أكد وزير الداخلية الأسبق دحو ولد قابلية إلى أن كتابه المعنون «بوصوف والمالغ: الوجه الخفي للثورة» والصادر عن دار النشر «القصبة» عبارة عن شهادات وليس مذكرات عن الثورة التحريرية من 1954 إلى 1962، وقال دحو ولد قابلية إنه تعرض في القسم الأول من كتابه إلى نشأة جهاز المخابرات الجزائرية في سنة 1956، والذي كان يعرف باسم المالغ على يد الكولونيل عبد الحفيظ بوصوف قائد الولاية الخامسة. أشار دحو ولد قابلية إلى تناوله «تطور أجهزة الاستعلام والربط «وعن دور هذا الجهاز في ربط الاتصال بين الداخل والخارج، مضيفا أنه تطر ق أيضا إلى بعض المحاكمات العسكرية لبعض قيادات الثورة، حيث أكد في هذا السياق أن كل الثورات في العالم لها جانب عنيف، كمحاكمة العموري، وعباس لغرور وشيهاني بشير، و»النهاية المأساوية لعبان رمضان»، وقال دحو ولد قابلية إنه تعرض أيضا في كتابه إلى بعض القضايا الحساسة في تاريخ الثورة الجزائرية، على غرار «عملية الطائر الأزرق» وقضية «ملوزة»، بالإضافة لتناوله لمعركة سوق أهراس، وأشاد دحو ولد قابلية بالدور الكبير لجهاز المخابرات أثناء الثورة، حيث قام بتحضير ملفات هامة ساهمت في إنجاح المفاوضات الجزائرية الفرنسية، خلال اتفاقيات إيفيان، على غرار ملف الصحراء والبترول. كما ذكر وزير الداخلية الأسبق بالدور الذي قام به الشهيد صالح بوعكوير في هذا المجال، بإعداده لملف كبير حول نوايا فرنسا في سياسة البترول بالجزائر، وتحدث دحو ولد قابلية عن رجل الأعمال الإيطالي أنريكو ماتي الذي ساند الثورة الجزائرية، وأشار إلى انه التقى مع يوسف بن خدة وسعد دحلب بعد عودتهما من بكين، حيث التقوا بموسكو وتناقشوا هناك، وأصبح ماتي فيما بعد صديقا لسعد دحلب، وكشف دحو ولد قابلية عن تسهيل عبد الحفيظ بوصوف لأنريكو ماتي صاحب شركة «إيني الإيطالية» لربط علاقات مع مسؤولين في ليبيا، فقد كان محاصرا من طرف الأخوات السبع أي الشركات البترولية، قائلا: «إن الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط لها علاقات تاريخية متميزة مع إيطاليا». من جهتها، تحدثت برونا بانياتو أستاذة في تاريخ العلاقات الدولية بجامعة فلورنس عن مساندة ماتي للقضية الجزائرية، وعن تعاطفه مع جبهة التحرير الوطني، وشعوره بضرورة وقوفه إلى جانب الشعب الجزائري، وذكرت المحاضرة أن ماتي لم يكن يخفي توجهاته فقد عبر عن موقفه لصالح حل أزمة تقوم على مبدأ الاعتراف بحق الجزائريين في الاستقلال الوطني في جريدة «إلجيورنو «التي أسسها في 21 أفريل 1956، والتي أصبحت تعد من بين أكبر الجرائد الإيطالية التي التزمت بإظهار موقف الرأي العام الوطني الإيطالي المؤيد للثورة الجزائرية، وأكثر انتقادا للسياسة الفرنسية، وأكدت برونا بانياتو على وجود وثائق تبين حقيقة المساعدة التي قدمها ماتي لجبهة التحرير الوطني، فمصالح شركة «إيني» التي ساعدت الوفد الجزائري أثناء مفاوضات «إيفيان» على إعداد مشروع اتفاق مع فرنسا حول استغلال ثروات الصحراء الجزائرية.. كما تناول ماسيمليانو تارا، رئيس جمعية فنفاني دور هذا الأخير، ومساندته للقضية الجزائرية وتنديده للحرب التي تشنها فرنسا على الجزائريين.