تحل اليوم الذكرى 19 لزلزال 21 ماي 2003 المدمر الذي هزّ الأرض تحت أقدام سكان ولاية بومرداس، والذي نجمت عنه كارثة عمرانية دفعت اضطراريا إلى الاستعانة بالسكنات الجاهزة (الشاليهات) بغرض إيواء العدد الهائل من العائلات التي فقدت سكناتها، هذه السكنات هي اليوم آيلة الى الزوال. بمرور 19 سنة على زلزال 6.8 درجة على سلم ريشتر، الذي امتد أثره إلى الولايات المجاورة، استطاعت السلطات ببرامج العمران والبناء أن تتجاوز هذا الجانب، في حين بقيت المخلفات النفسية حية في أذهان بعض من عايشوا الواقعة الذين أكدوا لوكالة الأنباء الجزائرية، أنّ «محو الآثار النفسية السلبية التي خلفها الزلزال أمر صعب رغم مرور قرابة عقدين من الزمن». ويلاحظ المتجوّل عبر المناطق المنكوبة سابقا، زوال شبه كلي لكل شواهد دمار الزلزال، ما عدا بعض البنايات القديمة المتضررة، التي تعطل هدمها بسبب خلافات بين المالكين، إضافة إلى عدد محدود من الشاليهات التي لازالت مزروعة هنا وهناك بشكل عشوائي. للتذكير، تسبب الزلزال في ارتفاع القشرة الأرضية على طول سواحل الولاية عن سطح البحر ب 40 سنتمتر فيما لم تعرف مياهه تراجعا نحو الداخل، حسبما أكده خبراء من المركز الوطني للبحوث التطبيقية وهندسة مقاومة الزلازل خلال الأيام الدراسية والتقنية التي نظمت سابقا بالولاية. بعد مرور قرابة عقدين، أزاحت مصالح الولاية المعنية زهاء 12300 سكن جاهز (شالي)، إلى حد اليوم، من أصل أزيد من 14900 شالي نصب عبر الولاية غداة الزلزال، وبذلك تكون نسبة القضاء على هذه الشاليهات المنصبة عبر 94 موقعا ب 28 بلدية متضررة 82 بالمائة حاليا. زلزال عنيف بحصيلة ثقيلة وكانت حصيلة هذا الزلزال العنيف وتبعاته ثقيلة، حيث تسبب في هلاك 1391 شخص وإصابة 3444 آخرين بجروح وألحق خسائر مادية في البنايات والعمران تجاوزت 3 مليارات دولار. كما شلّ هذا الزلزال، الذي حدّد مركزه بمنطقة زموري البحري، الحياة بأكملها حيث ألحق أضرارا بزهاء 100 ألف مسكن منهم أكثر من 10.000 مسكن هدمت بالكامل إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمختلف المرافق العمومية الحيوية.