يتوجّه الفرنسيون مجددا، غدا الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم، بعد شهر ونصف شهر على إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون، والذي وحسب استطلاعات الرأي سيحظى بغالبية برلمانية، لكن الاقتراع من دورتين مهدد بالمقاطعة واليسار الموحد بالمرصاد. يعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آمالا في فوز حزبه بالأغلبية المطلقة خلال الانتخابات التشريعية التي تجري دورتها الأولى غدا الأحد، ليتمكن من تنفيذ برنامجه وإنجاز الإصلاحات التي وعد بها الناخبين خلال الرئاسيات الأخيرة خصوصا ما يتعلق بالقدرة الشرائية وأنظمة التقاعد. من جانبه، يأمل زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون بتحقيق الأغلبية البرلمانية لفرض مبدأ التعايش على الرئيس. ويأمل الرئيس ماكرون في تجديد غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية المقبلة، والتي من شأنها أن تترك له مطلق الحرية لبدء سلسلة إصلاحات خلال ولايته الثانية من خمس سنوات خصوصا بشأن رواتب التقاعد. يذكر أنه خلال ولايته الأولى التي تخللتها أزمات من تحرك «السترات الصفر» إلى جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، كان لماكرون جمعية وطنية مؤيدة لقضيته، لكن على خلفية ارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي، تبلورت الحملة حول صدام بين معسكر ماكرون وحلفائه الوسطيين وتحالف غير مسبوق بين الأحزاب اليسارية حول شخص جان لوك ميلنشون. ميلونشون يأمل في تحقيق المفاجأة يأمل زعيم اليسار الراديكالي بالفوز في الانتخابات التشريعية وفرض تعايش على الرئيس. وسخر ميلنشون من «الهلع السائد» في معسكر ماكرون قائلا «عليكم أن تخافوا، ميلنشون عدواني سيلتهم أطفالكم». وأمام استطلاعات الرأي غير المشجعة، كثف إيمانويل ماكرون المداخلات والزيارات وتوجه نهاية الأسبوع إلى جنوب غرب البلاد، مركزا هجماته على جان لوك ميلنشون. وخلال هذه الانتخابات سيكون على الفرنسيين تجديد جميع مقاعد الجمعية الوطنية، أي 577 نائبا في هذه الانتخابات التي تتم على دورتين، في 12 و19 جوان. وتمنح طريقة التصويت الأفضلية للأحزاب الكبرى المتجذرة محليا والأفضل توزيعا على الأراضي الفرنسية وتعاقب الأحزاب الصغيرة.