وجهت تونس استدعاء لسفيرها في الرباط للتشاور بشأن احتجاج المملكة على دعوة الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للمشاركة في قمة «تيكاد» المنظمة في تونس. وأعربت الخارجية التونسية - في بيان- عن استغرابها الشديد ممّا ورد في بيان المملكة المغربية من «مغالطات وتحامل غير مقبول على تونس». أوضحت وزارة الخارجية التونسية «أن تونس احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة وفقا للمرجعيات القانونية الإفريقية ذات الصلة بتنظيم القمم والمؤتمرات واجتماعات الشراكات»، مضيفة أنه لا مبرر إطلاقا للتصرف الذي قامت به المملكة احتجاجا على استدعاء الرئيس الصحراوي لحضور هذه القمة. وأضافت أنّ تونس «حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية التزاماً بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلمياً يرتضيه الجميع إلى جانب التزامها بقرارات الأممالمتحدة وقرارات الاتحاد الأفريقي». وأكدت تونس حرصها على المحافظة على علاقاتها الودية والأخوية والتاريخية العريقة التي تجمعها بالشعب المغربي، رافضة أي اتهامات باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب أو يضر بالمصالح المغربية. وأرجعت مشاركة الرئيس الصحراوي في قمة «تيكاد 8» إلى التزامها بقرار الاتحاد الافريقي «دعوة كافة أعضائه بما فيهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» بجانب «توجيه رئيس المفوضية الإفريقية لدعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور القمة». وذكرت الخارجية التونسية بمشاركة «الجمهورية الصحرواية» في قمتين سابقتين ل«تيكاد» في كينيا عام 2016 واليابان عام 2019، إضافة إلى القمة الإفريقية-الأوروبية في فيفري الماضي ببروكسل «بمشاركة المملكة المغربية في جميع هذه القمم». ووصل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي إلى تونس الجمعة للمشاركة في قمة تيكاد 8، وحظي باستقبال من الرئيس التونسي قيس سعيد. وردا على هذه الخطوة قامت المملكة المغربية باستدعاء سفيرها في تونس، وأعلنت عدم المشاركة في القمة، كما وصفت استقبال الرئيس التونسي لنظيره الصحراوي «بالموقف العدائي». وقالت الخارجية المغربية في بيان لها «إن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لغالي يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي». وأضافت أن موقفها هذا، لا يتعارض مع التزام المملكة المغربية بمصالحها الأفريقية وعملها داخل الاتحاد الأفريقي، ولا مع التزامها في إطار منتدى التعاون الياباني الأفريقي.