تسجّل الجزائر معدّلات قياسية في حوادث السير خلال شهر رمضان، وتخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة بسبب قلة تركيز معظم السائقين والقيادة تحت تأثير الإرهاق وقلة النوم، بالإضافة إلى عدم احترام قانون المرور والإفراط في السرعة، وتكثر الحوادث في الفترة التي تسبق آذان المغرب وفي الصباح الباكر قبل موعد السحور. سجّلت الكثير من ولايات الوطن في الأسبوع الأول من شهر رمضان حوادث سير خطيرة، حسب الحصيلة التي أعلنت عنها المديرية العامة للحماية المدنية، مسجلة 18 حالة وفاة و597 جريح في مجازر مرورية وقعت منذ بداية شهر الصيام في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة خلال الفترة الممتدة بين منتصف النهار والرابعة زوالا عند محاولة الصائمين الوصول وقت الإفطار إلى مقر إقامتهم بأي طريقة كانت، ضاربين عرض الحائط ما قد ينجر عن هذا السلوك. في هذا الإطار، أكّد المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، النقيب بن أمزال زهير، في تصريح ل «الشعب «، أنّ وحدات الحماية المدنية قامت في نفس الفترة ب 505 عملية تدخل سريعة، تم خلالها إسعاف وإجلاء ضحايا حوادث المرور، وتحويلهم على جناح السرعة الى المستشفيات، كاشفا أن حوادث السير التي وقعت في الأيام الأولى من شهر رمضان أودت بحياة 18 شخصا، واصابة العديد من الأشخاص بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة. وأفاد بأنّ الولايات الأكثر تسجيلا لحوادث مرور مميتة هذا الأسبوع تخص كل من البويرة وتبسة وتمنراست وقالمة والأغواط وباتنة واليزي ومعسكر وميلة والشلف وكذا تيزي وزو وخنشلة، مبرزا بأنّ الحماية المدنية رفعت درجة التأهب وجنّدت جميع مصالحها عبر الوطن بشكل مضاعف خلال الشهر الفضيل استعدادا للتدخل في حالات حوادث المرور التي تعرف ارتفاعا أكبر في شهر رمضان. وأشار المكلف بالاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، إلى الأسباب الرئيسية لتزايد عدد حوادث المرور في شهر رمضان، قائلا إنّها تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري نتيجة السياقة تحت تأثير عامل التعب والنعاس بسبب قلة النوم، وعدم التركيز عند السياقة والإفراط في السرعة وفقدان السيطرة، بالإضافة إلى التجاوزات الخطيرة وعدم التقيد، واحترام قانون المرور والسلامة المرورية. ودعا مستعملي الطريق إلى توخي الحيطة والحذر أثناء السياقة، وأخذ قسط كاف من الراحة عند الإحساس بالإرهاق أو النعاس، وعدم المجازفة بحياتهم وتعريض حياة الآخرين إلى الخطر من خلال الابتعاد عن أساليب القيادة المتهورة خصوصا خلال الفترة التي تسبق موعد الإفطار والسحور، باعتبار أن أغلب المجازر المرورية التي تحدث في شهر رمضان ناتجة عن الإفراط في السرعة ومواصلة السياقة بالرغم من التعب وقلة التركيز والنوم. إلغاء سحب رخصة السياقة لن يزيد من الحوادث من جانبه، أكّد الملازم الأول المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر العاصمة، أنّ اعتماد نظام القيادة بالتنقيط بعد إلغاء سحب رخصة السياقة لن يكون سببا في ارتفاع وزيادة حوادث مرور في الجزائر، موضحا أن القانون الجديد يسمح بردع السائقين المتهورين والتقليل من حوادث السير. وقال الملازم الأول إنّ تأثر سلوك السّائقين بفترات الصوم والنرفزة والقلق تعد من بين العوامل التي تقود إلى السياقة الخطيرة والتهور في الطريق، ما يؤدي إلى وقوع مجازر مرورية تحصد العديد من الأرواح على مختلف الطرقات خاصة لحظات قبيل الإفطار، محذّرا من السرعة المفرطة وعدم القدرة على التحكم في المركبة والسياقة مع قلة النوم والتركيز. أوضح الملازم الأول خالد بن خلف الله، أنّ معظم حوادث المرور المسجلة في الأسبوع الأول من رمضان وقعت قبل الإفطار وفي الصباح الباكر، بالإضافة الى وقت السحور، مؤكدا أن عملا ميدانيا مكثفا يقوم به أعوان الحماية المدنية بالعاصمة في شهر رمضان لتقديم العون، ولإنقاذ وإسعاف ونقل ضحايا حوادث المرور، مشيرا إلى أن جل الحوادث التي تقع مرجعها العامل البشري، وعدم تطبيق قانون المرور. وكشف أنّ مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر العاصمة، سطّرت برنامجا تحسيسيا مكثّفا طيلة أيام شهر رمضان الكريم لتوعية مستعملي الطريق بضرورة الحذر أثناء السياقة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يقطعون مسافات طويلة، لافتا الى أنّ مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع أعوان الأمن والدرك، وكذا بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للوقاية والأمن عبر الطرق، ستعمل على إطلاق حملة واسعة للتوعية والتحسيس بالسياقة الآمنة من خلال المساهمة في توجيه نصائح لمستعملي الطريق من أجل خفض السرعة، وتجنب السياقة تحت تأثير عاملي التعب والنعاس، وعدم تعريض حياتهم للخطر.