قال، أمس، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان عبد المجيد زعلاني، إنّ الثورة الجزائرية لم تندلع فقط من أجل استرجاع حقوق الإنسان في الجزائر، وتحقيق الاستقلال، فقط، بل طالبت من خلال بيان أول نوفمبر الخالد، بتقرير مصير الشعوب، ونادت بتحريرها كلها من قيود الاستعمار والعبودية، حيث أكدت على الاستقلال التام لكل البلدان التي كانت ترزح تحت ظلام الاستعمار، لهذا فهي القوة الضاربة في التاريخ، حيث شدّد الجزائريون على الاستقلال التام بدل الذهاب لوسائل أخرى مُتاحة. وصف، عبد المجيد زعلاني، في تدخل له خلال ندوة حول الاحتفال بذكرى عيد النصر، نظمت بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالعاصمة، الثورة الجزائرية من خلال بيان أول نوفمبر ب «الأمر الخارق»، بما أنها طالبت بتحرير شعوب العالم وليس بتحرير الشعب الجزائري فقط، معرجا في سياق حديثه، عن ثقلها على المستوى الإفريقي، وحتى العالمي، حيث كان لها دورا بارزا خلال فترة توهّجها، موازاة مع فرضها لإعلان حق الشعوب في تقرير مصيرها بنسبة 50 بالمائة في هيئة الأممالمتحدة، نظرا للصدى الدولي الكبير لهذا الإعلان المرتبط بالثورة الجزائرية. وعاد الحقوقي، للحديث عن مساهمة الثورة الجزائرية وتحركها على المستوى الإفريقي، حيث أكد أنّها ساهمت في تقرير مصير شعوبها، والولوج لهيئة الأممالمتحدة، من خلال تمثيل بدأ ب 15 دولة إفريقية، صوّتت لصالح تقرير مصير الجزائر في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف «لقد تقوى صف المنادين بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأعلن عن قرار الأممالمتحدة رقم 14 15 سنة 1960، المتعلق بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، قرار ساهمت فيه الجزائر، بدماء شهدائها وبصداها المحلي والوطني والجهوي والإقليمي والعالمي، من خلال مختلف المؤتمرات»، مشدّدا على أنّ «الثورة عملت دبلوماسيا، وعسكريا، حيث اجتمع هذان العنصران وتحقق النصر عبر اتفاقيات ايفيان سنة 1962، وأُعلن توقيف القتال. لذلك يقول زعلاني وبعد استفتاء حق الشعوب في تقرير مصيرها، تكون الجزائر قد ساهمت في صنع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر بيان أول نوفمبر، الذي خيّر باريس بين الحل السلمي من خلال المفاوضات، أو العمل العسكري من أجل تحرير وتقرير مصير شعوب العالم، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وهو ما تحقق حيث استقلت دول افريقية، قبلنا نتيجة الكفاح المرير للشعب الجزائري». الجزائر رمز لتحرير الشعوب من جهته، أكد الخبير الدولي في الأممالمتحدة، أمير نور الدين، أنّ الجزائر كانت دولة بأتم معنى الكلمة، حتى لما كانت مستعمرة من قبل الاحتلال الفرنسي، ومنذ كانت جبهة التحرير الوطني تخوض معاركها السياسية، حيث كان لها صدى كبيرا على المستوى الدولي. وأبرز المتحدث، أنّ الجزائر كانت قوة دبلوماسية لا يستهان بها، حيث كان لها الفضل في تحرير شعوب العالم والشعوب الأفريقية خاصة، مشدّدا على أنّ الجزائر ستبقى رمزا خالدا وهي تسجل بأحرف من ذهب ما قامت به في سبيل جهودها الدبلوماسية، بالرغم من أنّ فرنسا الاستعمارية كانت تصف مناضلين الأفالان في تلك الحقبة «بالإرهابيين»، أمر تدحضه العلاقات الدبلوماسية لجبهة التحرير مع دول العالم، لأنّ القضية الجزائرية كانت قضية عالمية. وشدّد الخبير، على أنّ الجزائر تعتبر رمزا لتحرير الشعوب، وهي بمثابة «العملاق النائم»، الذي استيقظ، وهي اليوم حاضرة اليوم في إطار التحولات الحاصلة في العالم. وفي نفس الإتجاه، قال أستاذ منتدب مكلف بتدريس التاريخ العسكري والإستراتيجية العسكرية بالمدرسة العليا للإعلام والاتصال للناحية العسكرية الأولى سعيدي مزيان في مداخلته، إنّ النشاط الدبلوماسي أثناء الثورة التحريرية، لم ينطلق بعد تأسيس الحكومة المؤقتة، وإنّما نصّ عليه بيان أول نوفمبر، من خلال بسط مشروع سلمي، إن أرادت فرنسا التفاوض قبل إطلاق الرصاصة الأولى، وأعطى للثورة الجزائرية طابعا دبلوماسيا.