انطلقت، أمس، على المستوى الوطني، عملية صبّ منحة البطالة لفائدة أزيد من 580 ألف طالب عمل لأول مرة، وسط شعور عام بالارتياح لدى الشباب المستفيدين الذين عبروا عن امتنانهم وشكرهم لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إثر قراره التاريخي باستحداث هذه المنحة. على مستوى مختلف مراكز البريد المتواجدة عبر التراب الوطني، توافد المعنيون بصبّ المنحة المقدرة ب13 ألف دينار، والتي من شأنها أن «تصون كرامة الشباب الجزائري البطال وتمكنه من تسيير أموره اليومية وتسهل عليه مساعيه في البحث عن منصب عمل»، حسبما صرحت به، على مستوى أحد مراكز البريد بالعاصمة، الآنسة «لطيفة ل.» وهي متخرجة حديثا من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا. وأضافت أنّ «القرار التاريخي» الذي اتخذه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، باستحداث منحة للبطالة لأول مرة في تاريخ الجزائر، يعد «دعما معنويا ودفعا قويا» من شأنه الانعكاس إيجابا على الشاب الجزائري الذي كان في السابق يشكو من «الحقرة والتهميش والظروف المعيشية الصعبة». وأجمع عدد من المستفيدين على التنويه ب»شجاعة» المبادرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية العام الماضي ودخلت حيّز التنفيذ في آجالها المحدّدة بعد إدراجها في قانون المالية لسنة 2022، حيث أنّ السياق الذي استحدثت فيه منحة البطالة اتسم بصعوبة الظرف الاقتصادي المترتب عن الأزمة الصحية (كوفيد-19) وتزامنه مع تحمل الخزينة العمومية لأعباء أخرى تمثلت في المنح الخاصة بالأسرة الطبية التي جابهت وباء كورونا وكذا الإجراءات الاستثنائية التي تم بموجبها التخفيف من آثار هذه الأزمة على المواطنين وعلى قدرتهم الشرائية، حسبما صرح به عدد من الشباب المتخرجين حديثا من معاهد التكوين المهني، معبرين عن ارتياحهم التام لصبّ هذه المنحة أياما قبل شهر رمضان الفضيل، على اعتبار أنّ هذا الدخل الشهري سيرفع عنهم «الحرج» ويمكنهم من مساعدة أسرهم في المصاريف الأساسية للبيت. للإشارة، فإنّ أزيد من 580 ألف طالب عمل لأول مرة يستفيدون من منحة البطالة على المستوى الوطني، من بينهم 44 بالمائة بدون تأهيل، 36 بالمائة حاملي شهادات جامعية و20 بالمائة متحصلين على شهادات التكوين المهني، مثلما كشف عنه، أمس الأحد، لوأج المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، عبد القادر جابر، مشيرا إلى أنّ غير المؤهلين من طالبي الشغل، سيستفيدون من برامج تكوين قصيرة الأمد لتمكينهم من اكتساب مهارات في تخصّصات تتماشى مع عروض العمل المتوفرة. يذكر أنّه تم فتح منصّة رقمية بداية من 25 فيفري الماضي لفائدة البطالين المسجلين على مستوى مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل، وقد قام 1.180.000 شخص بالتسجيل الأولي عبر هذه المنصة من بينهم 92 بالمائة تحصلوا على مواعيد للتوجه إلى المرافق المحلية للتشغيل، فيما تم رفض نسبة 9 بالمائة من طالبي الاستفادة من منحة البطالة لعدم توفرهم على بعض الشروط. وقد حدّد المرسوم التنفيذي رقم 22-70 الذي صدر في الجريدة الرسمية منتصف الشهر الماضي شروط وكيفيات ومبلغ منحة البطالة وكذا التزامات المستفيدين منها، حيث يشترط على البطال طالب الشغل لأول مرة، أن يكون من جنسية جزائرية ومقيما بالجزائر وأن يبلغ سنه ما بين 19 و40 سنة ومسجلا كبطال طالب شغل لأول مرة لدى مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل منذ ما لا يقل عن ستة (6) أشهر وألا يتوفر على دخل أيا تكن طبيعته. كما يشترط على البطال أن يبرر وضعيته تجاه الخدمة الوطنية، ألا يكون مسجلا في مؤسسة للتعليم العالي أو للتكوين المهني، ألا يكون قد استفاد من الأجهزة العمومية لدعم إحداث وتوسيع النشاطات والمساعدة على الإدماج المهني والمساعدة الاجتماعية وألا يتوفر الزوج على أيّ دخل أيّا تكن طبيعته. ويستفيد كذلك من هذه المنحة المحبوسون الذين استوفوا مدة عقوبتهم ولا يتوفرون على دخل ضمن الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم.