مع تواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تزداد الحرب ضراوة، فيما يرتقب بحر الأسبوع الجاري عقد عدّة اجتماعات في الأممالمتحدة تخصّص للحرب الروسية الأوكرانية، دون أن يُعرف حتى الآن ما إذا كانت ستؤدّي إلى تبني أي نص. قالت وزارة الدفاع البريطانية، إنّ القوات الروسية بدأت صباح أمس الأحد، بالتقدم من جزيرة القرم نحو مدينة أوديسا الأوكرانية على ساحل البحر الأسود، وذلك عبر محاولة الالتفاف على مدينة ميكولايف جنوب البلاد. في الأثناء، يرتقب احتضان الأممالمتحدة الأسبوع الجاري لاجتماعات على عديد المستويات لتباحث مسألة الحرب، دون أن يُعرف حتى الآن ما إذا كانت ستؤدي إلى تبني أي نص. ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر دبلوماسي، قوله أنه من المرتقب أن تكون هناك، اليوم الاثنين، خلال اجتماع في مجلس الأمن، كلمة لوزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعام 2022. قصف لفيف بالموازاة، ذكرت تقارير أنّ مدينة لفيف التي تقع غربي أوكرانيا، وتبعد 70 كيلومترا من الحدود البولندية، تعرّضت لقصف صاروخي أمس الأحد. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إنّ مدرّبين عسكريين أجانب يعملون في منشأة يافوريف العسكرية قرب الحدود البولونية التي تعرضت لضربة جوية روسية، أمس، لكن لم يتضح ما إذا كان أي منهم هناك في ذلك الوقت. وقال ممثل عن الوزارة إن هذه الأخيرة ما زالت تحاول التأكد من وجود أي من المدربين في المركز وقت وقوع الهجوم. وكتب ريزنيكوف في منشور على الإنترنت: «روسيا هاجمت المركز الدولي لحفظ السلام والأمن بالقرب من لفيف. يعمل هناك مدربون أجانب، يتم استجلاء المعلومات المتعلقة بسقوط قتلى أو جرحى». وقال الحاكم المحلي مكسيم كوزيتسكاي إن طائرات روسية أطلقت 30 صاروخا على المنشأة، وأضاف أن بعضها تم اعتراضه قبل الوصول لهدفه. إشارات إيجابية في المفاوضات من جهة أخرى، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ روسيا، تبنّت مؤخرا «نهجًا مختلفًا بشكل جوهري» عن توجّهاتها السابقة خلال المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب. وقال زيلينسكي للصحفيين إنّ هذا النهج يتناقض مع محادثات سابقة عندما كانت تكتفي موسكو ب «إصدار إنذارات»، وأكّد أنّه «سعيد بتلقي إشارة من روسيا» بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يرى «بعض التحولات الإيجابية» في المفاوضات. كما أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريسوك، إجلاء قرابة 13 ألف أوكراني إلى مناطق آمنة، عبر الممرات الإنسانية التي فتحت في المدن التي تتواصل فيها الحرب مع الجيش الروسي. تقدّم للقوّات الرّوسية من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، إخراج 3687 منشأة عسكرية أوكرانية عن الخدمة، وتدمير نحو 100 طائرة و128 مسيرة منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فيفري. وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية أنّ الأهداف المدمرة تشمل 99 طائرة، و128 طائرة مسيرة، و1194 دبابة وعربة قتال مصفحة أخرى، و121 راجمة صواريخ، و443 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و991 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة. وتقدّمت وحدات من القوات المسلحة الروسية لمسافة تصل إلى 14 كيلومترا في يوم واحد، وسيطرت جراء العمليات الهجومية على المناطق الجنوبية من بلدات بلاغوداتويه وفلاديميروفكا وبافلوفكا ونيكولسكويه في دونباس. وأشارت الدفاع الروسية إلى أنّ وحدات من قوات لوغانسك واصلت عملياتها الهجومية، وحاصرت بلدة بوروفسكي بشكل كامل وتحصنت في الضواحي الشمالية لبلدة بوباسنايا، كما أغلقت مداخل مدينة سيفيرودونيتسك من الشرق والجنوب. وبالموازاة مع ذلك، أكّد وزير الخارجية الفنزويلي فيليكس بلاسينسيا أنّ بلاده حليف حقيقي لروسيا، وأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «رئيس مسؤول يحظى بالاحترام». الوضع الإنساني كارثي أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ الوضع الإنساني يتدهور في أوكرانيا، مضيفة أنه «كارثي» في بعض المدن. ونقلت مصادر إعلامية روسية عن الجنرال ميخائيل ميزينتسيف، قوله إنّ «الوضع في أوكرانيا ويا للأسف يستمر في التدهور بسرعة، وقد اتخذ في بعض المدن أبعادًا كارثية». وفي سياق آخر، أعلن رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي العقيد ميخائيل ميزينتسيف، أن عدد الأشخاص الذين طلبوا من روسيا إجلاءهم عن أوكرانيا إلى أراضيها بلغ أكثر من 2.6 مليون شخص.