تشكّل السّباحة في الشّواطئ الصّخرية خطرا على حياة المصطافين، وتقوم المصالح المعنية بوضع لوحات إشهارية بمدخل هذه الشواطئ تنبّه المواطنين على أنّها مواقع غير مسموحة للسّباحة، وبهذا لا تضع مصالح الحماية المدنية مواقع للحراسة، وتمنع السّباحة بهذه الأخيرة من خلال خطورتها بالنسبة للمصطافين، وذلك إمّا أنّها لا تتوفر على مسالك، وبذلك يصعب وضع مراكز للحراسة والتدخل، أو لكون هذه الشّواطئ تشكّل خطرا على سلامة روّادها، كونها تتوفّر على الصّخور في مداخلها وحتى بداخلها. بالرغم من الخطورة التي تشكّلها هذه الشواطئ على روّادها، إلا أنها تعرف إقبالا كبيرا من طرف المصطافين خاصة فئة الشباب، الذين تستهويهم عروض القفز من الصخور وسط الأمواج، إلى جانب زرقة مياه البحر النظيفة على عكس الشواطئ المسموحة التي تشهد إقبالا كبيرا، وتقل بها النظافة، وتتلوّث مياهها، ولهذا فالكثير من الشباب يفضّلون الشواطئ الصخرية الممنوعة على الشواطئ الرملية المسموحة. وتشهد العديد من شواطئ سكيكدة الممنوعة للسّباحة، إقبالا كبيرا من قبل المتوافدين عليها من مختلف الأعمار، بما في ذلك العائلات، وهذا رغم الخطر الكبير المتربّص بهؤلاء، والذي قد يصل إلى حد الغرق بسبب عدم توفرها على شروط الاستغلال، وافتقارها لأبسط وسائل الإنقاذ والنجدة، بسبب تواجدها في منطقة صخرية أو لصعوبة المسالك المؤدية إليها أو لكون مياهها ملوثة. ومن هذه الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا من المصطافين، بشرق وغرب مدينة سكيكدة، شاطئ بومروان الصخري، شاطئ واد ريغة الصخري ببلدية فلفلة، إضافة إلى شاطئ واد الصابون بذات البلدية، والشاطئ المعروف ب «صوفيا» نسبة إلى السفينة الجانحة، والتي عرف العديد من حالات الغرق، الأمر الذي دفع بوالي سكيكدة، حورية مداحي، إلى غلق هذا الشاطئ غير المحروس وصعب الولوج إليه. وحسب أحد المصطافين الذين اعتادوا الاستمتاع بمياه شاطئ واد طنجي بعين الزويت غير المحروس، والمهمل تماما من قبل البلدية، من حيث الطريق المهترئ، وتنظيف هذا الأخير، يقول «ل - فريد»، إنّ «جمال الشاطئ الذي لا مثيل له، من حيث المياه الصافية، والرمال الذهبية، والاخضرار الذي يحيط بالشاطئ، جعلني دائم التواجد في هذا الشاطئ، رغم أنه غير محروس، وتنعدم به المرافق والخدمات الضرورية، إلا أن الهدوء وجمال الطبيعة الأخاذ يجعلني أعود إليه كل موسم صيفي». وعبّر مصطاف آخر من ولاية قسنطينة، اعتاد على الاستمتاع برمال هذا الشاطئ، والذي كان رفقة مجموعة من شبان من نفس الولاية، عن إعجابه الكبير بالشاطئ واد طنجي، الذي يتردّد إليه منذ أكثر من 03 سنوات، أحيانا برفقة عائلته وأحيانا أخرى بمعية أصحابه، قائلاً في سياق متصل: «إنّه مكان هادئ، جميل ورائع لولا غياب مصالح الحماية المدنية والمصالح الأمنية، وانعدام الخدمات الضرورية، أما المرافق فلا وجود لها». سكيكدة: خالد العيفة