يحتفل الجزائريون بالذكرى السنوية الستون لاستقلال الجزائر بعد تحررها من الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من «132» سنةً بمشاعر ملؤها الامتنان والتقدير لثورتهم التحررية من الاستعمار في الخامس من تموز، جويلية من العام 1962، ويُعد الاستقلال الجزائري محطة هامة في تاريخ تأسيس دولة الجزائر. ويحتفل الجزائريون بذكرى الاستقلال، وهم يستذكرون بمشاعر الفخر لقادة بلادهم التي أوصلتهم إلى التحرير من الاستعمار وأوصلت الجزائر نحو بناء دولة حديثة حيث واصلت مسيرة بنائها نحو نهضة مستدامة حتى يومنا الحالي. ويحتفل الجزائريون بذكرى الاستقلال الستون في ظل ظروف استثنائية أمام الواقع الدولي والاقليمي الذي بات يؤرق المستويات المحلية في الجزائر، ويُشكل مرور ستون عاماً على الاستقلال فرصة للجزائريين ليتأملوا مسيرة الاستقلال ويستلهموا منها الدروس والعبر حول القدرة الجزائرية على مواجهة الاستعمار والتحديات وقوة الإرادة والصمود والعزيمة من أجل تحقيق الحرية والانتصار، الأمر الذي يعينهم على المُضي قُدماً نحو المستقبل بمزيد من العمل والإنجاز. وبتحقيق الاستقلال، أخذت الجزائر دوراً مُتقدماً وبارزاً وهاماً عربياً وإفريقياً ودولياً لتتبوأ مكانة متقدمة موظفة استقلالها في الدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، وبالتحديد القضية الفلسطينية التي وقفت طيلة السنوات الماضية إلى جانب الشعب الفلسطيني وما زالت حتى اليوم تُقدم الدعم المعنوي والمادي للقضية الفلسطينية مؤمنة بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووصوله إلى الإستقلال والإستقرار والإنتصار على الاستعمار الصهيوني الجاثم حتى اليوم على الأرض الفلسطينية. وجسد الإستقلال الجزائري آفاق التطور السياسي المُرتكز على مشاركة الشعب في صنع القرار من خلال العملية الديمقراطية المتواصلة، وهو ما يجسد حالة من الاستقرار في تداول السلطة واستقرار مؤسسات الدولة حيث وصلت إلى أعلى مستويات النهوض المدنية والسياسية، وأن البناء في الجزائر ضمن سياق العدالة والوسطية وتحقيق أفضل نوعية لحياة الشعب الجزائري من حيث التطور في مستوى الخدمات والتعليم والصحة والاتصالات والصناعة، وعلى مدار ستين عاماً شهدت الجزائر تقدُماً ملموساً في جميع المجالات خاصة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ضمن خطط وطنية مستدامة. وكرست الجزائر جهودها المستمرة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وترسيخ حق الشعب الفلسطيني، حيث تحرص الجزائر على التنسيق والتشاور الدؤوب مع أشقائها العرب لتعزيز العمل العربي المشترك نحو تفعيل القضايا العادلة. إن الاحتفال بذكرى الاستقلال يأخذ طابعاً خاصاً لاسترجاع السيادة الوطنية على حدود الجزائر من الاستعمار حيث يكتسي يوم الاستقلال أهمية بالغة في عقول الجزائريين تتعلق بصون ذاكرة الأمة الجزائرية والحفاظ على أمانة الشهداء، وتعزيز روح الانتماء الوطني لجيل الشباب، وبأن أسلافهم الذين ضحوا من أجل الوطن تركوا أمانة عليهم صونها لاستكمال بناء الوطن والتقدم في التطور. حيث سعت الجزائر منذ الاستقلال الى التركيز على واقع التنمية ضمن منهجية علمية والانتقال من حالة الركود إلى السير بقوة في طريق النمو والارتقاء الى ما هو أفضل وسد وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، من خلال مجموعة العمليات التي يمكن من خلالها تظافر الجهود المحلية والحكومية لتحسين نوعية الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية للمجتمعات وإدماجها في منظومة التنمية القومية بأكملها لكي تشارك بفعالية في التقدم على أكثر من مستوى. وفي هذا اليوم التاريخي لاستقلال الجزائر يستذكر الجزائريون والفلسطينيون الكفاح المشرق والانجاز الذي قدمه الجزائريون لحرية الجزائر، وتحتفل الجزائر، منذ تاريخ الخامس من تموز جويلية 1962 بإنجازات الاستقلال حيث تسعى بكل طاقاتها وامكانياتها لتعزيز البناء الداخلي وابقاء الاستقلال مصاناً ومهاباً يحمل الصورة الأبهى والأجمل لمعاني الحرية والكرامة والنصر والانعتاق من الاستعمار ورفض الخنوع والظلم. إن الإنسان الجزائري الذي يشكل كنزاً مجتمعياً لوطنه، وهو الأغلى فيه الذي صنع الاستقلال من قبل ويصنع الإنجاز في شتى المجالات، وهو يرسم صورة الجزائر الحضارية ومحط الاهتمام من قادة الجزائر في سبيل أمن الوطن واستقراره والحفاظ على كرامة الشهداء التي زينت بأرواحهم أرض الجزائر عبر التاريخ الحافل بالمجد والكرامة، وهذا ما يسعى إليه المواطن الفلسطيني والانعتاق من استعمار بات يؤرق الأمة العربية والاسلامية. حيث تقف الجزائر في مواجهة آلة التمييز العنصري ورفض سياسات الاضطهاد للشعب الفلسطيني وتسعى إلى دعمه للتخفيف من وطأة الاستعمار والاستمرار دوماً في تحريك ملف المصالحة وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني للتصدي لآلة الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني. هنيئاً للجزائر بذكرى استقلالها وهنيئاً للشعب الجزائري وقيادته ومزيداً من التقدم والبناء في مسيرة العطاء المستمرة في بناء الجزائر ونهضته.