افتتح، نهاية الأسبوع المنصرم بتمنغست، الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار، تهيئة موقع «تاقمارت تان أفلا»، الواقع على بعد 30 كلم شمال غرب عاصمة الأهقار، في خطوة من قطاع الثقافة والفنون الرامية لتثمين المقومات التراثية الثقافية التي تزخر بها الحظائر الثقافية، وتجسيدا لمخرجات استراتيجية السياحة البيئية الثقافية بحظيرتي الأهقار والتاسيلي ناجر. عملية التهيئة جاءت في إطار مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية بالجزائر، أين عمل ديوان الحظيرة بالتعاون مع مديرية مشروع الحظائر الثقافية على تهيئة جديدة للموقع المندمج ضمن الدورة السياحية مسار الأتاكور. في هذا الصدد، أكّد مدير ديوان الحظيرة الثقافية للأهقار، محمود أمرزاغ، على هامش افتتاح الموقع، أن هذه الخطوة تأتي في حدود المهام المخولة للديوان والمتمثلة في حفظ وحماية وتثمين التراث، وسعيه الدائم في تدعيم الاستغلال السياحي للمواقع التراثية، ومنه تقديم محتوى نوعي لمختلف الزائرين لاكتشاف الكنوز الطبيعية والشواهد الأثرية للحظيرة الثقافية للأهقار. وفي نفس السياق، أضاف صالح أمقران مدير مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية، أن هذه التهيئة النموذجية لموقع «تاقمارت تان أفلا»، الذي يعد أحد أبرز نتائج العمل المشترك بين الديوان ومشروع الحظائر الثقافية، كنموذج تقتدي به الدواوين الوطنية للحظائر الثقافية في تهيئة المواقع الطبيعية والثقافية التي تزخر بها بما يتماشى والمعايير الدولية، وإدماجها ضمن الدورات السياحية الموضاعاتية التي من دون شك ستساهم في التعريف بالتراث الوطني ذي القيم العالمية والترويج للثقافة الجزائرية، مؤكدا في نفس الشأن على ضرورة تخصيص دعم مالي من السلطات المحلية، من أجل تعميم العملية على مختلف المواقع البيئية والثقافية المتواجدة في المنطقة. وتتمثل هذه التهيئة في إعداد مسلك للزيارة، واستحداث فضاء للتعريف وتفسير التراث الأثري، لتكون بذلك «تاقمارت تان أفلا» نموذجا لتهيئة المواقع البيئية الثقافية بالحظائر الثقافية بالوطن، وتدعيم استغلالها سياحيا عبر اكتشاف ما تزخر به هذه المحطة من مقومات أثرية عبر تنوع الفن الصخري المنقوش، الذي يعود إلى أكثر من 4 ألاف سنة قبل الميلاد.