دعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، الخميس، من ميلة إلى "الانخراط في مسعى رصد ما يشوب اللغة العربية من نقائص وعثرات بغية تداركها وتصحيحها". أوصى بلعيد خلال الكلمة التي ألقاها في الملتقى الوطني الموسوم ب "التطوع اللغوي: تجارب جزائرية ناجحة"، الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية بالتنسيق مع خلية ضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف في إطار إحياء شهر اللغة العربية (1-31 ديسمبر 2021)، بالتحلي بروح المبادرة لحماية اللغة العربية، مؤكدا أن ذلك يتجلى في المادة ال3 من الدستور. «ما يتبقى علينا إلا الانخراط، كمؤسسات وجمعيات وحتى أفراد مهيكلين في شكل مجموعات ناشطة، باستغلال مختلف وسائط التواصل المتاحة لرصد ما يسجل من عثرات وأخطاء متداولة في استعمالات اللغة العربية ثم تصحيحها"، يضيف في هذا الشأن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية. كما دعا المشاركين في هذا الملتقى إلى رصد وجمع المصطلحات المستعملة في الإدارات التي غالبا ما تكون من لغات أخرى في معجم واحد يقدم مرادفاتها باللغة العربية. وأكد بلعيد أهمية تكاثف الجهود خدمة للغة العربية التي وصفها بأنها "لغة أممية" من خلال المشاركة في الأعمال التي تحميها، منها التطوع اللغوي الذي حث الباحثين على" السبق" فيه لما تتطلبه اللغة اليوم من خدمات تسهم في تطويرها، ومنها توظيفها في مجال الذكاء الاصطناعي ومختلف العلوم. وأبرز أن "اللغة العربية لا تحمل جينات التخلف بل لها دور كبير في التطور"، وهو ما يستدعي - حسبه - "تعميم استخدامها في جميع الأطوار التعليمية لتحقيق الإشباع اللغوي للمتمدرسين والطلبة وحفاظا على مكانتها لديهم". النّهوض بالمحتوى الرّقمي للغة الضاد من جهته، تطرّق رئيس اللجنة العلمية للملتقى، عبد الحميد بوفاس، بالمركز الجامعي لميلة في مداخلته حول "رهانات وتحديات التطوع اللغوي" إلى "ضرورة النهوض بالمحتوى الرقمي المتاح باللغة العربية لتعزيز حضورها، وذلك انطلاقا من الوعي بقيمة اللغة، إلى جانب دافع الغيرة عليها خصوصا في ظل الاستعمار الثقافي الذي يهدف لإقصائها". ومن جانبه، تناول قويدر شنين، من جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، "علاقة اللغة العربية بالهوية"، مبرزا أن "الاعتزاز بلغتنا وتمجيدها والاجتهاد في استعمالها بشكل يومي يجنبنا الكثير من الأضرار التي قد تلحق بهويتنا"، مؤكّدا أنّ تكوين أي أمة من الأمم يتطلب توحيد لغتها لأنّ هذا "يضمن لها رؤية واحدة". وتمّ خلال أشغال هذا الملتقى تقديم العديد من المداخلات لأساتذة من عدة جامعات وطنية (حضوريا وبتقنية التحاضر عن بعد)، علاوة على توزيع كتاب يضم الأعمال المقدمة في الملتقى على الحضور من أساتذة وطلبة، والذي تمت طباعته مسبقا من قبل المجلس الأعلى للغة العربية.