متمسّكا بخيار الحرب، يواصل الجيش الصحراوي قتاله ببسالة ضد قوات الإحتلال، مسجّلا العديد من الضربات الموجعة في صفوف العدو، الذي يصرّ على حجب هزائمه والتستّر على الخسائر الجسيمة التي يتكبّدها سواء على الصعيد البشري أو المادي. نفّذت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي هجمات مركزة استهدفت مواقع قوات الاحتلال المغربي بمنطقة اودي الظمران ولعكد بقطاع المحبس. وتتوالى الهجمات الصّحراوية مستهدفة معاقل قوات الاحتلال المغربي، التي تكبّدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات على طول جدار الذل والعار. موقف مضر حتى بإسبانيا
سياسيا، تتواصل الإدانات داخل إسبانيا وخارجها لقرار سانشيز الشاذ، كما يتكشّف مع الأيام أنّ موقفه هذا الذي يعتبر انقلابا على سياسة الحياد التي ظلت مدريد تتبعها بخصوص القضية الصحراوية منذ 47 عاما ، يضرّ في المقام الأول إسبانيا، حيث أكدت صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، أنّ مواقف رئيس الحكومة الاسبانية «بيذرو سانشيز» من قضية الصحراء الغربية ستكون لها عواقب سلبية على الطموحات الاستراتيجية لإسبانيا في ظل التحولات التي يشهدها العالم. وقالت الصحيفة الأمريكية في مقال تحليلي، إنه في أعقاب اندلاع حرب أوكرانيا، تسعى إسبانيا لتصبح مركزًا لنقل الغاز الطبيعي إلى بقية أوروبا انطلاقا من امتلاكها لستة محطات لإعادة تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز مسال، ولكن يبدو أنّ موقف رئيس الحكومة الاسبانية الداعم للمقترح المغربي الإستعماري، سيجعل طموحات إسبانيا في مجال الطاقة حلم بعيد المنال. سانشيز يلعب بالنّار أضافت الصحيفة الأمريكية، أن قرار إسبانيا الأخير حول الصحراء الغربية لا علاقة له بالسياسة الخارجية، ويمكن أن يضع تأثيرًا آخر في خطط مدريد لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي. وأبرزت الصحيفة أنّ إسبانيا كانت تعوّل على قربها من الجزائر، الدولة التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، والتي حافظت لسنوات طويلة على إمدادات مضمونة لمدريد. واوضحت الصحيفة أنّ الجزائر يمكن أن تحوّل بسهولة حلم إسبانيا في أن تصبح مركزًا للغاز الطبيعي الى سراب، من خلال زيادة ضخ كميات كبيرة من الغاز الى ايطاليا عبر الانبوب الرابط بين البلدين، والذي تزيد طاقته الإجمالية عن 31 مليار متر مكعب. ولفتت الصحيفة الامريكية الانتباه إلى أنّه خلافا لإسبانيا، فإن الحكومة الايطالية ما فتئت تتمسّك بالشرعية الدولية في الصحراء الغربية، ومن المنطقي أن تعطي الجزائر الآن الأولوية لعلاقتها مع إيطاليا على علاقتها مع إسبانيا. سياسة دولة لا يقرّرها فرد واحد في السياق، واصلت الأحزاب السياسية الإسبانية سواء اليمينية منها أو اليسارية هجومها على رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الذي قام بزيارة رسمية للمغرب نهاية الأسبوع الماضي، جدّد خلالها التأكيد عن تأييده للمقترح الإستعماري المغربي في الصحراء الغربية المحتلة. وقال زعيم الحزب الشعبي الإسباني المعارض (يمين) ألبرتو نونييز فييخو عق، «ما قامت به الحكومة غير مقبول سواء من حيث الشكل أو المضمون»، معتبرا أن الأخيرة «كسرت 40 عاما من التوافق». وأضاف في معرض لقائه مع الصحافة، «لا يمكن تغيير السياسة التاريخية لإسبانيا من جانب واحد». وكان البرلمان الإسباني قد وضع رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز في عزلة تامة بمصادقته على قرار يدين موقفه المعلن من قضية الصحراء الغربية، ذلك القرار الذي وصف بالتاريخي كونه حظي بإجماع كافة التشكيلات الحزبية الممثلة في البرلمان باستثناء حزب العمال.