تحدث المحافظ السابق للبنك المركزي الجزائري الدكتور إلمان محمد شريف عن الأزمة المالية العالمية، واصفا إيّاها بالفرقعة. وفي هذا الصدد، طرح جملة من الأسئلة التي لا تزال تأتي على ألسنة الكثير من الجزائريين، ألا وهي إنعكاسات الأزمة على الإقتصاد الجزائري. فقد أكد أنه ليس من السهل إيجاد جواب مقنع ولكل طريقته وما يقصده، فهناك من يقول بأن الأزمة لا تمس الجزائر بحكم أن القروض سددت والبنوك محلية وميزان رؤوس الأموال مغلق والبورصة ضعيفة وغيرها. وحسب المتحدث وجب التساؤل عن كيفية تسير احتياطات الصرف، وقال أنه خلال2007 لم تخسر الإحتياطات شيئا، واحتفظت بقيمتها. وأشار إلى أنه في هذا الحال كلّما قمنا بتحويل الدولار إلى الأورو فقدنا 10 ٪، ولكن حدث في هذا الشأن أن أسعار البترول ارتفعت وهذا ما كان في صالح الجزائر، أما في سنة 2008 ومن شهر جويلية إلى يومنا، فقد طرأت أمورا سلبية لمواردنا كتراجع سعر البترول وانخفاضه إلى حوالي 60 ٪ ، واستمرار التضخم واستمرار انخفاض معدلات الفائدة، ولكن في هذه الحالة ارتفع سعر الدولار بحوالي 22 ٪ وهو ما يؤدي إلى تساؤل آخر يتمثل في الوضع، وهل سيحتاج إلى سيولة وهل سيبيع السيولة برأسمالها؟ وعليه أكد المحاضر أنه يستبعد الأمر على المدى القصير بحكم مبدأ توازن المنافع والمصالح، أما عن حديثه عن الأزمة المالية العالمية فقد وصفها بالفرقعة التي انفجرت في 2004 بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن الإنفجار تجاوز حدود الدولة الواحدة، وتعود حسبه شرارة الإنفجار الأول إلى القروض التي كانت تمنح للمستهلك الأمريكي والإسباني والإنجليزي. كما أوضح في هذا المجال السياسة الأمريكية التي تعتمد على اقتصاد إستهلاكي مغلق، وعندما حدثت الأزمة سنة 2001 حاول الرئيس ''بوش'' تحريك الإستهلاك الداخلي. وفي سنة ,2004 تم تسجيل التضخم والنمو وحاول المعنيون هنا معالجة المشكلة برفع معدلات الفوائد على القروض الرهنية، ثم أخذت بعد ذلك نسبة التسديد ترتفع مما ولد حسبه خسائر للبنوك لتظهرأولى آثار المشكلة في بداية سنة ,2007 مما دفع بعد ذلك بعض البنوك في الولاياتالمتحدةالأمريكية وانجلترا إلى غلق باب الإقراض. وفي جوان 2007 بدأت الأزمة تتسع أكثر، لأن المؤسسات المختصة في تصنيف القروض شرعت في تخفيض التصنيف، فيما وجدت بعض البنوك مشاكل في تقويم الأوراق المالية. وحسب ذات المتحدث، فإن مفسرات الأزمة ترتكز على الوضع المالي الإقتصادي العالمي الغير متين. يذكر، أن الدكتور إلمان محمد الشريف قد ألقى محاضرة أمام أساتذة وطلبة الإقتصاد بجامعة فرحات عباس بسطيف. ------------------------------------------------------------------------