انطلقت أمس، على المستوى الوطني، عملية صب منحة البطالة لفائدة أزيد من 580 ألف طالب عمل لأول مرة، وسط شعور عام بالارتياح لدى الشباب المستفيدين الذين عبروا عن امتنانهم وشكرهم لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إثر قراره التاريخي باستحداث هذه المنحة. فعلى مستوى مختلف مراكز البريد المتواجدة عبر التراب الوطني، توافد المعنيون بصب المنحة المقدرة ب13 ألف دينار والتي من شأنها أن "تصون كرامة الشباب الجزائري البطال وتمكنه من تسيير أموره اليومية وتسهل عليه مساعيه في البحث عن منصب عمل"، حسب ما صرحت به على مستوى أحد مراكز البريد بالعاصمة، الآنسة "لطيفة ل«، وهي متخرجة حديثا من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا. وأضافت المتحدثة، أن "القرار التاريخي" الذي اتخذه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، باستحداث منحة للبطالة لأول مرة في تاريخ الجزائر، يعد "دعما معنويا ودفعا قويا" من شأنه الانعكاس إيجابا على الشاب الجزائري الذي كان في السابق يشكو من "الحقرة والتهميش والظروف المعيشية الصعبة". وأجمع عدد من المستفيدين على التنويه ب«شجاعة" المبادرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، العام الماضي، ودخلت حيز التنفيذ في آجالها المحددة بعد إدراجها في قانون المالية لسنة 2022، لا سيما وأن السياق الذي استحدثت فيه منحة البطالة اتسم بصعوبة الظرف الاقتصادي المترتب عن الأزمة الصحية (كوفيد-19)، وتزامنه مع تحمّل الخزينة العمومية لأعباء أخرى تمثلت في المنح الخاصة بالأسرة الطبية التي جابهت وباء كورونا وكذا الإجراءات الاستثنائية التي تم بموجبها التخفيف من آثار هذه الأزمة على المواطنين وعلى قدرتهم الشرائية، حسب ما صرح به عدد من الشباب المتخرجين حديثا من معاهد التكوين المهني، معبّرين عن ارتياحهم التام لصب هذه المنحة أياما قبل شهر رمضان الفضيل، على اعتبار أن هذا الدخل الشهري يرفع عنهم "الحرج" ويمكنهم من مساعدة أسرهم في المصاريف الأساسية. وحدد المرسوم التنفيذي رقم 22-70 الذي صدر في الجريدة الرسمية منتصف الشهر الماضي، شروط وكيفيات ومبلغ منحة البطالة وكذا التزامات المستفيدين منها، حيث يشترط على البطال طالب الشغل لأول مرة، أن يكون من جنسية جزائرية ومقيما بالجزائر وأن يبلغ سنّه ما بين 19 و40 سنة، ومسجلا كبطّال طالب شغل لأول مرة لدى مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل، منذ ما لا يقل عن ستة (6) أشهر وألا يتوفر على دخل أيا تكن طبيعته، كما يشترط على البطال أن يبرر وضعيته تجاه الخدمة الوطنية، ألا يكون مسجلا في مؤسسة للتعليم العالي أو للتكوين المهني، ألا يكون قد استفاد من الأجهزة العمومية لدعم إحداث وتوسيع النشاطات والمساعدة على الإدماج المهني والمساعدة الاجتماعية وألا يتوفر الزوج على أي دخل أيا تكن طبيعته. ويستفيد كذلك من هذه المنحة المحبوسون الذين استوفوا مدة عقوبتهم ولا يتوفرون على دخل ضمن الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم. ولتسهيل عملية صب المنحة تم التوقيع مؤخرا، على اتفاقية بين الوكالة الوطنية للتشغيل ومؤسسة بريد الجزائر، سمحت بفتح أزيد من 170 ألف حساب بريدي لفائدة طالبي العمل المسجلين على مستوى الوكالة الوطنية للتشغيل والذين ليس لديهم حساب بريدي جاري. وكان الرئيس تبون، في لقائه الدوري الأخير مع ممثلي الصحافة الوطنية، قد أكد أن الجزائر هي "أول دولة خارج أوروبا تقر منحة للبطالة كشبه مرتب من أجل صون كرامة الشباب"، مضيفا أن هذه المنحة ستترافق مع "تغطية صحية لفائدة الشباب المستفيدين منها".