في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المغربي من الفوارق الاجتماعية وتدهور وضعه المعيشي، كشفت أنباء عن أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، سيوقّع قريبا على اتّفاقية بين شركة «إفريقيا غاز» التي يملكها وشركة «ساوند إنرجي» البريطانية العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، سيجني من خلالها أرباحا كونه مساهما فيها أيضا. ذكرت معلومات تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها تغريدة، للصحفي المغربي المعارض، علي المرابط، أنّ عزيز أخنوش، المالك لشركة «افريقيا غاز» المغربية سيوقع اتفاقية مع الشركة البريطانية سالفة الذكر، سيجني أرباحا من خلال هذه الصفقة. وكان تحقيق سابق تحدّث عن نزاع ضريبي بين شركة «ساوند إنرجي» البريطانية، مع إدارة الضرائب المغربية وقيام الحكومة المغربية بإعفائها من ملايين الدولارات المستحقة على الشركة لخزينة الدولة. وذكر التحقيق الذي تم تداوله في العديد من المواقع الالكترونية، بأنّه «وبعد أن أصبح أخنوش مالكا لجزء من أسهمها، خفض المغرب ملايين الدولارات من الضرائب على «ساوند إنرجي» البريطانية». إصابات واعتقالات في صفوف البطالين في السياق، قمعت قوات الأمن المغربية، أمس الأول، وقفة احتجاجية للبطالين، ما أسفر عن إصابات خطيرة، كما قامت باعتقال عدد كبير منهم، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية محلية. واستنكرت «الجمعية الوطنية لحملة الشهادات البطالين» بالمغرب، في بيان لها، «هذا التدخل الهمجي الذي نتج عنه اعتقالات وإصابات خطيرة في صفوف الجماهير المعطلة والجماهير الشعبية»، مطالبة بالإطلاق الفوري لسراح هؤلاء الموقوفين، وسائر المعتقلين السياسيين...». غليان وغضب متفاقم قالت الجمعية المغربية في هذا الاطار، «في ظل الغليان الذي يعرفه الشارع المغربي، احتجاجا ضد القرارات الإقصائية المجحفة في حق أبناء الشعب، التي أصدرتها وزارة التربية لازال النظام على عهده في الاعتقال ونسف الأشكال النضالية الواعية والمنظمة، حيث أقدم الجهاز القمعي مساء الخميس على نسف الوقفة الاحتجاجية لحملة الشهادات البطالين بالمغرب»، مشيرة إلى أنّه «تمّ اعتقال مجموعة من مناضلي الجمعية، وعدد من الجماهير الشّعبية». المخزن منقطع عن الواقع في خضمّ الاهتزازات الشّعبية، يبدو أنّ النّظام المغربي منقطع تماما عن الواقع، من خلال مواصلة تجاهله للغضب الاجتماعي المتزايد في المملكة، عبر المظاهرات اليومية التي تدل على وضعية الفقر المدقع الذي أصبح يعاني منها ملايين المغربيين، حسب ما أكّده الباحث المغربي عزيز شاهر. وأوضح عزيز شاهر، الدكتور في العلوم السياسية، وأستاذ باحث في جامعة سلا (المغرب)، في مقال نشر بالموقع الالكتروني ميدل ايست آي، أنّه «بسبب التضخم وجواز سفر التلقيح والأجور، فان الاحتجاج الجماعي يلتحق بالمملكة المغربية، مؤكدا على خطورة الفوارق الاجتماعية التي تسبب فيها نظام تسلطي استبدادي، يستولي على ثروات البلاد، زاعما أنّه يعمل على تحقيق تطوره». الوضع الاجتماعي يزداد سوءاً أضاف ذات الأكاديمي، كاتب المقال بعنوان «النظام المغربي مخطئ بعدم الإصغاء للغضب الشعبي المتزايد»، أنّ «المحتجّين ينددون منذ أسابيع عديدة بفرض جواز سفر التلقيح (المرتبط بكوفيد-19)، وكذلك بسبب غلاء المعيشة، حيث ينبغي التأكيد هنا، أنّ غلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية، قد أثارت الغضب الاجتماعي الذي يظهر بشكل متقطع هنا وهناك، في أي مكان يحاول فيه نشطاء إلكترونيون كسر القانون للاحتجاج على تدهور ظروفهم المعيشية». ويتعلق الأمر بالنسبة لهذا الخبير السياسي «بسلطة غائبة تقود قطار حياة رغدة، وتسعى جاهدة لحل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد بواسطة آلة دعاية حكومية خطيرة». كما أشار إلى أنّ الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في المغرب من المؤكد أنّها ستؤجج الاحتجاجات الاجتماعية سيما بسبب غلاء المعيشة (التضخم بالنسبة للمواد الأساسية والمحروقات).