تشهد فعاليات الأيام الوطنية الأولى لمسرح الشارع بوهران تزامنا مع ألعاب البحر الأبيض المتوسط تقديم عدة عروض تصنع الفرجة بساحة «أول نوفمبر 1954» بحضور جمهور غفير تفاعل مع أعمال فنية مستوحاة من التراث الشعبي. فقد أعادت فرقة «الحلقة» لمدينة سيدي بلعباس من خلال عرض يحمل عنوان «آخر حلقة» ذكريات القوال والمداح والبراح، الذين كانوا يصولون ويجولون بين أرجاء الأسواق الشعبية ويحطون بالساحات منها «الطحطاحة»، حيث يصنعون أجواء مميزة من خلال حكايات وقصص مستمدة من التراث الشعبي. واستطاع هذا العرض من تصميم المسرحي عباس لاكارن جلب جمهور من كل حدب وصوب، استمتع بكوكتيل من الأغاني الشعبية القديمة، منها «يا ديوان الصالحين» وباقة من الأمثال الشعبية والقصائد لفحول الشعر الشعبي الجزائري، منهم مصطفى بن براهيم ومحمد بن حراث. ونجحت الفرقة المتشكلة من 13 عضوا أغلبهم هواة، يرتدون أزياء تقليدية وتتراوح أعمارهم ما بين 30 و75 سنة في تقديم عرض ممتع من خلال توظيف بعض الآلات الموسيقية المعروفة في التراث الموسيقي الجزائري، على غرار الغايطة والطبل والقصبة والقلال.. وبفضاء بالحي الشعبي «الدرب»، قدّم الحكواتي أمين ميسوم عرضا مسرحيا يحمل عنوان «الأسد والجمل» مستمد من القصة المشهورة «كليلة ودمنة» للكاتب ابن المقفع التي لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الأطفال. وأما الموهوب ماسي فقد قدّم بمقهى بشارع «الصومام» بوسط مدينة وهران عرضا من مسرح الدمى المعروف عالميا باسم «فن التكلم بالبطن»، مع استعمال الدمى وتلاعب بمخارج الحروف، والتي جذبت اهتمام المترددين على هذا المقهى، الذين اكتشفوا لأول مرة هذا النوع من الفنون. وفي إطار تظاهرة الأيام الوطنية الأولى لمسرح الشارع التي تتواصل إلى 28 جوان، تمّ برمجة 30 عرضا فنيا على مستوى مقاهي وحدائق وساحات عمومية من تنشيط كوكبة من المسرحيين، منها عروض على متن القطار في رحلتي وهران والعاصمة ووهران سيدي بلعباس، من تنشيط كل من الحكواتي أمين ميسوم وصديق ماحي، حسبما ذكره مدير المسرح الجهوي «عبد القادر علولة» مراد سنوسي. يشرف على تنظيم الأيام الوطنية لمسرح الشارع المرافقة للألعاب المتوسطية لجنة تنظيم حفلي افتتاح واختتام الطبعة ال 19 لهذا الحدث الرياضي ووزارة الثقافة، فيما تقوم المؤسسة المسرحية المذكورة بتنفيذ البرنامج.