بدأت الانتخابات الامريكية تتضح معالمها تدريجيا لتحديد المتنافسين الاثنين لخوض السباق النهائي الى البيت الأبيض في الرابع من شهر نوفمبر القادم· وحسمت الانتخابات الابتدائية في ولاية أوهايو الأمر بالنسبة للحزب الجمهوري الذي وقع اختيار منخرطيه على المرشح المخضرم وأحد قدماء حرب فيتنام ماك كين، بينما مازال الترقب طاغيا على منتسبي الحزب الديمقراطي بسبب حدة المنافسة بين باراك أوباما أصغر الداخلين الى حلبة التنافس الرئاسي الامريكية وسيدة أمريكا الأولى السابقة هيلاري كلينتون· وتمكن ماك كين رغم تجاوزه العقد السابع من العمر من دحر منافسيه الآخرين الذين انسحبوا تباعا بعد أن تأكدوا من تأييد الناخبين الصغار والكبار لكين وكان آخرهم المرشح مايك هوكابي الذي انسحب هو الآخر مرغما عندما اقتنع باكتساح ماك كين لكل عمليات التصويت وتأكد من ذلك في عمليات التصويت في ولايات تكساس وأوهايو وفيرمونت ورودإيلاند·وقد أعلن الرئيس الأمريكي الحالي مبايعته لمرشح حزبه كما تقتضيه الأعراف وتقاليد الحزب الجمهوري· وتمكن مرشح حزب "الفيل" التسمية الشعبية للحزب الجمهوري من حسم مسألة الترشح لمقعد الرئاسة في البيت الأبيض دون انتظار اجتماع الناخبين الكبار والصغار في مؤتمر الحزب شهر سبتمبر القادم والذي عادة ما يتم خلاله حسم من يترشح عن هذا الحزب أو ذاك بعد سباق ماراطوني عبر الولايات الخمسين زائد ألاسكا· واستطاع خليفة الرئيس بوش على أن الحزب الجمهوري والطامح لخلافته في المكتب البيضاوي بواشنطن الحصول على أصوات 1191 مندوبا من الناخبين وفق النظام لانتخابي الأمريكي وهو رقم تجاوز النصاب القانوني وأهله لأن يكون مرشح حزبه دون منازع· وإذا كانت الأمور حسمت بالنسبة للحزب الجمهوري، إلا أن تنافس هيلاري كلينتون وباراك أوباما مازال يلقي بظلاله على الأجواء الانتخابية الأمريكية بسبب عدم تمكن أيا منهما من ترجيح كفة المتعاطفين من الناخبين العاديين والكبار الى صفه· وزاد فوز هيلاري كلينتون في انتخابات ولايتي أوهايو ورود إيلاند من درجة "السيسبانس" داخل الحزب الديمقراطي بل وأعاد لها الأمل لأن تحقق حلمها وتكون أول رئيسة لأكبر قوة في العالم· وتنفست كلينتون الصعداء أول أمس واستعادت هامش المناورة بعد هذا الفوز الذي جاء بعد أحد عشر إنهزاما متتاليا أمام منافسها أوباما الذي يحلم هو الآخر لأن يكون أول رئيس أسود يقود أمريكا· ولكن حظوظ كلينتون التي تمكنت خلال عهدة زوجها بيل كلينتون نهاية القرن الماضي من المحافظة على رباط جأشها عندما تورط في فضيحة مونيكا لوينسكي التي كادت تعصف بانسجام عائلتها مازال الطريق أمامها طويلا قبل الوصول الى عتبة البيت الأبيض وخاصة وأن منافسها مازال يحافظ على كل أوراقه التي تؤهله لتحقيق حلمه وحلم كل الملونين الأمريكيين الذين يريدون لأول مرة كسر هيمنة نظرائهم البيض وتجسيد ثمرة نضال رمزهم المغتال القس مارثن لوثر كينغ· وإذ كان مرشح حزب "الفيل" ماك كين سيخلد الى الراحة وأخذ كامل وقته لتحضير موعد الحسم النهائي، فإن المواجهة بين مرشحي حزب "الحمار" ستتواصل لأشهر أخرى قبل أن يحسم الأمر لأحدهما· ويتعين على أوباما وكلينتون كسب تصويت 2025 مندوبا من اجمالي 4049 مندوبا الكفيلة بتأهيلهما لخوض مواجهة المنعرج الأخير مع المنافس الجمهوري ماك كين· والمؤكد أن الحظ سيكون مع من سيكون له النفس الأطول ولكن أيضا الأموال الطائلة لاستمالة المصوتين وتلك هي اشكالية المرشحين للرئاسيات الامريكية فمع من مالت كفة ميزان أموال الدعم والاشهار مالت كفة الفوز بكرسي البيت الأبيض·