى 70 بالمائة من المواطنين لتحقيق المناعة الجماعية، مشيرا إلى أن الأشخاص غير الملقحين يشكلون خطرا كبيرا على المجتمع، وعليه يجب تغيير إستراتجية التوعية والتحسيس وتوسيعها للقضاء على العزوف.