تقام الطبعة الخامسة من المهرجان الثقافي الوطني التي التقليدي من 30 جويلية الجاري إلى غاية 02 أوت القادم بالجزائر العاصمة بهدف تسليط الضوء على اللباس التقليدي الجزائري الذي بقي صامدا ضد كل محاولات فرنسا الاستعمارية لطمس الهوية الوطنية، حسب ما صرحت، أمس، محافظة المهرجان فايزة رياش، مشيرة أنّ «الطبعة التي تحمل شعار «أزياء صامدة لأجيال خالدة» سنة في اهتمام خاص ب» لباس الفارس خلال المقاومات الشعبية، البرنوس والقشابية خلال الثورة التحريرية، إضافة إلى الحايك والملاية والملحفة الذين لعبوا دورا كبيرا في التخفي من جنود الاحتلال الفرنسي». كشفت فايزة رياش محافظة المهرجان الثقافي الوطني للزيّ التقليدي، أمس، أنّ « الأرصدة الخاصة بالإبداعات البشرية عبر مختلف مراحل التاريخ تُشكل فاصل الهوية المحوري الذي يقوم عليه الكيان الوجودي للأمم وفي الممارسات التراثية» وانطلاقا من هذا المنطق تقول « فإنّ تثمين الموروثات الخاصة بنا من عادات وتقاليد وجميع أشكال التراث اللامادي أمر يضعنا في المسار الصحيح في سياق المحافظة على الذات الوطنية، والتعامل مع المكونات والتنوعات التي نتمتع بها وفق منطق وحدوي، يوثق واقع الانسجام والتكامل والتشارك الذي يعتبر حقيقةً لا لَبس فيها». وأشارات رياش خلال الندوة الصحفية التي نظمتها، أمس بمركز فنون وثقافة، أنّ « الزيّ التقليدي لغة إبداعية أصيلة، توثق لعراقة الكيان الوطني وتكرس مضامين الوحدة الثقافية وتروي فصولا عن المقاومة الخالدة في الحفاظ عليها.. حفاظٌ على الهوية الوطنية». وأضافت رياش أنّ المهرجان الثقافي الوطني للزيّ التقليدي هو من بين الوسائط الهامة التي يسعى من خلالها للتعريف وتثمين «هذا الموروث الثقافي الوطني، والحفاظ عليه من كل محاولة السطو والسرقة التي تقوم بها بعض الدول المجاورة.» ولهذا تقول «خصّصت الطبعة الخامسة لهذا العام والتي تأتي تحت الرعاية السامية وإشراف وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي « لموضوع الزي التقليدي الجزائري والمقاومة تحت شعار «أزياء خالدة لأجيال صامدة «. وفي هذا السياق، أكدت فايزة رياش أنّ «هذه الطبعة الخامسة من المهرجان الوطني التي التقليدي تقام في ظروف استثنائية تحمل الكثير من الدلالات والرمزيات التاريخية والوطنية، كونها تتزامن والجزائر تحيي بستينية استرجاع السيادة الوطنية التي تعزّز في أبناء الشعب الجزائري الانتماء لهذا الوطن». كما كشفت محافظة المهرجان أنّ «فعاليات هذا الأخير ستقام بكل من مركز فنون وثقافة في قصر رياس البحر، وقصر الثقافة مفدي زكريا، في الفترة الممتدة من 30 جويلية إلى 02 أوت 2022، بمشاركة 100عارض وحرفي يمثلون كل ولايات الوطن، فيما اختيرت منطقة أولاد نايل ضيف شرف الطبعة، حيث سيسلط الضوء على عادات وتقاليد المنطقة. تقام احتفالية الافتتاح، يوم السبت 30 جويلية الجاري، بقصر رؤساء البحروتتضمن افتتاح المعارض الخاصة بالحدث من قبل وزيرة الثقافة والفنون وهي الجناح الأكاديمي «أزياء صامدة لأجيال خالدة» بقبو القصر 18 وجناح العارضين» على خطى الأجداد» بقصر 18 والقصر23 إضافة إلى فضاء للفنانين التشكيليين اللباس في عيون فلان» (القصر 17) وخيمة أولاد نايل» ضيف الشرف الساحة الخارجية، وورشة النسيج « الرقام» وفضاء الطفل يبيت الصيادين قصررقم 05، إلى جانب قضاء للمطالعة «عرض للكتب الخاصة باللباس التقليدي.» يخصّص اليوم الثاني من المهرجان إلى مائدة مستديرة حول تراث اولاد نايل بحضور أكاديميين وباحثين في مجال تراث أولاد نايل لإبراز اللباس التقليدي للمنطقة والبيزرة. ويشهد اليوم الثالث من المهرجان ملتقى وطني بعنوان « اللباس التقليدي الجزائري أشكال المقاومة بين الذاكرة والحاضر « من تنشيط باحثون وأكاديميون ودكاترة من المركز الوطني للبحوث في الانتروبولوجية وعلم الاجتماع ومعهد الآثار بجامعة بوزريعة. المعهد الوطني للبحوث في علوم ما قبل التاريخ ومركز الفنون والثقافة، يقام الملتقى بقصر الثقافة مفيد زكريا، أين سيتم استعراض الجانب الأكاديمي للزيّ التقليدي على ضوء الأبحاث والدراسات، بالإضافة إلى رمزيته التاريخية والثورية كونه موروثا شعبيا يكرس الهوية الخاصة بالأفراد والجماعات. وفي سياق آخر، ودائما بقصر مفيد زكريا، سيتم عرض فيلم: الشيخ بوعمامة في محطة سينيمائية من أجل تثمين الموروث الخاص بالزي التقليدي، انطلاقا من قدسية المقاومة بمنظار سينمائي يتبعها نقاش حول دور السينما في الترويج لأزيائنا التقليدية من طرف نقاد ومختصين في مجال السينما. وسيعرف اليوم الأخير من عمر المهرجان مائدة مستديرة حول التراث الملبسي الجزائري بقصر رؤساء البحر، ليكون الختام عبارة عن حفل فني ساهر بقصر الثقافة مفيد زكريا يضم عرض أزياء للباس التقليدي الجزائري ومراسيم تكريم ضيف الشرف، فنانين ووجوه إعلامية ساهمت في الترويج للتراث الجزائري.