عاد، ظهر أمس، المنتخب الوطني للسباحة إلى أرض الوطن، بعد مشاركة إيجابية ضمن الطبعة 15 للبطولة الأفريقية التي احتضنتها تونس في الفترة الممتدة من 20 إلى 24 أوت 2022، حقق خلالها نتائج تاريخية غير مسبوقة كانت حصيلتها 26 ميدالية منها 10 ذهبيات 11 فضية و5 برونزيات مع تحطيم عديد الأرقام القياسية الأفريقية والوطنية، إضافة إلى تحقيق المركز الأول لدى الرجال ب 15 ميدالية ونيل جواد سيود لقب أفضل رياضي في الدورة. شاركت الجزائر بتعداد ضم 13 اسما فقط .. تألقوا وتمكنوا من اعتلاء منصات التتويج 26 مرة، ما جعلها أفضل مشاركة في تاريخ السباحة الجزائرية ضمن البطولة الأفريقية، لأن حصيلة المعدن النفيس تجاوزت الرقم الذي حقق خلال الطبعة الثامنة التي جرت بالعاصمة السنغالية دكار، سنة 2006 والتي حققت خلالها النخبة الوطنية 8 ذهبيات فقط، الأمر الذي يعتبر مؤشرا إيجابيا بالنسبة للجزائر، ويعكس العمل الذي قام به القائمون على السباحة من مكتب فيدرالي ومديرية فنية، وكذا الأندية التي تشرف على السباحين، لأنه ليس من السهل استعادة المستوى في ظرف قياسي بعد توقف طويل دام سنتين بسبب الجائحة الصحية التي عاشتها الجزائر والتي اضطرت الرياضيين للتوقف من أجل حماية أنفسهم. وبالتالي فإن الأمور عادت إلى مجراها الطبيعي، بعد تحدي وإرادة من الجميع، مسيرين ومدربين ورياضيين وحتى الأولياء الذين رافقوا أبنائهم في المرحلة الماضية لتجاوز مخلفات الأزمة الصحية، الانطلاقة كانت تدريجية لتظهر النتائج من موعد لآخر بعد تحقيق أرقام قياسية وطنية في البطولات المفتوحة من طرف العناصر الوطنية على بن بارة، خندريش، سيود، سحنون العائد بقوة، مجاهد، امال مليح، رانية نفسي، منصف بلمان، عبد الله عرجون، وبروز أسماء شابة في صورة زيتوني إيمان، سفيان ثالث عاشور، سمارة عبد اللاوي، جاء الدور على البطولة الوطنية التي جرت بمسبح 5 جويلية الأولمبي والذي كان فرصة من أجل التحضير للطبعة 19 للألعاب المتوسطية التي جرت فعالياتها من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022 حيث كانت الانطلاقة الحقيقية للسباحة الجزائرية، من خلال تألق العناصر الوطنية وتحقيق 4 ميداليات وتحطيم أرقام وطنية. موسم استثنائي تواصلت الأمور حيث جاء التأكيد على الأرقام التي حققت خلال الألعاب المتوسطية من خلال الطبعة الخامسة للبطولة العربية التي احتضنها المركب المائي الجديد، بوهران من 20 إلى 24 جويلية 2022، والذي كان شاهدا على إنجاز تاريخي على الصعيد العربي حيث حصدت النخبة الوطنية 47 ميدالية، منها ميداليتين برونزيتين في المياه المفتوحة و45 داخل الحوض، تفاصيله: 13 ميدالية في اليوم الأول، 11 في ثاني يوم، 10 في اليوم الثالث و11 في اليوم الرابع سمحت للجزائر بالتواجد في المركز الثاني خلف مصر ب 14 ذهبية 18 فضية و13 برونزية، لم تتوقف الإنجازات، بل استمرت خلال الطبعة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي التي احتضنتها مدينة قونية التركية من 9 إلى 18 أوت 2022، بتحقيق 3 ميداليات (ذهبيتان وفضية واحدة). اختتام الموسم بنتائج إيجابية أكثر مما توقعه كل المتتبعين قياسا إلى مشوار ماراطوني وتعب كبير كان من شأنه أن يؤثر سلبا على السباحين بدنيا جاء الرد إيجابي من طرف عناصرنا من خلال الحصيلة التي كانت 26 ميدالية، منها 7 ميداليات في اليوم الخامس والأخير جاءت على النحو التالي، ذهبيتين لكل من جواد سيود في سباق 200 متر أربعة أنواع وذهبية التتابع 100 متر أربعة أنواع والتي شارك فيها كل من (بلمان، سيود، عرجون وسحنون)، فضيتين لكل من سحنون في سباق 50 متر حرة ومنتخب السيدات المكون من (مروة مرنيز، رانيا نفسي، ايمان زيتوني، مجاهد نسرين)، و3 برونزيات تداول عليها منصف بلمان في سباق 200 متر أربعة أنواع، ايمان زيتوني في سباق 200 متر متنوع، ومجاهد نسرين في سباق 50 مترا حرة مع تحطيم رقم قياسي جديد للبطولة الإفريقية في منافسة 200 متر سباحة متنوعة رجال عن طريق جواد صيود بعدما سجَّل توقيتا قدره دقيقتين و 5 أجزاء من الثانية محطما الرقم السابق المسجل باسم السباح المصري محمد سامي، منذ 2018 (دقيقتين و 1 ثانية و21 جزء من الثانية). عرفت هذه النسخة بروز لافت للسباحين الجزائريين من خلال تحطيم الأرقام القياسية الأفريقية التي عمرت طويلا، يتقدمهم البطل جواد سيود الذي يواصل تألقه في مختلف المسابح، أينما حل وفي مختلف المواعيد، حيث تمكن لوحده من تحطيم أربعة أرقام قياسية في نسخة واحدة، البداية كانت مع رقم قياسي في 100 متر سباحة على الصدر (1 دقيقة و01 ثانية و18 جزء من الثانية)، ثم رقم قياسي في 200 متر سباحة على الصدر (دقيقتين و 13 ثانية و 37 جزء من الثانية)، ورقم قياسي في 200 متر فراشة (1 دقيقة و 58 ثانية و 98 جزء من الثانية) وأخيرا رقم قياسي في 200 متر سباحة متنوعة (دقيقتين و 5 أجزاء من الثانية)، أرقام سمحت لقرش الجزائر بأن يكون أكثر سباح جزائري تتويجا بالميداليات الذهبية في نسخة واحدة ضمن البطولة الإفريقية حيث حصد 6 ميداليات ذهبية وفضية في منافسات الفردي بتونس وميدالية ذهبية مع المنتخب الوطني في سباق التتابع 100 متر أربعة أنواع الأمر الذي جعله ينال جائزة أفضل رياضي خلال هذه الدورة بمجموع 11 ميدالية 7 ذهبيات و4 فضية ورابعة أرقام قياسية. الرواق الصحيح وبهذا يكون سيود قد تجاوز مواطنه نبيل كباب بعدما حطم الرقم القياسي الذي كان بحوزته، منذ سنة 2011 في سباق 50 متر سباحة على الصدر، كما تجاوزه من ناحية التتويج بعدد الميداليات الذهبية في نسخة واحدة، بعدما كان كباب الأكثر تتويجا لأنه حقق 3 ذهبيات في نسخة 2010، كما أنه أصبح يملك 8 ذهبيات وكباب 5 ذهبيات، إضافة إلى المركز الأول للمنتخب الوطني بمجموع 15 ميدالية، منها 10 ذهبيات، مع تحسن كبير في الأرقام لبقية العناصر المشاركة والتي كانت قريبة من التتويج بالميداليات ما يجعلها حصيلة إستثنائية في موسم هو الأفضل على الإطلاق للسباحة الجزائرية، وتعبر دافعا معنويا مهما قبل الدخول في جو التنافس لجمع النقاط من أجل التأهل للألعاب الأولمبية التي ستجري، بباريس 2024 حتى تكون الجزائر ممثلة بأكبر عدد من السباحين وهذا هو الهدف المباشر للاتحادية الجزائرية للسباحة،إضافة إلى العمل على التألق في بطولات العالم.