حملة الرئاسيات الأمريكية هذه المرة بدأت مبكرا، و»المعركة« الانتخابية كانت حامية الوطيس، أشهر فيها المرشحان الرئيسيان »أوباما وماكين« كل ما لديهما من أسلحة، كل يحاول إصابة الآخر وإسقاطه بالضربة القاضيبة حتى تخلو له طريق البيت الأبيض. لقد شهدنا نبشا في خصوصيات هذا الطرف وذاك، ووقفنا على تحديات واتهامات متبادلة ننقل بعضها في هذه الوقفة. وبما أن والده كان مسلما، فقد عرف الجمهوريون من أين يبدأوا إجهازهم على »أوباما«، إذ اتهموه بأنه ملتزم سرا بالإسلام وبأنه لا يكنّ الولاء لاسرائيل، لكن المرشح الديمقراطي دافع عن نفسه من هذه التهمة الخطيرة أي »الاسلام«، وقال بأنه يؤمن بأن إسرائيل دولة يهودية وبأنه سيضمن سلامتها في حال فوزه، وذهب أبعد من ذلك حيث أكد بأن »القدس« ستبقى عاصمة لإسرائيل ولن تقسم بين الاسرائيليين والفلسطينيين. كما سعى منظموا حملة »أوباما« إلى إبعاده عن كل ما يمكن أن يورطه ويظهره متعاطفا مع المسلمين، حيث منعوا فتاتين مسلمتين محجبتين من الجلوس وراء المنصة التي كان يلقي من عليها إحدى كلماته لكي لا تظهرا في لقطات تلفزيونية وتسيئا »لأوباما«. واستغل الجمهوريون هذه الواقعة ليصبوا الزيت على النار حتى اضطر »أوباما« بصدق أو بغيره للاعتذار قائلا: »سأناضل ضد التمييز بين الناس عرقيا ودينيا...«. وواصل الجمهوريون يسنّون سكاكينهم للاجهاز على »أوباما«، حيث اتهمه »ماكين« بأنه اشتراكي يسعى إلى إعادة توزيع الثروة وفرض ضرائب ومعاقبة الأغنياء على غناهم... ولعلّ أكبر تهمة وُجّهت لمرشح الديمقراطيين وأثارت أعصابه، هو اتهامه بوجود علاقة بينه وبين »بيل أيرز«، وللعلم فإن هذا الأخير هو شخصية سياسية مثيرة للجدل، وكان عضوا في جماعة متطرفة شنت حملة ترويج في الستينات والسبعينات عن طريق العنف من أجل وقف حرب الفيتنام. ولقد دافع »أوباما« عن نفسه بشدة من تهمة مصادقة والتحالف مع الارهابيين (في إشارة إلى »بيل آيرز«). وقال: »أن هذا الأخير لا يعمل في حملته، وبأنه عندما كان يقود تلك الجماعة المتطرفة التي روّعت الناس قبل أربعة عقود كان هو طفلا صغيرا... وفي الجهة المقابلة، لم يسلم الجمهوريون أيضا من »طعنات« الديمقراطيين وإن كانت مست أساسا،. »سارة بالين« المرشحة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري،. إذ أصبحت حاكمة ولاية »ألاسكا« تشكل عبئا ثقيلا على »ماكين« بالنظر إلى كثرة التهم والانتقادات الموجهة إليها. حيث خلص تحقيق أجرته اللجنة القضائية في المجلس التشريعي في »ألاسكا« إلى أن »بالين« أساءت استخدام سلطتها من أجل خدمة مصالحها الخاصة. فهي متهمة بطرد مسؤول في الأمن لأنه رفض الرضوخ لأمرها بفصل عنصر شرطة كان يخوض قضية طلاق مع شقيقتها. كما كشف المتربصون بها سرّ حمل ابنتها البالغة من العمر 17 عاما من صديقها دون زواج. ولم تسلم حتى ملابسها من الانتقاد، ووجهت للحزب الجمهوري 150 ألف دولار لملابسها، وقد اضطرت المرشحة لمنصب نائب الرئيس عن الجمهوريين لرد المال، معلقة بأن ملابسها تكفيها وتزيد ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث صور بعض الذين يصطادون في المياه العكرة شريطا يحوي فيلما إباحيا بطلته التي كانت تضع النظارات مثلها تشبه سارة بالين تماما. كما واجه الجمهوريون سهاما حادة من الديمقراطيين تحمل رؤوسها مآخذهم على ما فعله »بوش« بأمريكا وبالعالم. ------------------------------------------------------------------------