اعتبر رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية أكرم زيدي، مؤشرات ترقية المقاولاتية الإبتكارية خطوة جادة تخوضها السلطات العمومية ضمن مسعى الإنعاش الاقتصادي، ومقاربة بنّاءة متغلبة على المقاربة الاجتماعية التي لم تُؤتِ ثمارها عبر السياسات القديمة المتعثرة. قال أكرم زيدي في تصريح ل «الشعب»، إن الجزائر باتت تُولي أهمية بالغة لمجال المقاولاتية وقطاع المؤسسات المصغرة والناشئة، ترجمته واقعا الاتفاقيات الأخيرة المبرمة خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي بمناسبة انعقاد القمة الرابعة ما بين الحكومتين الجزائرية والإيطالية، ما من شأنه التأسيس لشراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. وأضاف زيدي، إن خمس عشرة اتفاقية تم التوقيع عليها في عديد المجالات الإستراتيجية ذات الأولوية، لاسيما في مجال تطوير الاستثمار بالتزامن مع المصادقة على مشروع قانونه الجديد، الذي يعد بدوره خطوة مهمة نحو تحقيق شراكة وتعاون ثنائي بين البلدين. وبما أن إيطاليا دولة متقدمة في مجالات اقتصادية كثيرة، فالجزائر بحاجة إلى احتكاك ونقل التجارب والخبرات لتطوير مختلف القطاعات الوطنية. وأردف، «هناك اهتمام ومساعٍ حثيثة لترقية الاستثمار وتنويع الاقتصاد الوطني من طرف رئيس الجمهورية، برزت بتكليف وسيط الجمهورية بهذا الملف وتأكيده ضرورة رفع التجميد عن المشاريع الجاهزة المعطلة لأسباب بيروقراطية، إذ تجلى كل ذلك مباشرة بعد عقد الندوة الوطنية للإنعاش الاقتصادي في 04 ديسمبر 2021». بخصوص استحداث المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية، يقول زيدي إنه جاء كتنظيم تبعا للقانون 06/12 بعد مشاورات واسعة مع الطبقة الاقتصادية من خبراء ومستثمرين ومتعاملين وإعلاميين، فضلا عن فعاليات ومنظمات أرباب العمل، واقتضت الضرورة إنشاءه في الظرف الراهن لمواكبة التحولات الاقتصادية على الصعيديْن الوطني والدولي. من هذا المنظور، أُرِيدَ لهذا المركز أن يكون فضاءً للتفكير العلمي والحوار والتشاور بين مختلف مكونات الساحة الاقتصادية لوضع دراسات استباقية تسهم في إنجاح مخططات التنمية والنمو الاقتصاديين، تعزيز المرونة الوطنية فيما يتعلق بالأمن الاقتصادي واتباع أنموذج جديد بعيد عن التبعية للسياسات الريعية، وكذا التعاون مع السلطات العمومية لانتهاج تنمية اقتصادية قوية وشاملة وتضامنية. الجزائر أصبحت في هذه المرحلة، تؤدي دورا رياديا دبلوماسيا واقتصاديا، وقبلة لكبار مسؤولي الدول المتقدمة، نظير استراتيجيتها الجديدة البناءة في معالجة الملفات الوطنية وكبوابة للسوق الإفريقية، يضيف رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية أكرم زيدي.