تجاوز الفريق الوطني لفئة أقل من 17 سنة عقبة المنتخب التونسي بنجاح في داربي مغاربي قوي، حين فاز عليه في الدور ربع النهائي لكأس العرب بضربات الترجيح بنتيجة (3 - 1)، عقب نهاية المباراة بنتيجة التعادل بهدف لمثله في اللقاء الذي عرف تألق الحارس حماش. تأهل المنتخب الوطني للناشئين بصعوبة كبيرة للمربع الذهبي من منافسة كأس العرب، التي تحتضنها الجزائر إلى غاية 08 سبتمبر الجاري، حين تفوق على منتخب تونسي عنيد. أشبال الناخب الوطني أرزقي رمان دخلوا المواجهة بقوة وكانوا يبحثون عن فرض منطقهم، وتطبيق النسوج الكروية الجميلة التي ظهروا بها خلال فعاليات الدور الأول من المنافسة العربية، لكن أرضية الميدان صعّبت مأمورية رفقاء صخرة الدفاع عبد الحق بن إيدير، وهو ما جعل صغار "الخضر" يلعبون كرات طويلة نحو الأمام. تمكن الفريق الوطني من افتتاح باب التهديف في (د 29) من الشوط الأول، بعدما حول لاعب نادي هيركل الإسباني محمد عبد المجيب، ركنية يونس بداني المنفذة بإحكام إلى هدف السبق، حرر به زملائه والأنصار الذين توافدوا بكثرة لملعب محمد بن سعيد لمساندة رفقاء فتحي كساسي في أول لقاء للعناصر الوطنية بمدينة مستغانم، هم الذين خاضوا الدور الأول بملعب سيق الجديد. مباشرة بعد هدف عبد المجيب أقدم الناخب التونسي كمال سعادة على القيام بأول تغيير في المواجهة حين استبدل الحارس حسام بوهني بزميله أنس خرداني. الهدف الذي سجله المنتخب الوطني حرك نسور قرطاج الذين سيطروا على الكرة في الدقائق الأخيرة، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تعديل النتيجة لولا تسرع المهاجم ريان رابية، الذي وضع الكرة خارج الخشبات الثلاثة بالرغم من أن المتألق أنس عمدوني منحه الكرة على طبق. المرحلة الثانية تأخرت انطلاقتها ب 13 دقيقة كاملة بسبب عدم تأخر عودة لاعبي المنتخب التونسي إلى أرضية الميدان، عكس لاعبي المنتخب الوطني الذين قبعوا طيلة المدة فوق أرضية الميدان ينتظرون عودة منافسهم. رفقاء القائد فايز عمّام واصلوا شن الهجمات عند بداية الشوط الثاني، أين ضيعوا فرصتين متتاليتين الأولى وضعها هداف المواجهة محمد عبد المجيب بجانب القائم الأيسر للحارس البديل خدراني في (د 48)، والثانية تفنن شفيع غرغور في وضعها خارج الإطار، لكن مع مرور الدقائق سيطر التونسيون على وسط الميدان وجلبوا الكثير من الأخطاء في محيط 18 مترا، مهددين الحارس حماش عن طريق الكرات الثابتة التي جاء منها الهدف، من مخالفة رابية التي ترجمها أكرم تبوبي إلى هدف تعديل النتيجة في (د 56)، وهو الهدف الوحيد الذي تلقاه أشبال أرزقي رمان منذ انطلاق الدورة. النصف ساعة الأخير من المواجهة قام فيها الناخب الوطني بعديد التغييرات في الخط الأمامي، لمحاولة تسجيل هدف الفوز وتفادي سلسلة ركلات التجريح، وهو ما كان مثمرا، حيث رمت العناصر الوطنية بكامل ثقلها وصنعت العديد من الفرص لكن الفعالية التي كانت حاضرة في المباريات الثلاثة الأولى من الدور الأول غابت، لتنتهي المواجهة بنتيجة التعادل بهدف لثمله، وقبل نهاية الوقت الرسمي أقدم المدرب التونسي من جديد على تغيير الحارس وأقحم طاها حسين عبدولي. سلسلة ركلات الترجيح ابتسمت للمنتخب الوطني، حيث عرفت تألق الحارس مستياس حماش، خريج فريق كرة القدم لمونتريال الكندية الفريق الذي كان يحمل سابقا اسم انباكت مونتريال، أين تصدى لركلتي جزاء لأفضل عنصرين بالمنتخب التونسي، الأول لصانع الألعاب لمدوني والثاني للمدافع المحوري ياسين بوخريس، في حين سجل للجزائر كل من (بداني، أناتوف، كساسي). رمان: حققنا أوّل الأهداف ونبحث الآن عن النهائي الناخب الوطني أرزقي رمان أبدى سعادته بتحقيق أول أهداف دورة كأس العرب التي تحتضنها الجزائر، ببلوغ المربع الذهبي والآن نبحث عن تنشيط النهائي. وتابع كلامه "قبل بداية المواجهة طالبت من اللاعبين الحفاظ على تركيزهم". المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة، أوضح أن المنتخب يملك مجموعة متكاملة بروح مميزة وبدأت تكسب الخبرة في المنافسات الدولية، كاشفا بأنه في حالة وصول أربعة إلى خمسة لاعبين من الجيل الحالي إلى المنتخب الأول، فذلك سيكون عنوانا لبلوغ أهدافه على رأس العارضة الفنية. في ذات السياق، أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جهيد زفيزف دعمه للمنتخب الوطني خلال دورة كأس العرب، كما أفاد قائلا: "هذه الدورة تحضيرية لباقي الاستحقاقات، ونحن مستعدون لمنح المنتخب الوطني كل الإمكانيات للنجاح". وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: "لن نفرض أي ضغط على العناصر الوطنية، لكن إذا تمكنوا من إحراز اللقب سنكون جد سعداء بذلك".